وجه، ساكنة بلدية قنواع الواقعة غرب ولاية سكيكدة، رسالة إلى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مفادها استنكار التهميش الحاصل ومحاصرة البلدية بعدم منحها حقها كاملا في المشاريع التنموية، آملين أن يتم منح هذه البلدية التي تعتبر من بين أفقر البلديات في البلاد وأكثرها عزلة، ثانوية تحفظ كرم تلاميذها النجباء الذين يكابدون صعوبة التضاريس ويدفعون ثمن لعنة الجغرافيا وظلم التاريخ.
وجاء في رسالة المجتمع المدني لبلدية قنواع والموجهة إلى أعلى سلطة في البلاد والتي تحوز “الصريح” على نسخة منها، نحن سكان بلدية قنواع، الذين تجاوز تعدادنا اليوم 9000 ألاف نسمة، منهم من هجر البلدية ومنهم من هجر الوطن بحثًا عن سبل أفضل للعيش، بعد أن انقطع كل أملٍ في رؤية مظاهر التنمية لتحل بديلا عن مظاهر التخلف الذي جعل منها واحدةً من أكبر مناطق الظل في البلاد.
نحن سكان بلدية قنواع، بإطاراتها في الدولة ودكاترتها وأطباءها وكافة نخبتها التي تدعم جهود الدولة وترافقها، بكل طلبتها الذين ينتشرون في جامعات الوطن، بكل تلاميذتها في كافة الأطوار الذين يشقون الطرق نحو المستقبل، نناشد الخيرين في البلاد من أجل تشييد صرح علمي وأكاديمي لأبناء البلدية، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
علمًا أن عدد تلاميذ البلدية الذين يُزاولون دراستهم في ثانوية الزيتونة، وفي ثانويات القل التي تبعد عن مقر البلدية ب 30 كم وعن باقي المداشر بأكثر من 40 كم، قد فاق تعدادهم ال 400 تلميذ، ناهيك عن الذين عصفت بهم رياح الهجرة إلى ولايات أخرى.
وأيضًا، فإن بلدية قنواع، توفر أكثر من 12 حافلة لنقل التلاميذ بين مختلف المؤسسات التعليمية ومقر سكناهم، ومنهم من لم يسعفهم الحظ في اللحاق بهذه الوسائل نظرا للقرى والمداشر المتباعدة، حيث تقطع هذه الحافلات يوميًا أزيد من 500 كم، حاملةً داخلها أكثر من العدد المسموح به.
ولاح أمل مند حديث السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، عن بعث مظاهر التنمية في مناطق الظل، ولما كانت بلدية قنواع واحدة منهم استبشر الساكنة خيرا، غير أن عدم تسجيل المشروع الحلم “الثانوية” من تلك الفترة إلى اليوم، بدد كل الآمال وعمق مأساة وأزمة التلاميذ عموما والساكنة خصوصًا.
هي رسالة ساكنة فقدت كل الآمال في رؤية هذا الصرح العلمي يُقام على تراب البلدية المجاهدة التي قدمت النفس والنفيس كلما نادى المنادي أن لبوا نداء الوطن، وفي ظل قلة الوسائل والحيل، لا يسعنا نحن السكان إلا أن نجدد هذا النداء لكافة السلطات.
عمار زڨاري