رمضان لا يعني التهافت

يكتبه: خميسي غانم

مع الأسف فإن الكثير منا حول رمضان عن مقصده كشهر للعبادة والرجوع لله، وتسللت مع تلك النظرة الدخيلة ثقافة غريبة ناتجة عن ممارسات استهلاكية شاذة في هذا الشهر الفضيل.

وهو ما يفسره التهافت على الأسواق والاقتناء المفرط فيه لمختلف  المواد الغذائية دون مراعاة ما قد يترتب عن ذلك من ندرة، وارتفاع في الأسعار أكثر مما هي مرتفعة، فلا أكاد أفهم أن آلاف الأسر تقبل في دفعة واحدة وأحيانا في مكان واحد ويوم واحد على اقتناء مادة كالزيت، ويؤدي ذلك في النهاية إلى نفاذ مخزون هذه المادة، ولا أفهم إقبال البعض الآخر على الإفراط في اقتناء الأواني المنزلية وكأن مطبخه خاوي طيلة أيام السنة الأخرى.

كان يمكن للقناعة أن تهدينا إلى السراط المستقيم ونعيش رمضان كبقية أيام السنة، نعيشه كل يوم بيومه ونقتني فيه ما نحتاجه ونكتفي بحاجياتنا اليومية، وكان علينا أن ذلك الجهد الذي نقوم به في التهافت والتدافع في الأسواق أن نقضيه في الطاعات والعبادات وأن نستغله ونعود فيه إلى الله ونطلب المعرفة ونزيد من الإحسان ونكثف الصدقات، والتفاني في عملنا وعلينا أن نستبدل ذلك التهافت المشين في الأسواق بتهديد نفوسنا وتطهير قلوبنا، وكسر شهواتنا وكف جوارحنا عن الناس، وتجنب إفساد الصوم بالمعرفة.

وعلينا أن نحرص على عدم تضييع حسناتنا فيما لا ينفعنا ولا ينفع الناس.

مقالات ذات صلة

أملاك الدولة “ببلاش”، وإكراميات لذوي النفوذ

سارة معمري

الصحفي ليس صندوق بريد

سارة معمري

مؤسف حال الأحياء التي نعيش فيها

سارة معمري