الكاتب عبد الله تفرغوست”: “إذا أردنا أن نكتب للأطفال فيجب أن نحتك بهم “

حاوره: عبد المالك باباأحمد

في عوالم الخيال، مجنحا بالمتعة والفائدة، يحلق شاب أوراسي بروح طفل وعقل كاتب مثقل بالتزام تجاه الطفل وأدبه، ينسج بأنامله فضاءات مؤثثة للبراءة، مسلحا بالإبداع من جهة، وبمعارف علم النفس التربوي من جهة أخرى، إنه الشاب عبد الله  تفرغوست الذي عزم على أن يحلق بالقارئ لعوالم أدب الطفل، ويُشَرّحَ قضاياه.

 

من هو عبد الله تفرغوست؟

عبد الله شاب جزائري من ولاية خنشلة يحلق بالأطفال في سماء الخيال من خلال لذة الحرف، طالب جامعي سنة ثانية ماستر تسيير عمومي كاتب مهتم بالرواية والنص المسرحي خاصة الموجه للطفل.

حدثنا عن تجربتك في كتابة أدب الطفل

بدايتي مع أدب الطفل كانت يوم خضت غمار التجربة في كتابة النص المسرحي، ثم بعد ذلك اشتغلت على نفسي كثيرا فيما يخص كتابة النصوص المسرحية الموجهة للطفل، ولا أستطيع أن أقول عن نفسي نجحت في تجربتي أم لا ولكنني طيلة أربع سنوات من الاشتغال كتبت قصة قصيرة للأطفال ونصين مسرحيين أحدهما توج بالمرتبة الأولى وطنيا في المسابقة الوطنية الجامعية للكتابة الموجهة للطفل المنظمة من طرف المدرسة العليا للأساتذة بالعلمة، كما ترشح للقائمة القصيرة لجائزة أوسكار المبدعين العرب بمصر.

حسب رأيك، كيف يساهم مسرح الطفل في التربية والتنشئة الأخلاقية والعقلية؟

العروض المسرحية الجيدة هي التي تمنح للطفل المتعة والفائدة، والفائدة التي تسبقها متعة تترسخ في الذهن ولا تتلاشى بسرعة مثل الفوائد والنصائح التي تعطى في خطاب مباشر، وهذه الميزة هي التي تميز الفن عن باقي المجالات الأخرى، حيث تشرك الطفل في عملية صنع العرض من خلال خلق بعض الفجوات التي يستطيع سدها بالاعتماد على نفسه، هكذا سيحافظ على تركيزه ويندمج مع العرض أو النص اندماجا تاما.

ما رأيك في النشاطات الموجهة للطفل والتي تعتمد بالدرجة الأولى على التهريج؟

إذا تحدثنا عن الأعمال التنشيطية فما نشاهده في الواقع مؤسف جدا لأن هذه النشاطات يقوم بها أشخاص محدودو المستوى، فكريا وعلميا ولا علاقة لهم بنفسية الطفل أبدا ولا بكيفية التعامل معه، نستثني منهم بعض المهرجين الذين كونوا أنفسهم في هذا الفن وحاولوا فهم نفسية الأطفال ومراعاة فئتهم العمرية.

ما هي أدوات الكتابة في أدب الطفل؟

لكي نكتب بصفة عامة يجب أن نقرأ كثيرا أما إذا أردنا أن نكتب للأطفال فيجب أن نرتقي لمستواهم ونحتك بهم لنفهم ما يريده الأطفال منا ثم من بعد ذلك يجب أن نكون على دراية بعلم النفس التربوي وبالمراحل المختلفة للطفولة ومتطلبات كل واحدة منها، فلا يمكن بأي حال من الأحوال توقع نتائج محمودة دون مراعاة المتلقي واحتياجاته النفسية والتعليمية.

أترى أن كاتب الطفل يجب أن يدعم نفسه بالبحث في علم النفس التربوي؟

أكيد فهذا الأمر هو الذي يجعل الكتابة الموجهة للطفل صعبة فالتأليف للأطفال مسؤولية أمام المجتمع وأمام الله أيضا، ودون اللجوء لإطار علمي مضبوط له قواعده وأسسه المعلومة لن نستطيع إنتاج أدب طفل هادف،

برأيك، هل توجد قطيعة بين الثقافة والأطفال؟ وما هي السبل لتجاوز هذه الأزمة إن وجدت؟

أرى أن الأشخاص القائمين على المؤسسات الثقافية والفنية لا يواكبون متطلبات الأطفال وعقليتهم لذلك تجد أن النشاطات التي يبرمجونها لا تثير الأطفال ومن بين الحلول التي أقترحها هي إشراك الطفل في لجان التحكيم في مهرجانات مسرح الطفل وذلك لكي ينتصروا للمسرحيات التي تواكب متطلباتهم، بالإضافة إلى إشراك المختصين في علم النفس التربوي وعلم نفس الطفل جنبا إلى جنب مع المبدعين في عملية خلق جسور التواصل بين المؤسسات الثقافية والأطفال.

كيف يمكن تشجيع الأطفال على كتابة أدبهم الخاص بدل أن نكتب لهم، وهل هذا اختيار صائب؟

نعم هذا الاختيار صائب جدا وذلك لأن الطفل لا يجب عليه أن يراعي الفئة العمرية التي سيكتب لها لأنه يكتب لمن هم بنفس عمره، ومن جهة الأخرى فيوجد العديد من الأطفال ذوي المواهب المجيدين للكتابة والذين يستحقون الدعم والتأطير خاصة من خلال تفعيل ورشات للكتابة يؤطرها مختصون في التربية ومبدعون على حد سواء.

كيف تكوّن نفسك للكتابة في هذا المجال؟

القراءة في المجال الذي تريد أن تكتب فيه أولا فدون مطالعة واطلاع لن تكون لك تلك التراكمية التي تبني عليها، ثانيا الاطلاع على علم النفس التربوي الذي يوجهنا علميا لفهم الطفل بطريقة أعمق، وثالثا الاحتكاك بالأطفال ومعرفة رأيهم في نصوصك فهم جمهورك الأول والإصغاء لهم فرصة حقيقية لإثراء العمل وإعادة صياغة الكثير من أجزائه.

ما هي مشاريعك القادمة؟

كتابة رواية موجهة للأطفال ربما، البحث عن فرص لنصوصي المسرحية من أجل أن تتحول إلى عروض مسرحية فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن تبقى النصوص المسرحية محبوسة بين دفتي الكتاب وسواد الحبر، بالتأكيد سيكون إنتاجها في أعمال مسرحية فرصة لاستقطاب جمهور أوسع من الأطفال وسبر آرائهم ومن ثم المضي قدما في تأثيث نصوص أحسن وأفضل.

مقالات ذات صلة

تأسيس مهرجانات في الولايات العشر المستحدثة

taha bensidhoum

نحن لا نحسن تسويق قاماتنا ورموزنا!

sarih_auteur

“نشاط الوطنيين الجزائريين في المشرق العربي ما بين 1919-1962” في ملتقى بجامعة باجي مختار

sarih_auteur