يكتبه : خميسي غانم
تحدثنا أمس عن العلاقات المتشنجة بين بعض رؤساء المجالس وعلاقتهم بالمواطن الذي انتخبهم ولولاه لما كانوا وما أصبحوا كذلك، واليوم يقودنا الحديث في السياق إلى بطانة السوء التي تحيط ببعض ولاة الجمهورية، والتي يفترض أن تكون عونا لهم وأحد العناصر المساعدة على القيام بواجباتهم وتفعيل البرامج من أجل التنمية وترقية المواطن، غير أنه ومع الأسف الشديد تلك البطانة كثيرا ما تتحول إلى عنصر للتعطيل والعرقلة منتهجة أسلوب الوشاية والتشويه الدنيئين، في محاولة لعزل الوالي عن الخيرين في ولايته، خاصة إن كان هذا الوالي يشتغل بأذنيه أكثر مما يشتغل بعينيه، مما يشجع تلك الآلة على العمل لنقل معلومات ومغالطات عن أشخاص بعيدين كل البعد عن الحقيقة والواقع، فيحرم بذلك الوالي من كفاءات قد تكون قيمة مضافة في أداء مهامه عن الوجه المطلوب، وهنا أتذكر رئيس دائرة صديق وصادق الذي أعتبره شخصيا من بين أفضل الكفاءات التي أنجبتها الإدارة الجزائرية، حيث أكد لي أن كل شخص يذمه محيطي الضيق ويشي به أعمل على تقريبه والاستعانة به ولا أجد فيه إلا كل خير، كما أستحضر رسالة مفدي زكرياء للرئيس “بن بلة” رحمهما الله لأوجهها إلى هؤلاء الولاة، لأنني أتوسم في بعضهم الخير والنزاهة والإنصاف، وقبول كلمة الحق على مرارتها واقتبس منها، حيث أكد مفدي بطانة السوء تلك قوامها الانتهازيون والوصوليون وهواة التضليل والتغرير يمعنون في تحطيم المسؤول بإبعاد المخلصين عنه، وعزله عن المناضلين الصادقين والعمل على إحاطته بالعفونات لتعفينه ودفعه إلى المنحدر الرهيب بالدس والكيد والمناورات والوشاية والعمل في الكواليس على الإثراء الفاحش في المشاريع، ليصبح هؤلاء أطفال السياسة الارتزاقية، وحتى التاريخ الثوري المشبوه لعائلاتهم من أصحاب العقارات والمشاريع.. والله المستعان.