ق. ث
في إطار مهرجان الجزائر الدولي للسينما “فيكا”، عُرضت أفلام وثائقية حول القضيتين الفلسطينية والصحراوية وحركاتهما التحررية أمام الجمهور، بقصر الثقافة “مفدي زكريا”، في إطار برنامج “سينما، ذاكرة ومقاومة”، المكرس للأعمال التي تخلد الذاكرة وتندد بالظلم،
حيث تتطرق إلى مأساة النازحين ووضعية المرأة والحفاظ على الهوية. يندد فيلم “وني بيك، الشعب الذي يعيش أمام أرضه”، من إخراج رابح سليماني، بانتهاكات المحتل المغربي لحقوق الشعب الصحراوي، حيث يسلط الضوء على “جدار العار” الذي شيد في ثمانينات القرن الماضي.
ولإنجاز هذا الفيلم، واكب المخرج الجزائري يوميات طلبة صحراويين من مدرسة السينما في مخيمات اللاجئين بتندوف. ويسرد على مدار 95 دقيقة، تجسيد مشروع تخرج هذه المجموعة التي اختارت “جدار العار” كتمثيل لتقسيم الأراضي الصحراوية، والترحيل القسري للسكان من قبل المحتل.
كما تضمن الفيلم الوثائقي “وني بيك”، عدة شهادات للاجئين صحراويين فقدوا أقاربهم في انفجار ألغام مضادة للأشخاص، مبرزا القناعة الكبيرة للمرأة الصحراوية ونضالها من أجل استقلال بلدها.
أما الفيلم الوثائقي القصير “خيوط من حرير” للمخرجة الفلسطينية ولاء سعادة، فتناول مسألة الحفاظ على الهوية، رغم الاستعمار، حيث يبرز عنصرا هاما للتراث الثقافي الفلسطيني، والمتمثل في الفستان التقليدي للعروس الذي تنسجه النساء وتتوارثه من جيل إلى آخر، كعمل مقاومة للدفاع عن الهوية.
وفي هذا البلد المحاصر من جميع الجهات، يعطي المخرج الجزائري مهدي بلمشري في فيلمه “أصوات محاصرة” (Voix Murées)الكلمة للنساء الفلسطينيات من عدة أجيال، ومن أوساط اجتماعية مختلفة، للتحدث حول يومياتهن ومقاومتهن ورغبتهن في الحرية وأحلامهن.
واقترحت الإيطالية مونيكا مورير، التي تطرقت إلى مشكلة إتاحة الأرشيف في “يوم الأرض”، فيلما وثائقيا قصيرا، تم إنتاجه باستعمال العديد من صور الأرشيف التي أنتجها فلسطينيون عن فلسطين طيلة السنوات 37 الماضية، والتي تسعى الإدارة الاستعمارية إلى محوها.