عز الدين مجوبي من رحلة عاشق إلى عملاق

سلوى لميس مسعي

انطلق مجوبي كعاشق للمسرح والركح متأثرا بالفنان الكبير عبد القادر علولة ، لكن سرعان ما اكتشف الجمهور انه أمام ظاهرة فنية لا يكررها التاريخ ن بعد أن برز في أدوار تليفزيونية منها ” يوميات عامل شاب ” و” الجريمة والعقاب” و “المحاولة الكبيرة “و” المفتاح “و” الطرفة ” التي برهنت على قدراته الفنية ، أمام الشاشة الكبيرة ، غير ان مجوبي الذي يلعب أدواره من خلف الزجاج ، لم يكن يتوقع أن مئات المشاهدين راهنوا عليه ليكون نجما ساطعا في سماء الجزائر ليتقفون  خطاه صفوفا صفوفا نحو المسرح الوطني لمتابعة عروضه وسماع صوته الجوهري وهو يدوي على الركح كما لو أنه ولد ليكون فنانا ، ليجد نفسه أيضا ممثلا ومخرجا خاصة بعد أن ساعد عدد من المخرجين منهم زياني شريف عياد وكزدرلي وامحمد بن قطاف.

 

مع صونيا وبن قطاف في تجربة الفرقة المستقلة “القلعة”

أحس مجوبي منذ البداية أنه كائن متحرر ومال فكريا إلى الممثلين صونيا وامحمد بن قطاف فهما من جيل يتمتع بإستقلالية فكرية وسياسة ، ليكون النتاج فرقة “القلعة ” التي انتجت أكبر عمل مسرحي انذاك على الإطلاق وهي مسرحية “العيطة” سنة 1988 ، والحافلة تسير في نسخة جديدة سنة 1990 غير انه غادر بعدها فرقة القلعة ، ليذهب الى الاخراج المسرحي حيث أخرج لمسرح باتنة “عالم البعوش” الذي فاز بجائزة في المهرجان الدولي بقرطاج وفي عام 1994 أخرج ايضا مسرحية “الحوينة” لحساب مسرح بجاية الجهوي .

 

1994 سنة ماقبل الإغتيال

أحيطت مهمة ادارة المسرح الوطني للمخرج والممثل عز الدين مجوبي في سنة 1994 بعد أن برز اولا  كظاهرة فنية تملك من الشجاعة ما يجعل ثقة الجمهور ثابتة أمام العشرية السوداء ، ولم يتمكن الأخير من كبت عضقه للفن حيث راح يباشر عمله كمدير لم يتخلى عن بساطته وتواضعه ، لتنتهز مجموعة ارهابية ظهوره أمام المسرح الوطني فتطلق رصاصتين غادرتين لا يزال أثرهما إلى يومنا هذا على حائط المسرح الوطني حيث تعلق لافتة تذكر بهذا الإغتيال الجبان لعملاق المسرح الجزائري عز الدين مجوبي .

 

1995 رحيل مفاجئ في ريعان الشباب

كان مجوبي يبلغ من العمر 48 عاما عندما لفظ انفاسه الأخيرة وجاء اغتياله بعد وفاة الكاتب رشيد ميموني وبعد بضعة أيام من محاولة اغتيال المخرج المعروف جمال فزاز الذي ساعده في اخراج  فيلم “لحن الأمل” لتكون الفاجعة كبيرة على الجزائر خاصة على جمهورها العاشق للمسرح ، واتسعت مساحة الخطر لكل المبدعين الجزائريين وتوالت الإغتيالات وتهديدات الموت في ظل العشرية السوداء التي ابتلع جحيمها خيرة ابناء البلد.

مقالات ذات صلة

إعادة فتح المسرح الجهوي مصطفى كاتب بسوق أهراس

sarih_auteur

قسنطينة تحتضن الطبعة الـ11 لمهرجان الإنشاد الدولي

sarih_auteur

رسميا.. إطلاق تطبيق “اكتشف الجزائر”

sarih_auteur