بقلم: صونيا خطاط
في خطوة نوعية لتعزيز البنية الصحية بولاية قسنطينة، أشرف والي الولاية عبد الخالق صيودة، صباح أول أمس، على إعطاء إشارة انطلاق أشغال إنجاز المستشفى الجامعي الجديد بسعة 500 سرير، والذي سينجز بمنطقة زواغي سليمان من طرف الشركة الوطنية كوسيدار.
ويعد هذا المشروع من بين أبرز المشاريع الصحية الاستراتيجية على مستوى الوطن، حيث يندرج ضمن سياسة الدولة الهادفة إلى عصرنة المنظومة الصحية وتوسيع قدرات الاستقبال بالمؤسسات الاستشفائية، لا سيما على مستوى الهياكل الجامعية.
ومن المنتظر أن يشيد هذا الصرح الصحي على مساحة واسعة تتيح احتضان مختلف التخصصات الطبية والجراحية، إلى جانب وحدات للتعليم والتكوين الطبي، ومخابر للبحث العلمي، ما يمنحه صبغة متعددة الوظائف تجمع بين الاستشفاء والتدريس والبحث، وسيتضمن المشروع أجنحة للاستعجالات، وبلوكات جراحية، ومصالح متخصصة في أمراض القلب، الأعصاب، الأورام، الأطفال، وغيرها من التخصصات الدقيقة، فضلا عن مصالح للإنعاش والتصوير الطبي والصيدلة الاستشفائية، كما يراعي تصميم المستشفى الجوانب البيئية والهندسية الحديثة، بما فيها احترام معايير النجاعة الطاقوية، وتوفير فضاءات خضراء وممرات مريحة تسهّل تنقل المرضى والزوار، إلى جانب تخصيص مواقف واسعة للسيارات ومداخل منظمة لتفادي الازدحام.
اختيار موقع المشروع بمنطقة زواغي لم يكن عشوائيًا، بل جاء استجابة لمتطلبات التوازن الجغرافي وسهولة الوصول. إذ يتوسط قطبين حضريين رئيسيين هما قسنطينة وعلي منجلي، ويقع على مقربة من مدينة الخروب، مما يضمن تغطية صحية واسعة لعدد كبير من السكان، كما يشكل قربه من كلية الطب بجامعة قسنطينة 3، عنصرا حاسما في دعم التكوين الطبي الأكاديمي، حيث سيسمح للطلبة والأطباء المقيمين بالاحتكاك المباشر بالواقع الميداني، في إطار تحسين جودة التكوين والبحث.
أما مجاورته للطريق السيار شرق-غرب، فتوفر سهولة كبيرة في الربط والنقل، سواء بالنسبة للمرضى أو الفرق الطبية والإدارية، كما يسهل استقبال الحالات المستعجلة من مختلف ولايات الشرق، ويراهن القائمون على المشروع على أن يساهم هذا المستشفى الجديد في تخفيف الضغط الكبير الذي يعرفه المستشفى الجامعي ابن باديس، والذي يستقبل سنويا أعدادا ضخمة من المرضى من داخل وخارج الولاية.
كما ينتظر أن يرفع المشروع من مؤشرات الأداء الطبي بولاية قسنطينة، سواء من حيث عدد الأسرة المتوفرة أو جودة الخدمات المقدمة، في ظل توفر طواقمطبية وشبه طبية مؤهلة، وتجهيزات متطورة ستعزز من فعالية التدخلات العلاجية، ويأتي هذا المشروع في سياق رؤية شاملة لتحديث القطاع الصحي على المستوى الوطني، ومن المنتظر أن يتم تسليم المشروع في آجال معقولة، بعد استكمال الدراسات التقنية والتهيئة العقارية، مع متابعة ميدانية دائمة من طرف السلطات المحلية لضمان احترام المعايير والجداول الزمنية، ويأمل سكان قسنطينة أن يشكل هذا المستشفى نقلة نوعية في الخدمات الصحية، واستجابة عملية لحاجيات المواطنين، في مدينة ذات كثافة سكانية عالية وطابع جامعي متميز.