ماذا قدم النواب لعنابة ؟

يكتبه : خميسي غانم

قلة قليلة من النواب الذين مروا بعنابة ومثلوها خاصة في عهد العصابة استطاعوا أن يتركوا بصمتهم ويخلدوا أسماءهم في الذاكرة العنابية، فأكثرهم أصبح نسيا منسيا، وشيء من الماضي بعد أن أعطتهم هذه الولاية الرائعة ومواطنوها الغلابة كل شيء، ولكنهم كانوا من الجاحدين وتنكروا لنا ولهم ولم يعطونا ويعطوها أي شيء،

ودعوني هنا أترك انتماءاتي السياسية والصراعات الإيديولوجية جانبا لأكون صحفيا محايدا يقول الحقيقة، فالقلة القليلة التي سجلت عبورها وحاولت أن تكون في مستوى تعهداتها الانتخابية مازال يذكرها المواطن العنابي بخير وبما أننا نقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت، نذكر صالح بوشارب والدكتور محمد صغير حماني، كما أن النائب محمد الهادي التبسي اليوم يبلي بلاء حسنا ويؤدي إلى غاية هذه الساعة آداء أقل ما يقال عنه طيبا، فمن أبلى بلاء فذكره فقد شكره، وإن كتمه فقد كفره، كما يقال،

أما البقية المتبقية فالكثير منها استعملت صفتها لتحقيق أغراضها الشخصية وخرجت من عهداتها الانتخابية بفيلات ومشاريع في الاستثمار ومصانع وفتحت أمام أبنائها الطريق نحو المناصب والمراكز ومن هؤلاء من يحمل جواز سفر أجنبي وجنسية دول أخرى فرنسية بالذات، رغم أنه ترشح باسم التيار الوطني!

وبعضهم الآخر تورط في قضايا نصب واحتيال ومنها من وصل إلى أروقة العدالة لأن شعار هؤلاء كان لا خدمة إلا بالمقابل، وهو سلوك رديء لا يمكن تبريره إلا بخلل قيمي عميق، ولا يقبل أي تبريرات أو أعذار ويتطلب على الأقل عقابا معنويا وهيكليا في التنظيمات التي ينتمي لها هؤلاء، لأن غياب الحس بالمسؤولية الذي مصدره تعطل الضمير هو أحد المعبرات التي نعيشها اليوم، وهو ما أدركه رئيس الجمهورية الذي أكد على أن أفضل طريق لتجنب الانزلاق هو ممارسة المسؤولية الملقاة على عاتق هؤلاء بصدق ونزاهة لمعالجة اختلالات الماضي ولإحداث قطيعة مع الممارسات التي أنتجت نفور المواطن من كل ما يرمز إلى الدولة أوالسلطة.

مقالات ذات صلة

أملاك الدولة “ببلاش”، وإكراميات لذوي النفوذ

سارة معمري

الصحفي ليس صندوق بريد

سارة معمري

مؤسف حال الأحياء التي نعيش فيها

سارة معمري