إحياء الذكرى السبعين لتأليف النشيد الوطني “قسما” للشاعر الثائر “مفدي زكريا”

أجيت الجزائر، يوم السبت، الذكرى السبعين لتأليف النشيد الوطني “قسما”، الذي خطّ كلماته الشاعر الثائر مفدي زكريا عام 1956 خلف قضبان الاستعمار الفرنسي، وقام بتلحينه صديق الثورة الموسيقار المصري محمد فوزي، ليصبح بعد الاستقلال رمزا خالدا لسيادة الوطن وصرخة أبدية ضد القهر والاستعمار.

وشكل النشيد الوطني الجزائري “قسما” محور ندوة تاريخية نظمت بمناسبة الذكرى السبعين لتأليفه، بالتزامن مع التحرك الشعري العالمي لنصرة القضية الفلسطينية عبر العالم.

وتميزت هذه التظاهرة التي نظمتها، المكتبة الوطنية (الجزائر العاصمة), مؤسسة “مفدي زكريا” بالتعاون مع الجمعية الوطنية الثقافية “حركة الشعر الجزائرية”, بإلقاء محاضرتين, الأولى حول النشيد الوطني والثانية حول حضور فلسطين في شعر مفدي زكريا, إلى جانب قراءات شعرية لنصرة القضية الفلسطينية.

وفي مداخلته حول النشيد الوطني, تطرق نائب رئيس مؤسسة “مفدي زكريا”, محمد لحسن زغيدي, وهو أيضا رئيس اللجنة الوطنية للتاريخ والذاكرة, إلى أهم المحطات التي ميزت تأليف النشيد الوطني الذي لحنه محمد فوزي.

من جانبه, عاد الشاعر الفلسطيني حسين أبو النجا في مداخلته إلى حضور فلسطين في شعر مفدي زكريا من خلال قصيدته المشهورة “فلسطين على الصليب”, مركزا على الرؤية الفنية للشاعر والبنية الايقاعية.

وقال, من جهته, رئيس “حركة الشعر الجزائرية”, عاشور فني, أن إحياء الذكرى ال70 لتأليف النشيد الوطني الجزائري “يتزامن مع التحرك الشعري العالمي الذي دعت إليه حركة الشعر العالمية والذي يعرف مشاركة 170 شاعرا من 110 دولة”, مضيفا أن هذه الندوة تعبر عن “انخراط الشعر في المقاومة عبر الجبهة الثقافية” وتؤكد أيضا على “استمرار موقف الجزائر الثابت المساند للقضية الفلسطينية”.

واختتمت التظاهرة بقراءات شعرية ألقاها شعراء جزائريون عبروا فيها عن وجدان الشعب الفلسطيني المحاصر وصموده في وجه الكيان الصهيوني الإرهابي.

وجاءت كتابة “قسما” بدعوة من الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في واحدة من أحلك فترات الكفاح الجزائري المسلح، حيث كانت دماء الشهداء تسقي تراب الوطن، وكان لهيب الثورة يعمّ الجبال والسهول.

وما لبث أن لحّن النشيد الموسيقار المصري محمد فوزي، ليجسد التعاون الثوري بين الجزائر والشقيقة مصر آنذاك، ويصبح اللحن العسكري الحماسي مرافقا لكلمات تتغنى بالثورة، وتتوعد الغزاة، وتبشّر بالنصر.

ويقول مطلع النشيد:

قسما بالنازلات الماحقات
والدماء الزاكيات الطاهرات
والبنود اللامعات الخافقات
في الجبال الشامخات الشاهقات
نحن ثرنا فحياة أو ممات
وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا… فاشهدوا… فاشهدوا

على مدار سبعة عقود، لم يكن “قسما” مجرد نشيد وطني، بل كان مرآة لنضال شعب وصوت لضمير أمة. حمله الأحرار في المسيرات، وردّده الأطفال في المدارس، وكان ولا يزال الحاضر الأبرز في كل المحطات الوطنية الكبرى.

إن تخليد ذكرى تأليف النشيد الوطني هو احتفاء بالكرامة، ووفاء لتضحيات أمة، وتجديد للعهد بأن تظل الجزائر حرة، مستقلة، شامخة، ما دام أبناؤها يرددون بكل اعتزاز: “وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر”.

مقالات ذات صلة

الجزائر تحقق أرقاما مشرفة في البطولة العالمية العسكرية الأولى للفنون القتالية بألمانيا

sarih_auteur

عرض مشروع قانون المناجم الجديد

sarih_auteur

التوقيع على اتفاقية للتعاون الثنائي بين الشرطة الجزائرية ونظيرتها السويسرية

sarih_auteur