لمين موساوي
علمت “الصريح” من مصادرها الموثوقة، أن الفرن العالي سيتم تشغيله بداية من نهاية الأسبوع الحالي بعد التوقف المتكرر الذي عرفه في الفترات الأخيرة الماضية بسبب عدة عوامل من بينها ندرة فحم الكوك وتذبذب التموين بالمياه.
وتسبب هذا التوقف في إحالة عدد من عمال الحديد والصلب مركب الحجار إلى عطلة إجبارية، وحسب ذات المصادر فإن هذا القرار أتى بعد توقف الفرن العالي في فترات السابقة.
فرغم التطمينات والوعود من قبل هرم السلطة في البلاد بإعادة بعث كبير الحديد والصلب الذي عانى من التخبطات في فترات سابقة وعدم الاستقرار الذي عصف به، على الرغم من عمليات تجديد مخزون فحم الكوك، الوقود الرئيسي لاستمرار الفرن العالي رقم 2 في مجمع سيدار الحجار، في الأشهر الماضية وذلك بعد وصول 33 ألف طن من هذه المادة قادمة من دولة بولندا إلى ميناء عنابة، إلا أن الكمية لم تكن كافية لاستمرار الفرن والإنتاج ليتوقف الأخير ويعيد مخططات إدارة المركب إلى الصفر.
وفي السياق، راهنت الإدارة الجديدة على المخططات الاستعجالية والعمل على مراحل واستراتيجية إنتاج وضعت لإنقاذ كبير الحديد والصلب وإعادته إلى الواجهة، إلا أن الإشارات الأخيرة تأكد مرة أخرى صعوبة وضع المركب على السكة الصحيحة، الأمر الذي يتطلب تدخل الدولة بهدف مساعدة الإدارة الجديدة على بلوغ أهدافها .
من جهة أخرى، عرف الفرن العالي في فترات سابقة انخفض بمعدل إنتاج الـ HF2ـ بسبب انقطاع إمدادات فحم الكوك، الامر الذي أستدعي استيراد كميات من الفحم لتغطية العجز الحاصل وضمان استمرار نشاط الفرن العالي، وإمدادات دائمة من فحم الكوك وبكميات كافية.
للإشارة، فإن استيراد هذه المادة لأجل استمرار نشاط الفرن العالي لن يزيد إلا من تفاقم الازمة المالية وتعقيدها، خاصة وأن المركب يتخبط في الديون لسنوات عديدة، الامر الذي استدعى تدخل الوزارة الوصية في أكثر من مناسبة للوقوف على وضع المركب وإيجاد حلول حقيقية تستند إلى برامج ومخططات، إلا أن الوعود التي أعطيت خلال الزيارات لم تأت ثمارها، وهو ما يتجسد في الوضعية الحالية التي يعيشها كبير الحديد والصلب.