وزير الصناعة يتعهد بالتكفل بملف “فرتيال” بعنابة

روميساء بوزيد 

تعهد وزير الصناعة، فرحات آيت علي، بالتكفل بملف فرتيال بعنابة ونقل جميع العوائق التي يواجهها عبر إيصالها إلى الجهات المسؤولة، حسب ما أفاد به نائب رئيس مكتب عنابة لأرباب العمل، خروف محمد، لـ”الصريح”. 

وتطرق المتحدث إلى أهم المشاكل التي تسببها مؤسسة فرتيال بعنابة والتي تستمر في فرض سياستها على العنابيين بعدم التقيد بشروط السلامة، فبعد الشكاوي المتكررة التي رفعها المواطنون القاطنون بالأحياء المجاورة للمصنع، على غرار حي سيبوس التابع إداريا إلى بلدية عنابة، والتقرير الأسود الذي رفعته الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان إلى وزير الصناعة والمناجم، بخصوص الكارثة التي تتسبب بها مادة الأمونياك على صحة المواطن، والخزان المتواجد على مستوى المؤسسة، والذي انتهت مدة صلاحيته سنة 2004، كما أنه مهدد بالانفجار في أي لحظة ما يشكل في حالة حدوثه كارثة في حق البشرية، تمتد إلى أربعة ولايات شرقية هي عنابة، قالمة، سكيكدة والطارف، وتواصل الجهات المسؤولة فرض سياسة الصمت غير آبهة بالمشاكل التي تترتب عنها والتي يدفع المواطن البسيط ثمنها.

ويقوم المسؤولون في كل مرة بتقديم وعود كاذبة بردم الأنبوب الناقل لمادة الأمونياك الخطيرة دون تطبيق القرار على أرض الواقع. فبالرغم من التقارير المتكررة التي رفعتها عديد الجهات للتصدي للفرتيال، إلا أن القائمين على المؤسسة يُماطلون في كل مرة في إيجاد الحلول مبررين كون الأخيرة تعد مكسبا للولاية ومورد رزق لمئات الشباب.

وكان من المفروض أن تسلط السلطات الولائية الضوء على هذا الموضوع نظرا لأهميته وكذا خطورته على حياة المئات من السكان، الذين أعربوا عن مخاوفهم من تكرر سيناريو مرفأ بيروت الذي كان بمثابة إنذار للمسؤولين المحليين لاتخاذ حل جذري من شأنه أن يحظر التهديد ويضع له حدا نهائيا، إلا أن شيئا من هذا لم يكن.

وكان المواطنون قد رفعوا في عديد المرات شكاو بخصوص الروائح الكريهة التي تسببها التسربات المتنقلة في الهواء، بالإضافة إلى تلك التي تمتد إلى شاطئ سيبوس المعروف بشاطئ جوانو، الذي يعد مفرغة للمواد السامة من مادة الكبريت وبقايا السموم التي ينتجها المصنع، والتي أدت إلى تغير لون مياه البحر،  كما تتسبب زيوت السفن التي تطفو على مستواه في قتل الثروة الحيوانية، ما جعلت منه شاطئا غير مسموح للسباحة، وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة التي ترفعها المصالح البلدية بحظر السباحة في شاطئ جوانو، إلا أن الأخير يعد قبلة العائلات والأطفال الذين يقصدونه للسباحة، ضاربين بالخطر المحدق بهم والأمراض التي تهددهم عرض الحائط.

وحسب إحصائيات قامت بها “الصريح” في وقت سابق حول الأمراض التي يعاني منها سكان الأحياء المجاورة للمؤسسة، فقد تم تسجيل نسبة كبيرة من الأمراض التنفسية على غرار الربو نتيجة الغازات السامة المنبعثة من مستواه، والأمراض الجلدية من حساسية جلدية سببها السباحة في البحر المحاذي للمصنع والذي يعد مفرغة له.

وعلى هذا الأساس، طالب سكان الولاية بفتح تحقيق معمق حول الأخطار الناجمة عن مؤسسة فرتيال، وعن الخزان الذي انتهت مدة صلاحيته منذ فترة طويلة والذي يعد قنبلة موقوتة تهدد أربعة ولايات شرقية.

مقالات ذات صلة

عنابة: اجتماع تنسيقي لضمان التحضير الأمثل لعملية المنحة المدرسية 2025-2026

sarih_auteur

الجمارك تحبط محاولة تهريب مبلغ بالعملة الصعبة بمعبر العيون

sarih_auteur

صالون الصورة الفوتوغرافية بعنابة يتواصل في يومه الثاني وسط تفاعل جماهيري واسع

sarih_auteur