شاءت الأقدار أن يلتحق المحافظ الأسبق للأفلان بعنابة والسيناتور السابق محمد الصالح زيتوني بالرفيق الأعلى في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان الكريم، التي اختارها الله أن يوارى الثرى في مسقط رأسه ببني عمار، وبذلك يكون الأفلان قد فقد مناضلا فذا من الطراز الأول ومثالا للحكمة والقيادة لهذا الحزب على المستوى المحلي.
ويشهد خصومه قبل أصدقائه أن محمد الصالح زيتوني كان يتمتع بين المناضلين بحسه النضالي العالي ونظرته الثاقبة، وحبه للانضباط والصرامة في إدارة الأمور بنفس مستوى حبه للمناضلين المخلصين المتشبعين بالمبادئ الحقيقية للنضال والملتزمين بالخط الأصيل للأفلان، وعرف بعدم ارتياحه للدخلاء عن الحزب والذين يريدونه مطية للوصول إلى أغراض شخصية خبيثة، كما عرف زيتوني وسط المناضلين بالكاريزما القوية وبالمواقف الشجاعة وبالرأي السديد وبالحنكة السياسية، وهي صفات قل ما وجدت في المحافظين الذين قادتهم الأقدار إلى المحافظات وهم لا يتوفرون لا على القدرة ولا على الكفاءة ليكونوا حتى رؤساء قسمات، والنتيجة كانت تفكك هذا الحزب وذهاب ريحه، خاصة في زمن العصابة، وخيارات كارثية ونتائج هزلية بعدما فتح الأبواب على مصراعيها لعديمي الكفاءة وفاقدي الشخصية.
وبعد أن غيب الموت محمد الصالح زيتوني وعبد الكريم سويسي وغيرهم من المناضلين الحقيقيين، أصيب الأفلان بعنابة بحالة من اليتم، فرحم الله محمد الصالح زيتوني وإنا لله وإنا إليه راجعون.