بقلم: منال.ب
أشاد العديد من المواطنين وفعاليات المجتمع المدني بالتحرك السريع والفعال لمصالح الأمن بعنابة، حيث لم تمر إلا ساعات قليلة وفي ظرف وصف بالقياسي اهتدى تلك الجهات إلى مكان تواجد الطفل “ س.عزيز” وحددت بدقة موقعه وتدخلت لإعادته إلى أهله دون أن يمس بأذى الشيء الذي خلف الكثير من الارتياح بين المواطنين وكرس ثقتهم في قدرة هذه المصالح على حماية الأشخاص والممتلكات في إطار المهام النبيلة التي تقوم بها.
وإلى ذلك، فقد تم أمس، وحسب مصادرنا فإنه تم العثور بعد تحريات وعملية بحث وترصد دقيقة على الطفل البالغ من العمر 4 سنوات، داخل شقة فارغة في إحدى العمارات بحي 1000 مسكن في المدينة الجديدة ذراع الريش، وهو في حالة صحية جيدة، وكان الطفل قد رافق والدته إلى حفل عائلي بمناسبة إعلان نتائج شهادة التعليم المتوسط، قادمين من مدينة سدراتة بولاية سوق أهراس، قبل أن يختفي في ظروف غامضة حوالي الساعة الثامنة ليلامن مساء أول أمس، ما أثار حالة استنفار في أوساط العائلة والمواطنينوالسلطات، وفور الإبلاغ عن الحادثة، انطلقت عمليات بحث مكثفة قادتها وحدات الدرك الوطني، بمشاركة عناصر الحماية المدنية، ومديرية النشاط الاجتماعي والتضامن وعدد من المواطنين، إلى أن تم التوصل إلى مكان تواجد الطفل، وقد قدم الأخصائيون النفسيون المرافقون للخلية الجواريةالدعم النفسي اللازم للطفل، في حين تم تسليمه إلى ذويه في أجواء من الفرح والارتياح، ومن جهتها، باشرت الجهات الأمنية تحقيقا معمقا لمعرفة ملابسات هذا الاختفاء المفاجئ والغامض.
وفي سياق متصل، أعادت قضية العثور على الطفل المدعو “عزو” داخل سكن شاغر يدور الحديث عن تأجيره لفائدة المصطافين لقضاء عطلتهم الصيفية، النقاش واسعا بعنابة حول الاستفادات من السكن الاجتماعي في هذه الولاية وعن عمل لجان الدوائر ومسؤوليتها في ذهاب سكنات على غير مستحقيها فبعضها، خاصة بذراع الريش أصبح يؤجر والبعض الآخر أصبح يعرض للوكالات العقارية ومواقع التواصل الاجتماعي جهرا للبيع مما يؤكد أن المستفيدين من تلك السكنات لم يكون في حاجة إليها، بل أن بعضها الآخر ظل مغلقا خاصة في القنطرة والكاليتوسة وذراع الريش، رغم أن الدولة سعت جاهدة لوضع هذه الصيغة من السكن تحت تصرف الفئات الهشة والمعوزة إلى درجة أن تجربتها تلك أصبحت مضرب مثل عند الكثير من دول العالم، فلا توجد دولة خاضت تجربة توفير السكن اللائق للمواطن في إطار سياستها الاجتماعية كما فعلت الدولة الجزائرية بعد الاستقلال، خاصة أن هذا الملف وكما يعرف لدى العام والخاص يحظى بمتابعة شخصية من رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون في انتظار أن تجيب لجان الدوائر عن نقاط الظل هذه.