المشروع صنف كاعتداء على أحد أكبر المعالم التاريخية بالولاية
نبيل. ب
رفع كل من والي عنابة ورئيس المجلس الشعبي ببلدية عنابة دعوتين قضائيتين استعجاليتين لدى محكمة عنابة، لوقف إنجاز مشروع بناء الموقع الأثري “برج المعدومين” في المدينة التاريخية ببلدية عنابة، مع إلغاء رخصة البناء لصاحبة مشروع.
وفي هذا الصدد، كشف رئيس المجلس الشعبي البلدي يوسف شوشان لـ “الصريح” بأنه قام برفع دعوة قضائية ضد صاحبة مشروع ورشة بناء سكن يتكوّن من 3 طوابق “R+3” بمحاذاة الموقع الأثري “برج المعدومين” وتوقيف الأشغال فورا، مع سحب نهائي لرخصة البناء.
وأضاف “المير” أن مصالح البلدية قامت سابقا بثلاثة تسخيرات عمومية لإجبار صاحبة المشروع على وقف الأشغال، إلا أن هذه الأخيرة كانت في كل مرة تقوم باستئناف الأشغال مع كل نهاية أسبوع.
من جهته، أيضا قام والي عنابة باعتباره رئيس الجهاز التنفيذي للولاية برفع دعوة قضائية استعجالية بمحكمة عنابة، لوقف أشغال هذا المشروع، وسحب رخصة البناء نهائية من صاحبته، بعد التحفظات التي أصدرتها مديرية الثقافة والفنون لولاية عنابة باعتبارها المشرف القانوني على هذا المعلم التاريخي الذي يعود تشييده إلى أكثر من 10 قرون.
كما علمنا أن رخصة البناء التي تحصلت عليها صاحبة المشروع، تعود إلى العهدة السابقة للمجلس الشعبي البلدي، ويتمثل المشروع -محل النزاع-، سابقا في محل “مرآب” لتصليح العجلات، قبل أن تتحصل صاحبته على رخصة تشييد بناية ذات ثلاثة طوابق “r+3″، وقامت بالتوسع والامتداد إلى جانب السور الأسفل للمعلم التاريخي “برج المعدومين” ضاربة جميع القوانين المعمول بها .
من جهتها، طالب جمعيات محلية ناشطة في الحقل الثقافي والتراثي بضرورة تدخل السلطات الولائية لإيقاف هذه “الجريمة” في حق أحد أكبر المواقع الأثرية لمدينة بونة التاريخية.
جمعية “مدينة” ممثلة في رئيسها الأستاذ عبد الكريم لرقش، كشف لـ “الصريح” أسباب المطالب الاستعجالية بوقف الأشغال على مستوى ورشة البناء الموجودة بمحاذاة المعلم التاريخي “برج المعدومين” المتواجد بالمدينة التاريخية، وحسبه فقد تم تسجيل عدة تجاوزات قانونية وتقنية من شأنها أن تساهم في تدهور حالة هذا المعلم التاريخي، ومن بين هذه التجاوزات عدم احترام المسافة الجوارية بين البناية الجديدة والمعلم التاريخي المذكور والتي تقدر بـ 2 متر، بالإضافة إلى ارتفاع المبنى الجديد الذي يبلغ 3 طوابق ما من شأنه أن يعمل على تغطية المعلم التاريخي، وهذا أمر محظور حسب القانون 98-04، كما أن المشروع الجديد سيعرقل عمليات الترميم المستقبلية لهذا المعلم التاريخي –يقول لرقش-.
للتذكير، برج المعدومين الذي يعود تاريخ بنائه إلى سنة 1056م ضمن أسوار المدينة تم تصنيفه كتراث ثقافي وطني وذلك منذ سنة 1978م، كما لا توجد إلا القليل من المعلومات عنه لأنه حسب بعض المؤلفين، إضافة إلى دوره الدّفاعي، فقد كان هذا النصب مجموعة من القصور والسجون سميت بـ”القصرين” كان يستعين بها الريّس لسجن العبيد القادمين من أوروبا قبل أن يتمّ إعادة بيعهم.