جامعة عنابة على صفيح ساخن

 

أميرة سكيكدي

بعد قرابة الشهر من الدخول الجامعي  رصدت المنظمة الوطنية للتضامن الطلابي الحر جملة من المشاكل البيداغوجية والخدماتية التي يتخبط فيها الطالب بجامعة باجي مختار بعنابة، والتي وصفت واقع الطلبة  “بالكارثي ولا يرتقي إلى مستوى التطلعات”، أين تحدث  رئيس المكتب الولائي للمنظمة الوطنية للتضامن الطلابي الحر، أيمن فتح الله، عن جملة المشاكل والنقائص المسجلة على مستوى كافة الكليات لاسيما كلية الآداب واللغات الجديدة التي لا تتوفر -حسبه- على أدنى الظروف اللازمة للدراسة  في الوقت الذي تؤكد فيه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على ضرورة التكفل الأمثل بالطالب على جميع الأصعدة.

إهمال المرافق

شدد، رئيس المكتب الولائي للمنظمة الوطنية للتضامن الطلابي الحر، أيمن فتح الله، على الإهمال الذي تتعرض له العديد من  المرافق على مستوى كافة الكليات التابعة لجامعة باجي مختار، على غرار المطعم المركزي بالقطب الجامعي أحمد البوني المغلق منذ سنوات  والذي يشهد حالة كارثية نتيجة اللامبالاة المنتهجة والذي  أكد على إمكانية استغلاله لأغراض أخرى تخدم الجامعة، إلى جانب إهمال المنشات الرياضية على غرار ملعب ”السيفوس” الذي تحول إلى مكان مهجور وحقل للرعي، رغم النقص الذي تعاني منه جل الأقطاب  في هذا الشأن، إلى جانب الوضعية المزرية للأقسام والمدرجات التي لم تعد صالحة للتدريس بكل من قطب البوني، سيدي عاشور وسيدي عمار، والتي تتحول في فصل الشتاء إلى مسابح تجبر الطلبة والأساتذة على الدخول في رحلة بحث عن قاعة مناسبة كما يضطرهم ذلك  في الكثير من الحالات إلى إلغاء الحصة، في انتظار ترميمها وإصلاحها خاصة وأنها أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على أرواحهم.

كما أشار المتحدث إلى انعدام قاعات أنترنات في أغلب الكليات رغم حاجة الطلبة الماسة لها في مختلف بحوثهم العملية، لاسيما بعد غلق فضاء الانترنات بالقطب الجامعي سيدي عمار الذي كان يعتبر المتنفس الوحيد للطالب والأستاذ على حد سواء لاحتوائه على حوالي 500 جهاز إعلام ألي وموقعة المتميز بالضبط أمام المطعم المركزي، والذي تم تحويله لمركز للأرشيف وبعدها دار للمقاولاتية رغم توفر منشأة أخرى تحوز عليها الجامعة.

مشاكل بيداغوجية

وأكد رئيس المكتب الولائي للمنظمة المذكورة لـ ”الصريح”، أن الجامعة تتخبط في جملة من المشاكل البيداغوجية الأخرى من بينها عدم قدرة بعض الطلبة على الولوج إلى الأرضية الرقمية والتسجيل فيها رغم انطلاق الموسم الجامعي، إلى جانب عدم حل مشاكل الطلبة بخصوص رصد العلامات ومختلف النشاطات البيداغوجية، وكذا عدم تطابق رزنامة المقاييس الدراسية مع النقل الذي يعتبر من بين الملفات الشائكة التي يصارعها الطلبة كل سنة، ناهيك عن إحالة الطلبة على المجالس التأديبية دون حضورهم، مضيفا في السياق أن المجالس التأديبية غير منتخبة حسب المادة 6 من الفصل الثاني للقرار رقم 371 المؤرخ في جوان 2014 والتي تنص على انتخاب أساتذة وممثلين على الطلبة في تشكيلة المجالس التأديبية على مستوى الأقسام والكليات والمعاهد وهذا ما جعلهم كمنظمة يطعنون في عقوبات مجالس التأديب بحكم بطلان تشكيلة المجالس.

الأمن

وفي سياق حديثه، أكد المصدر، على انعدام الأمن داخل الجامعة والذي نجم عنه في الكثير من الأحيان حوادث سرقة واعتداءات متكررة، رغم رفع العديد من التقارير بخصوص الوضعية الأمنية في الأقطاب الجامعية على إثر الشكاوي المتعددة التي رفعها الطلبة وكذا المتابعة الميدانية للوضعية، لكن بقي الوضع على حاله ولم يتم تدارك هذا الإشكال –على حد قوله-، مرجعا تدهور الحالة الأمنية وعدم استقرار الوضع إلى عدم إيلاء موضوع الأمن الداخلي بالحرم الجامعي أهمية وعدم تسخير كافة الوسائل المادية والبشرية اللازمة لخلق بيئة أمنية مستقرة، إلى جانب النقص في تعداد أعوان الأمن، مطالبا أن تتكفل الجهات الوصية بوضعية الأمن الداخلي بالجامعات وضمان الاستقرار الذي يمكن الطلبة من مزاولة مسارهم الجامعي في ظروف عادية وطبيعية.

كلية الآداب واللغات

أشار المصدر في حديثه، إلى معاناة طلبة كلية الآداب واللغات بالكلية الجديدة في القطب الجامعي ”أحمد البوني” جراء جملة النقائص والمشاكل المطروحة، والمتعلقة بعدم توفر النقل على مستوى الكلية بسبب بعد المسافة، مما يضطر الطلبة  إلى السير  لأزيد من عشرين دقيقة للالتحاق بمقاعدهم، الأمر الذي أرهقهم كثيرا لاسيما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، إضافة إلى  افتقارها للموزعات وأماكن لشراء الأكل، وكذا انعدام الأمن مما أدى لحدوث اعتداءات  متكررة أصبحت محل تهديد لسلامتهم، ناهيك عن المخاطر التي تترصدهم بسبب الانتشار الواسع للكلاب الضالة التي تعترض طريق الكلية وتعرضهم للخطر.

التحويلات العشوائية

أكد محدثنا، عن حالة الاستياء والتذمر وسط طلبة تخصصات علوم الأرض بعد تحويلهم من الجامعة المركزية إلى قطب ”السيفوس” والتي خلفت حالة من الغليان دفعت الطلبة إلى الاحتجاج تعبيرا عن رفضهم لقرار تحويلهم خاصة بعد حوالي عشرة أيام من الموعد المقرر من قبل الوزارة لانطلاق الدروس و النشاطات البيداغوجية، مؤكدا أن الموقع لا يصلح للتدريس بسبب الحالة المزرية، فلا قاعات جاهزة ولا مكاتب للإدارة ولا لافتات توجيهية، ناهيك على أن القاعات دون كراس أو طاولات إلى جانب الأوساخ وتهالك الأسقف والجدران، مشيرا إلى رفض الأساتذة التدريس في ظل الوضعية المزرية معتبرين ذلك إهانة كبيرة، متسائلا عن المسؤول الذي اتخذ مثل هذه القرارات التي وصفها بالعشوائية،  مشيرا أيضا إلى التحويل الفجائي لطلبة التربية البدنية إلى القطب الجامعي احمد البوني مما خلف  مشاكل للطلبة في تنقلاتهم.

مخطط النقل.. اللغز المحير

قال المصدر أن النقل يعتبر من بين أكثر الملفات الشائكة والمعقدة، حيث لم تجد الجهات المعنية منذ سنوات حلولا جذرية لمعالجة أزمة النقل، واصفا مخطط النقل بـ ”اللغز المحير” خاصة وأن جداول مواعيد انطلاق حافلات النقل الحضري وشبه الحضري بالجامعات مبهمة ولا تحمل أية لافتات أو مواعيد الذهاب والإياب، مما يرجح فرضية استغلالها خارج نقل الطلبة ولأغراض أخرى –حسبه-، مطالبا الجهات الوصية بالوقوف على وضعية وظروف نقل الطلبة.

تهميش الشريك الاجتماعي

شدد أيمن فتح الله،  على تهميش الجامعة للشريك الاجتماعي وعدم الأخذ بعين الاعتبار اقتراحاتهم في عديد الجوانب من بينها تحديد المواقع والهياكل التي استفاد منها القطاع على مستوى كلية الآداب واللغات بالبوني، المدرسة العليا لتكنولوجيات الصناعية بسيدي عمار، مركز البحث العلمي للبيئة، أو ايجاد حلول لمشاكل الطلبة التي يرفعونها على شكل تقارير أو عرضها خلال الاجتماعات، مضيفا أن الاجتماعات شكلية ودعائية فقط ولا تأتي بأية نتائج تحسن واقع الطالب.

لجنة تحقيق

ومن جهة أخرى، طالب التنظيم الطلابي المذكور بإيفاد لجنة تحقيق وزارية و حتى ولائية  لتقصي الوضع على مستوى جامعة باجي مختار للوقوف على معاناة الطلبة.

الجامعة توضح

 أكد مدير جامعة باجي مختار، محمد مانع  لـ ”الصريح”، أن الجامعة شديدة الحرص وتسهر دوما على توفير كافة المتطلبات من أجل التكفل الأمثل بالطالب وراحته، كما تسعى جاهدة لتحسين الخدمات المقدمة وتهيئة كافة المرافق والمنشآت لضمان أحسن الظروف للطالب، حيث أجاب المتحدث على كافة الإشكاليات المطروحة من طرف التنظيمات الطلابية الواردة في المقال،  في مقدمتها ما يتعلق بالمنشات والمرافق التي أكد على التكفل بها من أجل جعلها في أحسن صورة على غرار الملعب الرياضي بالسيفوس الذي تجرى حاليا عملية تهيئته عن طريق نزع الحشائش ومختلف العمليات من أجل استغلاله، مضيفا أنه و في إطار ترقية الحياة الرياضية وتوفير كل الظروف الملائمة لطلب شعبة التربية البدنية تم استئناف أشغال المركب الرياضي بسيدي عمار منذ حوالي أسبوعين بعد توقفها منذ سنة 2014 والذي يضم كافة التجهيزات والمرافق وكذا الأقسام وسيكون جاهزا تحت تصرف قسم الرياضة خلال شهر سبتمبر المقبل، كما تم بعث مشروع انجاز ملعب رياضي متكامل وملحق على مستوى القطب الجامعي ”أحمد البوني” والذي يرتقب انطلاق أشغاله خلال الشهر المقبل.

أما بخصوص قاعة الأنترنات، فقد أكد المعني على توفر كل كلية على قاعة أنترنات مجهزة مشيرا إلى إمضاء اتفاقية مع اتصالات الجزائر بـ 8 ملاير سنتيم من أجل تزويد كل المرافق بالألياف البصرية، مضيفا أن المطعم المتواجد بالبوني تابع للخدمات الجامعية، فيما تم اقتراح تحويله إلى مكتبة في انتظار رد الجهات الوصية.

وفي السياق ذاته، كشف المتحدث عن إطلاق عمليتين للتهيئة والترميم خاصة فيما يتعلق بالكتامة ”قريبا” في كل أقطاب الجامعة، بسيدي عمار، أحمد البوني، سيدي عاشور والزعفرانية، إلى جانب تأهيل 65 مخبر بحث في سيدي عمار، مشيرا إلى أن  التكفل بتهيئة المدرجات والهياكل البيداغوجية يتم حسب الميزانيات الممنوحة، مضيفا أنه تم وضع خزانات بسعة 3 آلاف لتر على مستوى كل الكليات من أجل القضاء على أزمة المياه.

أما بالنسبة للإشكاليات المطروحة على مستوى كلية الآداب واللغات الجديدة بالبوني، فقد أكد المعني على مراسلة الوزارة الوصية من أجل تحسين ظروفهم، مضيفا أنه تم التكفل بإطعام طلبة الكلية بفتح المطعم الذي يبعدها بـ 100 متر  من خلال الاتفاق مع مدير الخدمات الجامعية عنابة وسط على ذلك، كما تم توفير مختلف أنواع الموزعات حسب ما يسمح به القانون، مضيفا أن الكلية مجهزة بأحدث التقنيات والتجهيزات ولا يوجد أي إشكال مطروح في الشق البيداغوجي.

وعن سبب تحويل بعض التخصصات إلى قطب ”السيفوس”، أكد مانع، أن ذلك جاء في إطار استغلال المرافق البيداغوجية، أين أصبحت كلية علوم الأرض مستقلة، مما ساهم في تخفيف الضغط الحاصل على الجامعة المركزة، خاصة وأن قطب ”السيفوس” يضم ألفي مقعد بيداغوجي كما يحتوي على العديد من المرافق الإدارية والبيداغوجية، مؤكدا أنه تم التكفل أيضا بإطعام كل العمال والطلبة على مستوى الجامعة المركزية إلى جانب التكفل باقامة الطلبة وتقريب إقامتهم من الكلية، مشيرا إلى أن تحويل طلبة قسم التربية البدنية إلى قطب احمد البوني مؤقت إلى غاية الانتهاء من أشغال المركب الرياضي المشار إليه في شهر سبتمبر، كما تم الاتفاق مع أحد الناقلين لإنهاء المشكل المطروح في هذا الشأن.

أما عن المجالس التأديبية، فقال أنها  قانونية ولن يتم تمرير أي مجلس بطريق تعارض  القانون، مشيرا إلى أن الجامعة قامت بصدد ضبط رزنامة الاجتماعات من أجل عقد لقاءات مع الشركاء الاجتماعيين من نقابات وتنظيمات طلابية معتمدة حسب تأكيدات الوزارة الوصية.

من جهة أخرى، أكد مديرو الخدمات الجامعية في كل من عنابة وسط وسيدي عمار على السير الجيد لمخطط النقل وتوفير الأمن على مستوى كافة الاقامات الجامعية، أين قالت مديرة الخدمات الجامعية بسيدي عمار، حكيمة لعلايبية، أن مشاكل الأمن ودخول الغرباء على مستوى الإقامات الجامعية والمطاعم لم تعد موجودة وتم القضاء عليها بشكل نهائي، بفضل تركيب ماسحات الوجه والبصمة في المطاعم ومداخل الإقامات التي ميزت هذه السنة، لمراقبة حركة دخول وخروج الطلبة وتسيير المطاعم، وذلك بعد إعلان الديوان الوطني للخدمات الجامعية عن شروع الاقامات الجامعية بمختلف ولايات الوطن في تركيب  وتشغيل ماسحات الوجه والبصمة في إطار تطبيق تعليمات وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري، أين تم إدخال بيانات كل الطلبة المقيمين بكل حي جامعي ضمن نظام معلوماتي يسمح “بفرز” الغرباء عند مداخل الأحياء الجامعية، من خلال تقنية مسح الوجه، حيث تحتفظ الأجهزة المنصبة بصور جل الطلبة المقيمين عند تسجيلهم، وهي نفس العملية التي  تم تطبيقها بالمطاعم والتي ستسمح بتقليص حجم الطوابير أمام مطاعم الأحياء الجامعية، من خلال “كبح” تسلل الغرباء إليها مع توفير وجبة غذائية واحدة، كاملة ومتزنة لكل طالب مقيم، هذا الأخير الذي سيرفضه الجهاز في حال إقدامه على طلب وجبة ثانية، علما أنه بإمكان الطالب طلب وجبة إضافية من الطبق الرئيسي دون المرور عبر الطابور للمرة الثانية.

 

 

مقالات ذات صلة

سكان الفوضوي بحي بوحمرة يطالبون بفتح تحقيق حول ملفاتهم الضائعة منذ سنوات

سارة معمري

مصلحة الاستعجالات الطبية بالعيادة متعددة الخدمات في سيدي عاشور تدخل حيز الخدمة

سارة معمري

عنابة.. تدشين المركز الصحي الجديد ببلدية الحجار

سارة معمري