والي عنابة

السيد الوالي : تعلمت أن الحقيقة لا يمكن أن تكون إلا في الميدان، وعلى الأرض، وأن الزيارات والمواكب المبرمجة والمحروسة، والتقارير لايمكنها أن تمدك بكل الحقائق، وبكل التفاصيل التي تعيشها شوارع وأحياء وبلديات عنابة، وإني ألتمس فيك كما قال مفدي زكرياء ذات مرة في رسائله، الخير والنزاهة والإنصاف والاستعداد لقبول كلمة الحق، مهما كانت مرة وأليمة، ومهما حاول الإنتهازيون والوصوليون تضليلك وتغريرك استغلالا لطيبة قلبك، وإمعانا في تحطيمك بإبعاد المخلصين عنك وعزلك عن المناضلين الصادقين وأستسمح مفدي زكرياء لأقتبس منه هذه الكلمات لأحدثك فأنزل إلى الميدان وحيدا، عاين القمامة التي التهمت الأحياء وأنظر في الظلام الذي يلف حي “جوانو” ليلا بعدما كان هذا الحي يُعرف بباريس الصغيرة، أنظر طرقاته وأنظر، حالة سيدي سالم الذي حولته البناءات والأبقار إلى دوار، أنظر إلى الساحات العمومية والمساحات الخضراء تحولت إلى جرداء، فعار أن لا تجد في عنابة القرنفل والياسمين وكانت تسمى الأنيقة، فاجئ الموظفين في الإدارات لتعرف مستوى الخدمة العمومية المقدمة للمواطن، تجول ليلا في شوارع عاصمة الولاية لترى كيف فتك بها الظلام، فعار أن تعجز مؤسسة التحسين الحضري عن توفير المصابيح في الولاية الرابعة وطنيا، غادر سيدي الوالي مكتبك ولا تكن حبيس أدراجه، واستند إلى المواطنين المخلصين حتى تتخلص من بعض العفونات التي تريد أن تحيط بك لتعفين إدارتك والله من وراء القصد .

مقالات ذات صلة

فريق جبهة التحرير .. الأبطال الخالدون

sarih_auteur

بارادو الأنموذج في الاحتراف

sarih_auteur

خيارات ينبغي إحترامها

sarih_auteur