روميساء بوزيدة
ظروف صعبة ومناخ تمدرس سيء واقع كارثي تشهده أغلب المؤسسات التربوية على مستوى الولاية إيفاد لجنة تحقيق لمعاينة المدارس التربوية أوفدت وزارة الداخلية والجماعات المحلية لجنة تفتيش عاينت المدارس الولائية وسجلت مجموعة من النقائص خاصة فيما تعلق بوضعية الهياكل والتجهيزات والمطاعم المدرسية لإعداد تقرير في الموضوع ورفعه للجهات المعنية.
من جهة أخرى، تشهد أغلب المؤسسات التربوية ظروفا أقل ما يقال عنها أنها مزرية خاصة في فصل الشتاء بعد تساقط الأمطار جراء اهتراء الكتامة وتصدع الجدران وانسداد البالوعات، مما يجعل أغلبها مهددا بالفيضانات والذي ينتج عن تسرب المياه إلى حجرات الأقسام ليخلف ذلك ظروفا صعبة للتلاميذ والأساتذة على حد السواء.
بدورهم، يشتكي القائمون على المدارس الابتدائية ببلدية البوني من سوء برمجة وقت تعقيم المؤسسات التربوية والذي يتزامن مع وقت الدراسة مما يدفعهم إلى إخراج التلاميذ، علما أن هناك من التلاميذ من يعاني من الأمراض المزمنة كالربو والحساسية ومع تعرضهم لوسائل التعقيم تُضاعف عليهم الأعراض. غياب الماء، الكهرباء والغاز على مستوى متوسطة ذراع الريش يخالف قواعد التعقيم والتطهير المعمول بها في باقي المؤسسات التربوية نتيجة انتشار جائحة كوفيد 19، كما أن العديد من المؤسسات التربوية تشهد نقصا في مواد التطهير على غرار المدارس الابتدائية بسيدي عمار وواد العنب. هذا وتعاني المؤسسات التربوية من الكتامة المهترئة بالعديد منها، والتي تنذر بمخاطر انهيار الجدران والأسقف والمعاناة الكبرى بعد تساقط الأمطار وبالتالي تسربها إلى الحجرات مما يؤثر سلبا على ظروف تمدرس التلاميذ. ومن بين المدارس الابتدائية التي تشهد تسربات مائية بحجرات الأقسام ودورات المياه نذكر منها، مدرسة بن باديس بنات، بن باديس ذكور، نفس المعاناة تشهدها مؤسسة عسلة حسين بنات، وغيرها من المدارس الأخرى المتوسطة على غرار بابو الشريف، العربي التبسي ومتوسطة جابر بن حيان ببوخضرة.
أما عن عينات الثانويات فنذكر ثانوية بوعزدية بالحجار، وثانوية عمارة العسكري، وكذا ثانوية أبو مروان. من جهة أخرى، تشهد دورات المياه بجل المؤسسات التربوية حالة يرثى لها حيث تنعدم بها أدنى شروط النظافة، كما أن معظمها بحاجة إلى إعادة تهيئة بسبب تآكل أبوابها وعدم تواجد أماكن مخصصة لغسل الأيادي، ضف إلى ذلك نقص الإنارة وغياب قنوات الصرف الصحي في البعض منها، كل هذه الظروف تؤثر سلبا على يوميات التلاميذ. غياب التدفئة يُنذر بشتاء كارثي ومن بين أهم النقائص التي تشهدها المرافق التعليمية حسب ما وقفت عليه “الصريح” بعد تلقيها شكاو متكررة لأولياء التلاميذ، انعدام التدفئة إذ تتجدد معاناة التلميذ “العنابي” كلما اشتدت برودة الطقس، فبالرغم من الميزانيات المالية الضخمة التي ترصد سنويا لتوفير أجهزة التدفئة، إلا أنها ليست بالكافية لتغطية جميع الأقسام.
الأمر الذي وقفت عليه “الصريح” حيث تبين أن أغلب أجهزة التدفئة معطلة بالمؤسسات، ما شكل هاجسا حقيقيا بالنسبة للتلاميذ وأوليائهم والأساتذة المشرفين، باعتبار أن خدمات التدفئة تعد من الضروريات التي يحتاجها التلاميذ خلال فصل الشتاء، قصد تمكينهم من تلقي الدروس في ظروف جيدة وتساعدهم على التحصيل العلمي الجيد. أقسام تتحول إلى غرف تبريد اشتكى عشرات التلاميذ المتمدرسين في ثانوية البوني1، من غياب التدفئة، وهو ما أربك التلاميذ ونغّص عليهم مزاولة دراستهم بشكل طبيعي، الأمر الذي خلق هاجسا للتلاميذ الذين أكدوا أنهم يزاولون دراستهم في ظروف جد قاسية داخل حجرات وأقسام شبيهة بغرف التبريد. وفي نفس السياق، أعرب بعض أولياء التلاميذ عن تخوفهم على سلامة صحة أبنائهم من المعاناة التي يعيشونها في ظل الدراسة في أقسام أشبه بغرف التبريد، مما يساهم في تشتيت تركيزهم، حيث دعا هؤلاء السلطات المسؤولة إلى ضرورة النظر إلى وضعية المتمدرسين من خلال استدراك النقائص ووضع حلول جذرية. الرشح والتهاب المفاصل يهدد التلاميذ وحسب أحد الأطباء، فإن غياب أجهزة التدفئة في الأقسام الدراسية خاصة في المناطق المعروفة بالبرودة القاسية خلال فصل الشتاء، يُعرّض التلميذ إلى عدّة أمراض منها الالتهاب الحاد للقصبات الهوائية، وتورمات في اليدين، وهي حالات مرضية يلاحظها في فصل الشتاء، عند خضوع التلاميذ للفحوصات الطبية، وأكد أن التلاميذ يتعرضون باستمرار لالتهاب اللوزتين المتكرّر، وهو ما يرشح الإصابة بالتهاب المفاصل في حالة بقاء التلاميذ داخل حجرات تنعدم فيها وسائل التدفئة لفترات طويلة.
أمام هذه الوضعية، وجب على المسؤولين المحليين على رأسهم والي الولاية وكذا القائمين على المجال التعليمي، اتخاذ كافة التدابير لإصلاح الوضع قبل حدوث الكارثة، وتوفير كل الإمكانيات لضمان موسم دراسي ناجح من جميع النواحي.