يشتكي قاطنو مشتة بن حواوة الواقعة على الحدود التونسية الجزائرية، والتي تبعد عن مقر بلدية عين العسل بولاية الطارف بنحو 25 كلم والمحاذية لبلدية رمل السوق، جملة من النقائص في مقدمتها اهتراء الطريق المؤدي إليها.
حيث أبدى هؤلاء تذمرهم واستياءهم الشديدين من هذا الوضع المزري الذي يتخبطون فيه منذ سنوات عديدة، كما استغربوا من سياسة التهميش واللامبالاة المنتهجة في حق قريتهم، فهم يعانون من انعدام تهيئة الطريق الذي يعرف انتشارا كبيرا للحفر والمطبات، ما يصعب على أصحاب السيارات المرور إلى بيوتهم خلال هطول الأمطار، ويجعل المشتة تعيش في عزلة تامة خلال فيضان الطريق المؤدى إليها، هذا الطريق الذي لم يشهد أي عملية تهيئة منذ الاستقلال وهو عبارة عن مسلك ترابي من إنجازهم ،حسب ما كشفوا عنه خلال لقائهم بيومية الصريح أنهم رغم الشكاوى العديدة من أجل تهيئته إلا أن السلطات لم تحرك ساكنا وبقيت أوضاعهم قائمة على حالها، آملين أن تبرمج السلطات مشروع لفك العزلة عنهم بفتح المسالك وتعبيد الطريق في أقرب وقت ممكن ،خاصة أنهم عانوا ويلات العزلة بسبب فيضان الواد المحاذي للمشتة المسمى الواد المالح الذي يفصل بين الأراضي الجزائرية والتونسية.
وقد واصل السكان سرد معاناتهم مع مشكلة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها وهي الغياب التام للماء الشروب، رغم مرور قناة المياه على أراضيهم التي تزود سكان مشتة خنقة عون المحاذية لهم، حيث أكدوا أنهم ناشدوا الجهات الوصية عدة مرات لكن بدون جدوى، كما يعانون من غياب الإنارة مما جعلهم عرضة لسرقة مواشيهم في العديد من المرات، إضافة إلى الخطر المحدق بهم بسبب تجوال الحيوانات المفترسة داخل ساحاتهم وفي مزارعهم التي تعرضت إلى التخريب من قبل الخنازير البرية.
السكان يستعملون الحطب في الطهي والتدفئة بسبب ندرة قارورات غاز البوتان وعدم وصول الشاحنات إليهم، وكل هذا راجع إلى اهتراء الطريق المؤدي إليهم .
وخلال تنقلنا عبر أرجاء المشتة المعزولة كان لنا لقاء مع عجوز تجاوزت التسعين سنة المسماة “م .مباركة “مجاهدة من الرعيل الأول، تقطن لوحدها في منزل يفتقر لأدنى شروط الحياة، وبنبرات مملوءة بالحزن والأسى اشتكت من الحقرة والتهميش وأن كل أمالها تعبيد الطريق وتزويدهم بالماء الشروب ومنحها السكن الريفي يعيد جمع أبنائها الذين رحلوا عنها وهجروا المشتة بسبب العزلة التي فرضت عليهم، المجاهدة مباركة تحكي أن المنطقة كانت تقطنها أكثر من 50 عائلة أغلبهم نزوحوا إلى رمل السوق والقالة وعين العسل هروبا من شبح العزلة، وغياب أدنى مرافق العيش الكريم سكان مشتة بن حواوة الحدودية يناشدون السلطات الولائية وعلى رأسها الوالى بن عرعار، حرفوش أخذ انشغالاتهم بعين الاعتبار ومنح مشاريع تنموية من شأنها رفع الغبن عنهم .
أم دوادي الفهد