جزء من الهوية والثقافة.. الزليج الجزائري مسار نحو العالمية

على هامش مجهودات وزارة الثقافة والفنون لتصنيف ملف “الزليج” ضمن قوائم التراث الثقافي العالمي، باعتباره أحد الرموز البارزة للتراث العمراني الجزائري، قال الباحث في التاريخ، عامر جديد، إن تصنيف ملف الزليج مهم جدًا كونه جزءًا من هوية وثقافة الجزائر.

وأوضح الباحث أن الزليج موجود في البلاد منذ قرون، حيث تشهد العديد من المنازل الأثرية على عبق هذا النوع من التراث المعماري المادي على غرار القصور التي تعود إلى العهد الزيري وما بعده، العهد الحمادي، عهد الموحدين، الحقب الحفصية، العهد العثماني، والعهد الزياني، والتي تؤكد جميعها على وجود هذا التراث في الجزائر، كما أضاف أن مدينة عنابة ليست استثناءً، حيث يمكن العثور على الزليج في العديد من القصور مثل دار الصرايا ودار لرقش، فضلاً عن المعالم التاريخية الأخرى، وأكد الباحث أن تصنيف ملف الزليج يسهم في الحفاظ على الذاكرة الوطنية من التلاشي ويقدم خدمة جليلة للباحثين في مجالات التراث والتاريخ.

من جهته، أبرز الأستاذ الجامعي سبتي سلطاني أهمية تصنيف ملف “الزليج” وإضفاء طابع جزائري خالص على كل ما هو تراث جزائري في ظل الصراع الثقافي الحاصل، وشدد على ضرورة توثيق كل ما يرتبط بالتراث الجزائري المادي وغير المادي، بالإضافة إلى تسويق هذا التراث والترويج له واستثماره، وأشار سلطاني إلى الدور الكبير للدراسات الأكاديمية في استكشاف تراث حيث ان الدراسات تعتبر أداة هامة لفهم وتحليل التراث الجزائري الغني والمتنوع، مؤكداً على أهمية الشراكة بين وزارة الثقافة ومؤسسات التعليم العالي للكشف عن حقائق تاريخية جديدة خاصة واستكشاف التراث يعزز الهوية الوطنية ويخلق فرصا اقتصادية وسياحية، كما يسهم في بناء جسور بين الماضي والحاضر لضمان استمرارية الذاكرة الثقافية للأجيال القادمة،وأشاد الأستاذ بجهود وزارة الثقافة في تصنيف العديد من المعالم الأثرية.

وفي هذا السياق، طرحت وزارة الثقافة والفنون مؤخرًا رؤيتها لمواصلة تسجيل عناصر الهوية الثقافية الجزائرية ضمن قوائم التراث الثقافي العالمي، وتتضمن هذه الرؤية دراسة ملفات جديدة تشمل “الزليج”، إلى جانب تحضير ملفات أخرى تهدف إلى تعزيز حضور التراث الجزائري على الساحة الدولية،وتأتي هذه الجهود ضمن الاستراتيجية الوطنية وخارطة الطريق التي تبنتها الوزارة منذ سنواتوتزامنا مع احتفاء الجزائر مؤخرًا بتصنيف “الزي النسوي الاحتفالي للشرق الجزائري الكبير” ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية، مما يعكس التزام الوزارة بحماية الموروث الثقافي وتوثيقه للأجيال المقبلة.

 

ملاك زموري

مقالات ذات صلة

في مساعي التحول الرقمي.. E-Vignette خدمة جديدة يطلقها ديوان حقوق المؤلف

sarih_auteur

المهرجان الوطني للمسرح المحترف.. المسرح الجهوي لأم البواقي يعرض مسرحية “بدء”

sarih_auteur

بتنظيم نشاطات تاريخية وثقافية متنوعة.. جيجل تستذكر مآثر الزعيم “فرحات عباس”

sarih_auteur