يكتبه : خميسي غانم
تعصرت ألما وأنا أرى أطفالا صغارا يتسللون إلى مساحة خضراء تتواجد بمحاذاة إحدى عمارات الحي شقى سكان العمارة وتعبوا لغرس أشجارها ورعايتها وسقيها لأشهر طويلة لتنبت أزهارا جعلت عمارتهم تليق بعمارة تتواجد في محيط حضري ولكن هذا الجهد ضاع في لحظات بعد أن عبث هؤلاء الأطفال بما تحوز عليه تلك العمارة من أزهار أصبحت تتناثر على الرصيف، وأمام هذا المنظر تساءلت كثيرا عن دور بعض الأولياء ومتابعتهم لسلوك أطفالهم وتوجيههم بأهمية المحيط الذي يعيشون فيه، وتساءلت من جهة أخرى عن دور المدرسة والمربين في ترقية سلوك أبنائنا التلاميذ تجاه محيطهم الذي يحيون فيه، وعن دور مؤسسات البيئة في التحسيس وتشجيع أطفالنا ليكونوا فاعلين فيه ومساهمين في تحسينه لا في تدميره وتخريبه، وعن دور الأئمة الأفاضل الذين عليهم تخصيص خطبة جمعة موحدة تدعو الناس إلى تهذيب سلوكهم وسلوك أبنائهم في التعامل مع بيئتهم بتجنب الرمي العشوائي للنفايات في الطريق العام وأمام الجميع من أكواب بلاستيكية وكارتونية وعلب السجائر والأكياس الورقية والبلاستيكية ووصل الأمر ببعضهم حتى لتخريب سلال النفايات التي وضعتها البلدية ، وكيف أن بعض المؤمنين المصلين الذين ينهاهم الله عن الفحشاء والمنكر يشاهدون أبناءهم يتسلقون الأشجار ويعبثون بأغصانها وفروعها وهم يتسلون ويضحكون…..ويجب على السادة الأئمة أن يذكروا هؤلاء بخصال رائد الإصلاح عبد الحميد بن باديس واجتهاده في التربية لأن لو أن كل منا ينظف محيط مسكنه لأصبحت مدينة نظيفة ولا توقفنا على انتقاد البلديات والمؤسسات المختصة لأننا مع الأسف نتحمل جزءا من مسؤولية تدني محيطنا وانتشار النفايات واستسلامنا للحياة في وسط بيئة غير مناسبة لحياة البشر وللإنسان المتحضر الذي تليق به حياة المدينة.