واج
حذر الكاتب المغربي المتخصص في شؤون التطبيع, هشام توفيق من خطورة زيارة رئيس أركان الجيش الصهيوني إلى الرباط, والتي تستهدف الشعب المغربي الرافض لسياسات النظام المغربي, معتبرا الحضور الاستعجالي للمسؤول العسكري الصهيوني “دليل على أن نظام المخزن في أزمة”.
وحل رئيس أركان الجيش الصهيوني بالرباط مساء الاثنين الماضي في زيارة تدوم ثلاثة أيام, رغم الرفض الشعبي لهذه “الجريمة التطبيعية الجديدة”, ولكل الاتفاقيات مع الكيان الصهيوني المحتل.
و أبرز هشام توفيق في مساهمة له على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”, أن هذه الزيارة تأتي في الوقت الذي تتصاعد فيه الكوارث في المغرب “تفقيرا وفسادا وإهمالا للشعب المغربي”, خصوصا بشمال البلاد بعد اندلاع حرائق رهيبة في قرى القصر الكبير والعرائش.
وللتأكيد على خطورة هذه الخطوة التطبيعية, التي تختلف عن سابقاتها, رصد هشام توفيق ثلاث نقاط مهمة, أولاها أنها محاولة لاستهداف المنطقة المغاربية وشعوبها عن طريق تفتيتها, وتصفية قواها الحية.
و النقطة الثانية, وفق الكاتب, أن رئيس الأركان الصهيوني, يرافقه خلال هذه الزيارة رئيس لواء الأبحاث في هيئة الاستخبارات العسكرية للكيان المحتل, والمعروف عن الأخير أنه “هو من يحدد العدو المطلوب استعجالا لضربه وتصفيته, وهو نفس الجهاز البحثي الذي كان يحضر في لقاءات خاصة, لاختراق البلدان التي تعاني من ثورات شعبية أو أنها ستعاني مستقبلا من ثورات”.
وأشار في هذا الإطار إلى أن هذا ما يحدث في المغرب الذي يعاني احتجاجات ضد الغلاء والقمع والتطبيع.
أما النقطة الثالثة, فهي “إنقاذ نظام المخزن الاستبدادي”. فهذه الزيارة جاءت من جهة “لخدمة مصلحة الكيان الصهيوني عن طريق تنزيل صفقة القرن والسماح له بالتمدد وحفظ ماء وجهه”, ومن جهة ثانية من أجل خدمة مصلحة النظام المغربي “لحمايته وتعزيز قدرته ضد غضب الشعب المغربي”.
و أضاف في السياق أن الحضور الاستعجالي لقائد لواء الأبحاث هو دلالة على أزمة النظام المغربي, قائلا : “هناك تخوف كبير من زلزال يحدث في المغرب, بسبب الغضب الشعبي الذي يتأجج يوما بعد يوم, ونظام المخزن يسعى إلى إدماج الكيان الصهيوني في الأزمة المغربية, لترجيح الكفة لصالحه”, معتبرا “الاحتجاجات الشعبية في المغرب بمثابة القنبلة النووية التي يتخوف منها الكيان الصهيوني (…)”.
وتابع يقول : “القنبلة الحقيقية التي تخيف نظام المخزن والكيان الصهيوني هي الثورات الشعبية, خصوصا في المغرب, الذي أصبح شعبه يصرح بمعاناته من الاستبداد المخزني المغربي والإفساد الصهيوني والتطبيع المنظم لتخريب التربية والهوية والزراعة والإعلام والبلاد واستهداف القوى الحية المغربية (…)”.
و ختم الكاتب المغربي مقاله بالتساؤل : “هل يسقط المغرب في فخ لواء الأبحاث الذي يصنع بنك الأهداف ويحدد العدو لنفسه ولعقول مطبعة استسلمت لبحوث صهيونية, عوض الثقة في عقول مغربية علمية تقول أن الكيان الصهيوني كيان إرهابي ونظام عنصري بشهادة تقرير مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة؟”.
وقوبلت زيارة رئيس أركان الجيش الصهيوني الى المغرب بتنديد واسع من قبل الشعب المغربي وقواه الحية, حيث أدانت عدة هيئات مغربية هذه الزيارة “المشؤومة” التي تهدف إلى “الصهينة الشاملة” للبلاد.
شددت على أن هذه الخطوة التطبيعية تأتي “عكس بوصلة الشعب المغربي الحر المتجهة دوما نحو فلسطين وقدسها الشريف”, كما جددت مطالبها للدولة المخزنية “بوقف مسلسل صهينة مؤسسات الدولة والتراجع عن كل خطوات التطبيع وإغلاق مكتب الاتصال الصهيوني, وإلغاء كل الاتفاقيات الموقعة مع هذا الكيان الإرهابي”.
كما نظم مناهضو التطبيع, مساء الاثنين, احتجاجات أمام مقر البرلمان, للتعبير عن رفضهم لزيارة رئيس اركان الجيش الصهيوني والوفد المرافق له, ولهذه الجريمة التطبيعية الجديدة.