في خطوة تهدف إلى الحفاظ على الإرث التاريخي وتعزيز الذاكرة الوطنية، جرى مؤخرًا اقتراح ترميم المقر الأثري “المحكمة القديمة”، الواقع بشارع “بشير بوقادوم” في الحروش بولاية سكيكدة، لتحويله إلى معلم تاريخي يوثق الأحداث البطولية التي شهدتها المنطقة خلال مظاهرات 20 أوت 1955.
وجاء هذا الاقتراح في إطار خرجة ميدانية نظمتها لجنة محلية ترأسها رئيس الدائرة، وشارك فيها مدير المجاهدين، رؤساء المجالس الشعبية البلدية، بالإضافة إلى رئيس القسم الفرعي للتجهيزات العمومية وشخصيات من الأسرة الثورية، وهدفت هذه الخرجة إلى معاينة النقائص المسجلة في روضات الشهداء والنصب التذكارية بمناطق الحروش، زردازة، وصالح بوالشعور.
وأوضحت اللجنة خلال الزيارة أهمية الموقع من الناحية التاريخية، مشيرة إلى دوره محوري في توثيق الذاكرة الجماعية للمنطقة، أين تم الاتفاق على أن تكون الدراسة الفنية وأعمال الإنجاز لهذا المشروع على عاتق البلدية، مما يعكس التزام السلطات المحلية بالحفاظ على المواقع التاريخية وتطويرها.
ويشكل ترميم المحكمة القديمة خطوة حيوية لتحويلها إلى رمز يوثق إحدى أبرز محطات أحداث 20 أوت 1955، بقيادة الشهيد زيغود يوسف، والتي جاءت لتعبر عن إرادة الشعب الجزائري في تحقيق الحرية والاستقلال، وتحويل هذا المقر إلى معلم تاريخي ليس فقط تكريما لذكرى الشهداء.
بل أيضا وسيلة لتثقيف الأجيال القادمة حول نضالات أجدادهم، وترسيخ القيم الوطنية، ومن المتوقع أن يكون المشروع جاذبا للسياح والمهتمين بالتاريخ الوطني، مما يساهم في تنشيط السياحة الثقافية بالمناطق.
ملاك زموري