تشهد بلدية البسباس بولاية الطارف هذه الأيام حالة من الغليان وسخط بين المواطنين، بسبب أزمة شح المياه التي باتت تؤرق يوميات السكان، في ظل ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الطلب على هذه المادة الحيوية.
وناشد المواطنون السلطات المحلية والولائية، وعلى رأسها الوالى مزيانمحمد بالتدخل العاجل لوضع حد لهذا الوضع الذي يتكرر مع كل موسم صيف، ويزداد تعقيدا عاما بعد عام، ورغم أن أزمة المياه في الجهة الغربية من الولاية، خاصة أحياء الذرعان والبسباس، ليست جديدة، إلا أن تأثيرها هذا الموسم كان أشد وطأة، نظرا لتزامنها مع موجة حر غير مسبوقة وغياب أي مؤشرات لحل مستدام.
وقد أبدى المواطنون استياءهم من الاعتماد المتزايد على صهاريج المياه، التي تحولت إلى وسيلة شبه حصرية للتزود، ما فتح المجال أمام بعض الانتهازيين لرفع الأسعار بشكل مبالغ فيه، مستغلين الوضع الحرج الذي يعيش فيه السكان، وأكد أحد أعيان المنطقة، في اتصال مع ” الصريح“، أن الحلول التقنية لمعالجة الأزمة موجودة ومتاحة، لكن غياب الإرادة الفعلية لدى مسؤوليالقطاع حال دون تنفيذها، وقال المتحدث إن الجزائرية للمياه بالطارف تملك القدرة على إنهاء معاناة آلاف العائلات من خلال استغلال محطة ضخ جاهزة في البسباس، تحتوي على وعاء ضخم يصلح لضخ المياه لفائدة كامل المنطقة.
وأشار نفس المصدر إلى أن هذه المحطة لا تبعد سوى أمتار قليلة تحديدا ما بين 6 إلى 8 أمتار عن القناة الرئيسية المتجهة إلى الحجار، كما أن موقعها مجهز بشبكة كهربائية تسمح بتشغيلها فورا، ما يجعلها مؤهلة لتكون بديلا مثاليا لمحطة الضخ الحالية الواقعة على طريق المطار، والتي لم تعد قادرة على تلبية الحاجيات المتزايدة للسكان.
وأضاف المتحدث أن لجنة ولائية سبق وأن قامت بزيارة ميدانية للموقع في وقت سابق، وأعدت تقييما تقنيا لمشروع تحويل المحطة إلى مركز ضخ رئيسي، إلا أن المشروع بقي مجرد حبر على ورق ولم يفعل ميدانيا، ليبقى المواطن في دوامة المعاناة اليومية بحثا عن قطرة ماء.السكان، من جهتهم، يطالبون بضرورة الإسراع في تجسيد هذا المشروع الذي يعتبرونه الحل الأنسب والأقل تكلفة مقارنة بما يتكبده المواطنون حاليا من مصاريف إضافية وأعباء نفسية جراء عدم توفر الماء في منازلهم. كما دعوا والي ولاية الطارفإلى التدخل شخصيا ومتابعة الملف، باعتباره من الملفات ذات الأولوية المرتبطة مباشرة بالحياة اليومية للمواطن.
أم دوادي الفهد