إبتسام بلبل
يرى المحلل السياسي، الأستاذ والباحث الأكاديمي، مصطفى بورزامة، أنه من “الطبيعي جدا” أن تتسم العلاقات الجزائرية- الإيطالية بنمو مستمر، في ظل التفاهمات بين قيادتي البلدين امتدادا لعمق الروابط التاريخية المتجذرة وأواصر التعاون الوثيقة التي تبشر بمستقبل واعد لكلا البلدين.
وقال بورزامة لـ “الصريح”، أن زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، تدخل ضمن الزيارات الإستراتيجية، لا سيما وأن الجزائر اتخذت موقفا شجاعا في إعادة العلاقات مع إيطاليا، وستحمل في حقيبتها عدة ملفات على رأسها تداعيات الأزمة “الروسية- الأوكرانية” وما خلفته من أزمة في الطاقة، لا سيما ما يتعلق بالغاز الذي تحتاجه الدول الأوروبية في فصل الشتاء، بالإضافة إلى قضية الهجرة غير الشرعية، إذ تريد روما من الجزائر أن تؤدي دور المراقب في جنوب حوض المتوسط لصد موجات “الحراقة” الذين يصل منهم المئات سنويا إلى سواحل ايطاليا، وأضاف محدثنا، أنه سيتم تعميق مشاورات بدأت منذ أشهر لإطلاق صناعة السيارات الإيطالية في الجزائر، إلى جانب ملف الطاقة، مشيرا في هذا السياق، إلى أن شركة “إيني” الإيطالية تطمح في أن تكون شريكا موثوقا به للجزائر.
وتأتي هذه الزيارة الأولى لميلوني منذ توليها منصب رئيسة الوزراء الإيطالية_ حسب الباحث الأكاديمي بورزامة_ في ظل تدهور العلاقات بين الجزائر والاتحاد الأوروبي بعد تجميد الجزائر للكثير من الواردات الأوروبي، حيث تعمل كل دولة على الرفع من العلاقات مع الجزائر لضمان الغاز وضمان سوق إفريقية واعدة والتي تعد فيها إسبانيا وفرنسا أكبر الخاسرين في الحصول على النفط والغاز الجزائري، كما تراهن على تعزيز العلاقات مع الجزائر بعد إعلان الرئيس تبون أن 2023 ستكون سنة انضمام الجزائر إلى مجموعة “البريكس” الاقتصادية التي تعد منافسا للإتحاد الأوربي، وستقوم ميلوني، باستكمال سياسة سلفها “ماريو دراغي”، الذي قام بزيارتين إلى الجزائر خلال السنة والنصف قبل انتهاء ولايته، كما ترغب في تأكيد تعميق العلاقات لتصبح إيطاليا الشريك الأول وتعويض فرنسا وإسبانيا في عدة قطاعات، خاصة بعد التصريح الذي قام به رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، والذي أكد فيه أنه يفضل إيطاليا على فرنسا وإسبانيا،
ويرى المحلل السياسي، مصطفى بورزامة، أن من بين القضايا التي ستطرح على طاولة اللقاءات التي ستجريها ميلوني مع عدة مسؤولين في الجزائر، تداعيات “فضيحة الفساد” بالبرلمان الأوروبي، التي فجرها برلماني أوروبي استنجد بالقضاء البلجيكي، ونشر غسيل فضائح نظام المخزن بطلها رئيس الحكومة الحالي عزيز اخنوش عندما كان يشغل منصب وزيرا للفلاحة، والكيان الصهيوني وما يفعله من تجسس وابتزاز، وهو ما اعتبرته جورجيا ميلوني، من صنع الاشتراكيين، وهاجمت وسائل الإعلام ولامتها على انتشار وصف “عملية إيطالية” لدى الحديث عن هذه القضية التي أشارت تحقيقات إلى ضلوع عدد من نواب الحزب الاشتراكي الإيطالي فيها.