تتزامن زيارتها مع وصول المفوض الأوروبي للطاقة
ابتسام بلبل
يتواصل توافد كبار المسؤولين الأوروبيين إلى الجزائر في زيارات مكوكية بحثا عن شراكة إستراتيجية متعددة وعقد اتفاقيات بخصوص إمدادات الغاز من أجل إطفاء ظمأ أسواقهم الملتهبة التي سجلت فيها الأسعار مستويات غير مسبوقة في وقت تتزايد فيه مخاوف الدول الأوروبية خاصة من قطع روسيا إمداداتها إليها من الغاز كما فعلت مع دول أخرى.
وتشرع رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن اليوم في زيارة إلى الجزائر تستغرق يومين رفقة 13 وزيرا وثلاثة كتاب دولة، وهي الزيارة الأولى التي تقوم بها بورن خارج بلادها منذ توليها رئاسة الحكومة شهر ماي الماضي.
وحسب وكالة الأنباء الفرنسية ستستقبل خلالها من طرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون تعزيزا للتقارب الذي شرع فيه الطرفان خلال زيارة الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون إلى الجزائر نهاية أوت المنصرم وإعلانه عن ديناميكية جديدة في العلاقات الثنائية، كما ستفتتح رفقة الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان منتدى الأعمال الجزائري الفرنسي.
وفي تفاصيل الزيارة ستضع رئيسة الحكومة الفرنسية عند وصولها نهار اليوم إكليلا من الزهور في “مقام الشهيد” قبل التوجه بعد ذلك إلى مقبرة “سانت أوجان” في أعالي حي “باب الواد” حيث يرقد العديد من الفرنسيين المولودين في الجزائر وهي المقبرة التي كانت محطة في الزيارة السابقة لماكرون.
وصباح الاثنين وفي إطار ملف الشباب ستزور بورن الثانوية الدولية “أكسندر دوما” بحي بن عكنون في أعالي الجزائر العاصمة وستلتقي بطلاب يحملون الجنسية المزدوجة وستتحدث معهم حول مبدأ تكافؤ الفرص والحفاظ على البيئة قبل أن تلتقي ممثلين للجالية الفرنسية والمجتمع المدني الجزائر.
وفيما يتعلق بتخفيف نظام التأشيرات الممنوحة للجزائريين مقابل زيادة الجزائر التعاون في مكافحة الهجرة غير النظامية، قالت الخارجية الفرنسية الخميس إن النقاشات لم تنته بعد حول هذا الملف.
أما لجنة المؤرخين المشتركة لفحص أرشيفات البلدين حول تاريخ الاستعمار الفرنسي والمقاومة الجزائرية فهي وفق مكتب بورن لا تزال قيد الإنشاء.
وستلقي إليزابيث بورن أيضا كلمة أمام ممثلين من المجتمع المدني الجزائري والفرنسي في مقر إقامة السفير الفرنسي بالجزائر، ويشارك في اجتماع الجزائر إضافة إلى رئيسة الحكومة بورن، ووزير الداخلية جيرارد دارمانان وزيرة الخارجية، كاثرين كولونا، والتي ستلتقي بنظيرها الجزائري رمطان لعمامرة، لمناقشة عدد من الملفات الإقليمية.
كما يضم الوفد الحكومي الفرنسي وزير الاقتصاد والمالية برونو لومار، حيث ستتم خلال الزيارة مناقشة قضايا التجارة البينية والتعاون الاقتصادي، ويشارك ضمن الوفد الفرنسي أيضا وزراء الزراعة والأمن الغذائي، والتجارة والمؤسسات المصغرة، والثقافة، والانتقال الطاقوي، والتعليم العالي، ووزير العمل، والتجارة الخارجية، والنقل، والتربية والبيئة، إضافة إلى وزير قدماء المحاربين والذاكرة.
وتهدف هذه الزيارة إلى تنفيذ المحاور الستة لإعلان الجزائر من أجل شراكة متجددة، الذي وقعه الرئيسان تبون وماكرون في ختام زيارة هذا الأخير للجزائر في 27 أوت الماضي مع اتفاقات في مجالات التدريب وانتقال الطاقة والتعاون الاقتصادي والشباب والتعليم، لكن أيضا في مشاريع أكثر أهمية، وفي المقابل فإن الملفات الحساسة بشأن الهجرة أو مسألة الذاكرة لا تزال موضع نقاش.
وتنعقد بمناسبة زيارة بورن اللجنة الحكومية المشتركة في دورتها الخامسة وهو ما يفسر مرافقة وفد وزاري كبير لرئيسة الوزراء إلى الجزائر، وتلتقي بورن عقب ذلك نظيرها أيمن بن عبد الرحمن قبل أن يفتتحا الدورة الخامسة للجنة الوزارية المشتركة رفيعة المستوى، ويترأسا مراسم توقيع اتفاقات في مجالات التدريب والانتقال في مجال الطاقة والتعاون الاقتصادي والشباب والتعليم.
واجتمعت اللجنة الوزارية المشتركة آخر مرة عام 2017، وكان من المقرر أن يزور رئيس الوزراء الفرنسي السابق “جان كاستيكس” الجزائر في أفريل 2021، لكن الزيارة أرجئت في اللحظة الأخيرة في سياق توتر العلاقات الثنائية، أما مسألة زيادة شحنات الغاز الجزائري إلى فرنسا فهي ليست على جدول أعمال الزيارة، وفق المصدر نفسه.
وتتزامن زيارة بورن مع وصول المفوض الأوروبي للطاقة، قدري سيمسون، إلى الجزائر اعتبارا من يوم غد الاثنين لتعزيز تعاون الاتحاد الأوروبي في مجال الطاقة مع الجزائر الذي رأى فيها شريكا مهما.
وجاء في المذكرة الصادرة عن المفوضية الأوروبية أن الزيارة هي جزء من العمل الجاري للمفوضية حول تنويع إمدادات الطاقة في الاتحاد الأوروبي، فيما يتعلق بالوقود الأحفوري الروسي وتعزيز علاقات الطاقة مع شركاء موثوق بهم كالجزائر.
وسيترأس سيمسون الحوار رفيع المستوى بشأن الطاقة وسيعقد اجتماعا ثنائيا مع وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، كما سيحضر المفوض غداء عمل مع ممثلي شركات الطاقة الأوروبية المستثمرة في الجزائر.
وفي نهاية اجتماع الحوار رفيع المستوى سيعقد المفوض ندوة صحفية كما من المقرر أن يشارك يوم الثلاثاء 11 أكتوبر في المنتدى الاقتصادي بين الاتحاد الأوروبي والجزائر حول الطاقة.