جدّد سكان مشتة الهناشير، التابعة لبلدية عين الكرمة الحدودية بولاية الطارف، نداءهم إلى السلطات المحلية والولائية من أجل التدخل العاجل لوضع حد لحالة التهميش التي يعانون منها منذ سنوات طويلة، مطالبين بإعادة بعث المشاريع المتوقفة، وعلى رأسها مشروع مكتب البريد، إلى جانب تهيئة الطرقات وفتح المسالك.
ويشتكي المواطنون، خصوصًا كبار السن، من المعاناة التي يتكبدونها من أجل تحصيل رواتبهم الشهرية، حيث يضطرون إلى التنقل نحو مركز عين الكرمة أو بلدية بوحجار، في رحلة شاقة ومرهقة تنعدم فيها أحيانًا وسائل النقل.
كما أن طوابير الانتظار الطويلة أمام مكاتب البريد تزيد من معاناتهم، بالإضافة إلى تعرض البعض منهم لعمليات سرقة من طرف من وصفوهم بـ”المتربصين”، وهو ما يجعل مطلب إنجاز مكتب بريد خاص بالمنطقة أمرًا ملحًّا وضروريًّا.
وحسب ما أفاد به السكان، فإن مشروع مكتب البريد قد شُرع في إنجازه منذ سنوات، غير أن الأشغال توقفت فجأة ولم تُستأنف إلى غاية اليوم، دون تقديم تبريرات أو توضيحات حول أسباب هذا التوقف، ليبقى المشروع مجرد أرضية إسمنتية تحوّلت مع مرور الوقت إلى رمز للتهميش، رغم أن عدد سكان المشتة في تزايد مستمر، خاصة بعد الاستفادة من برامج البناء الريفي.
من جهة أخرى، يطالب شباب المنطقة بالمرافق الترفيهية والثقافية، حيث لا توجد دار للشباب، ولا مكتبة، ولا حتى ملعب جواري، ما يجعلهم يشعرون بأنهم في عزلة عن محيطهم.
وأكد عدد منهم، ممن يحملون شهادات جامعية، أنهم يضطرون إلى قضاء أوقات فراغهم في المقهى الشعبي الوحيد بالمشتة، في ظل غياب البدائل. وأشاروا إلى أن المنطقة تزخر بطاقات ومواهب واعدة، لكنها تُهمَل وتُحاصَر بالفراغ.
وفي هذا السياق، وجّه السكان، وعلى رأسهم فئة الشباب، نداءً إلى والي ولاية الطارف، مزيان محمد، من أجل التدخل العاجل والاستماع لانشغالاتهم، والعمل على إدراج مشاريع تنموية مستعجلة لفائدة منطقتهم، من بينها استكمال مشروع مكتب البريد، وإنجاز دار للشباب، وتهيئة الطرقات وفتح المسالك المؤدية إلى سكناتهم.
ويأمل سكان مشتة الهناشير أن تجد مطالبهم آذانًا صاغية لدى الجهات المعنية، وأن يتم التحرك في أقرب الآجال لإخراج منطقتهم من عزلتها، وتحقيق الحد الأدنى من متطلبات العيش الكريم.
أم دوادي الفهد