أكد الإعلامي والمحلل السياسي التونسي، فخري السلامي، أن القمة العربية التي ستحتضها الجزائر مطلع شهر نوفمبر المقبل، تشكل “فرصة حقيقية للم الشمل العربي”، معربًا عن ثقته من أن القادة العرب سيرفعون التحديات خلالها من أجل مصالح الشعوب العربية.
وقال فخري السلامي في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، إن قمة الجزائر تشكل “فرصة حقيقية للم الشمل العربي وتوحيد الجهود العربية من أجل عمل عربي مشترك بناء وناجع”، واصفًا إياها بـ”المهمة والاستثنائية” من حيث المضمون، بالنظر إلى الملفات المعروضة على القادة العرب وعلى رأسها القضية الفلسطينية، إلى جانب الملف الليبي والملفات الاقتصادية العربية المتضررة من جائحة كورونا.
وأبرز السلامي، الرمزية الكبيرة التي يكتسيها احتضان الجزائر للقمة العربية في “تاريخ استثنائي يتمثل في الفاتح نوفمبر، تاريخ اندلاع الثورة الجزائرية المجيدة سنة 1954 الذي غير مجرى واقع الجزائر ومجرى واقع الشعوب التواقة للحرية”، مشيدًا بجهود الجزائر لتأمين وتوفير الظروف المناسبة لتنظيم قمة قادرة على إحراز مخرجات محققة لطموح الشعوب العربية.
وإلى جانب الملفات الهامة المعروضة على القادة للنقاش، فإن أهمية هذه القمة تنبع أيضًا من “البلد المستضيف لهذا اللقاء العربي وقدراته”، يقول ذات المتحدث، الذي أثنى في هذا الإطار على الدور الكبير للدبلوماسية الجزائرية التي “تحركت شرقًا وغربًا لتأمين الظروف الموضوعية لتنظيم قمة عربية حقيقية قادرة على الفصل وعلى إحراز منجزات ومخرجات محققة لطموح وآمال الشعب العربي عمومًا”.
وأبرز المحل السياسي التونسي، إن القمة العربية المزمع عقدها في الفاتح والثاني من نوفمبر القادم “ستشكل لبنة لبناء مصالحة حقيقية”، مشددًا على أن الأوقات التي تعيشها الإنسانية ويعيشها العرب “تفرض لحظة حسم عميقة في عديد الملفات”.
وبخصوص القضية الفلسطينية ووحدة الصف الفلسطيني الذي يمر حتمًا عبر مصالحة بين كل الأطراف السياسية المكونة للجبهة الفلسطينية الداخلية، أعرب فخري السلامي عن ثقته بأن تشكل قمة الجزائر “فرصة لتوحيد الصف الفلسطيني الداخلي أمام المجتمع الدولي والدفاع عن قضيته”.
وقال في هذا الصدد، أن “الجزائر، بثقلها وبالخطوة التي خطتها في احتفالات 5 جويلية الأخيرة عبر الصورة التي بعثت بها للعالم والتي جمع فيها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بالجزائر، رئيس دولة فلسطين محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” الفلسطينية، إسماعيل هنية في لقاء تاريخي، برهنت أن المصالحة داخل فلسطين ممكنة وإن الجزائر قادرة على لعب دور في هذا الملف، كونها بلد ثورة وتحرر ومكة الثوار”.