62 سنة تمر على رحيله..”الصريح” تستعرض المحطات تاريخية للمفكر والفيلسوف “فرانز فانون”

ملاك زموري

تحل اليوم الذكرى الـ62 لوفاة المفكر وعالم النفس فرانز فانون، الشخصية النضالية الثورية التي ناضلت ضد الاستعمار ودعمت القضية الجزائرية، حيث رحل الفيلسوف عن عالمنا في 6 ديسمبر 1961، عن عمر يناهز 36 سنة تركا ميراثا فلسفيا كبيرا. 

مولده ونشأته

ولد فرانز فانون الطبيب والمناضل الفرنسي الجزائري، سنة 1925 في فور دو فرانس بجزيرة المارتينيك، والتحق بالمدرسة الطبية في مدينة ليون وتخصص في الطب النفسي، حيث عمل في مجال الأمراض العقلية بمستشفى “جوانفيل” بالبليدة بالجزائر، وانضم كطبيب إلى جبهة التحرير الوطني الجزائريةF.L. N  وناضل من خلال عمله كمحرر في جريدة “المجاهد”، كما ساهم في تدويل القضية الجزائرية في المؤتمرات الدولية من خلال تعيينه كممثل للحكومة المؤقتة.

أبرز إصداراته

ألهمت كتابات فرانز فانون ومواقفه كثيرا حركات التحرر في أرجاء العالم، حيث عرف بنضاله ضد التمييز العنصري وأصدر كتاب “بشرة سوداء.. أقنعة بيضاء”، نشر سنة 1952، و”العام الخامس للثورة الجزائرية”، نشر عام 195.

وحارب “البسيكولوجي كولونيال” في كتابه “معذبو الأرض” الذي صدر سنة 1961 يجمع بين النقد الديناميكي والشغف السياسي ويعبر عن التناقضات والإمكانات الثورية في مجمل ظروف القضاء على الاستعمار، بالإضافة إلى كتاب “من أجل الثورة الأفريقية”، نشر سنة 1964، و “نصوص حول الاستلاب والحرية” وهي مجموعة أعمال صدرت 2011، وكذا نصوص حول الاستلاب والحرية، مجموعة أعمال 2 للعام 2018.

كما له العديد من المقالات التي حلل فيها مفهوم الاستعمار وقدم الدوافع الفلسفية والنفسية للعنف والتعذيب، حيث يقول “إن الاستعمار في حد ذاته هو السبب من عدد من الأمراض العقلية التي نشأت في ظل الاستعمار كنوع من التكييف مع وضع شاد غريب”، وبين فانون مراحل التطور التي مر بها الشعب الجزائري بقوله “إن الاستعمار ليس جزء من التاريخ الجزائري بل هو حادث مؤلم وكريه، لم يكن له مغزى سوى أنه عطل عملية التطور المنسجم للمجتمع والأمة الجزائرية”.

ويقول أيضا ” إننا‎ ‎لا ننتظر من الاستعمار أن ينتحر لقد عودنا على أنه يدافع عن نفسه بكل ما أوتي‎ ‎‫ من قوة، ولا يمكن للشعب المستعمر أن يشفي من التمييز العنصري،‎ وباقي عاهاته إلا إذا قبل بالفعل اعتبار الممتلكة القديمة أمة كاملة الاستقلال، أما إثارة الروابط القديمة أو المجموعات الوهمية فإنها مجرد كذب مفضوح وتحايل، مازال الشعب الجزائري منذ 4 سنوات يبرهن على‎ ‎‫أنها لا تستطيع مواجهة الحقيقة العارية الإرادة القوية”.

فيلم يسلط الضوء على نضال فرانز فانون

صور مؤخرا مشاهد الفيلم السينمائي الذي يروي مسيرة الدكتور الشهيد فرانز فانون، للمخرج عبد النور زحزاح، والذي يهدف إلى التعريف بهذه الشخصية التاريخية، حيث يسرد الفيلم فترة التحاق الطبيب الشهيد فرانز فانون بمنصب رئيس قسم بمستشفى الأمراض العقلية بالبليدة، أين كانت تمارس فيه العنصرية بين المرضى الجزائريين والفرنسيين وإلى التحاقه بالثورة التحريرية وهذا خلال الفترة الممتدة ما بين 1953 و 1956.

ويأتي هذا العمل السينمائي، بطولة الممثل الفرنسي، أليكساندر ديزان الذي يؤدي دور شخصية الطبيب فرانز فانون، بمشاركة عدة وجوه جزائرية على غرار الفنانة شهرزاد كراشني، وإدير بن عيبوش ونصر الدين جودي إلى جانب أمال كاتب.

الكاتب عادل خروف: فرانز فانون غيّب عن الساحة الثقافية

أعرب الكاتب عادل خروف، لـ “الصريح” عن أسفه الشديد لتغييب مثل هذه الشخصية عن الناشطات الثقافية والساحة الفكرية خاصة وأنه مناضل وناشط حقوقي التحق بصفوف الثورة التحريرية

وأضاف أن فرانز فانون من خلال  كتاباته أكد أن المستعمرين لا يفهمون إلا لغة العنف حيث تكلم في “معذبو في الأرض” عن الاستبداد والظلم ومفهوم الاستعمار الداخلي، وربط المعاناة الاجتماعية بالعلاقات الاستعمارية وحدد طرق علاجه، وكان طبيبا نفسانيا في البليدة أثناء الحرب الجزائرية وتعامل مع العديد من الحالات النفسية التي تسببها الاستعمار، أين عالج ضحايا الاضطهاد والعنف، وهذا ما جعله يتحول من طبيب نفسي إلى مناضل، حتى أنه دفن بعين الكرمة بالزيتونة في منطقة الطارف، ووافته المنية في الحدود التونسية.

مقالات ذات صلة

توافد جماهيري غفير على مشاهدة فيلم بن مهيدي

sarih_auteur

تأسيس مهرجانات في الولايات العشر المستحدثة

taha bensidhoum

الكاتب عبد الله تفرغوست”: “إذا أردنا أن نكتب للأطفال فيجب أن نحتك بهم “

taha bensidhoum