إبتسام بلبل
كشفت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية، حورية مداحي، أنه تمت دراسة حصيلة الإنجازات خلال السنوات الأخيرة لاسيما في مجال تهيئة العقار السياحي والاستثمار وتحسين الخدمات في المؤسسات الفندقية، أسفرت عن تسجيل بعض النقائص.
وذكرت الوزيرة- وفق وثيقة رسمية اطلعت عليها “الصريح”-جملة من النقائص منها قلة المشاريع داخل مناطق التوسع السياحي، حيث سجل قطاعها 87% من المشاريع خارج هذه المناطق، إلى جانب أكثر من 67% لهذه المؤسسات الفندقية ذات طابع حضري، حيث سجل نقص في الفنادق بالنسبة للطابع الساحلي والحموي والجبلي، بالإضافة إلى نقص في مراكز المعالجة بمياه البحر بالنظر إلى الشريط الساحلي الذي يفوق طواه 2100 كلم وقلة اليد العاملة المؤهلة، مما يستوجب، وفقها، دعم فرص التكوين بالنسبة للمستوى العالي والتكوين المهني.
وأكدت مداحي أن مصالحها الوزارية قامت بوضع مخطط عمل على المدى القصير يمتد إلى 2027 وعلى المدى المتوسط إلى غاية 2030، يرتكز على محورين رئيسيين يهدفان إلى تثمين الثروة الطبيعية، الأول يرتكز على تطوير السياحة الداخلية بكل أصنافها خاصة السياحة الساحلية، الحموية والجبلية، مع دعم النشاط السياحي على مستوى الحظائر الطبيعية والمناطق الرطب وذلك عبر تنشيط السياحة الساحلية من خلال التسريع في تهيئة مناطق التوسع السياحي في الولايات الساحلية الـ14 لإطلاق مشاريع استثمارية قصد رفع طاقة الإيواء.
إلى جانب برمجة الهياكل الخفيفة والمخيمات السياحية الإيكولوجية، وتطوير السياحة الحموية من خلال إنجاز محطات حموية جديدة وفقا للقدرات الحموية الحالية ؛20 منبعا حمويا غير مستغل و 34 حماما معدنيا تقليديا وتطوير المعالجة بمياه البحر من خلال إنجاز مركزين على الأقل في كل ولاية ساحلية، بالإضافة إلى تطوير السياحة الجبلية من خلال تشجيع الاستثمار الإنجاز هياكل إيواء خفيفة وتهيئة المسالك السياحية على مستوى المناطق الجبلية كجرجرة، الأوراس، جبال الونشريس بتسمسيلت وغيرها.
ويتعلق المحور الثاني بالسياحة الاستقبالية، والذي أفادت الوزيرة أنه يرتكز في مخطط عمل القطاع على الترويج للوجهات السياحية الوطنية خاصة السياحة الصحراوية من خلال تعزيز جاذبيتها وقدرتها التنافسية، وذلك عبر تطوير السياحة الصحراوية من خلال تشجيع سياحة المغامرات عبر رحلات السفاري والتخييم الاستكشافي في مختلق الأقطاب والتمتع بالمناظر الطبيعية الساحرة، على غرار سلسلة جبال الهقار والطاسيلي الشهيرة والأسكرام المعروف بالمكان المثالي لمشاهدة شروق وغروب الشمس، وكذا تطوير السياحة الثقافية استغلال التراث التفافي المتنوع من خلال إدراج المواقع الثقافية في المساك السياحية على غرار طاسيلي ناجر بجانت وايليزي، قصبة الجزائر العاصمة، جميلة بسطيف، وادي مزاب بغرداية، تيمقاد بباتنة والآثار الرومانية بتيبازة.
كما يرتكز على تطوير سياحة الأعمال في المدن الكبرى على غرار عنابة،قسنطينة، الجزائر العاصمة، وهران وسطيف وتطوير السياحة الدينية من خلال إبراز المعالم الدينية على غرار المساجد والزوايا، ولضمان جودة الخدمات في المؤسسات السياحية، كشفت الوزيرة مداحي أنه سيتم وضع برامج تكوينية لمختلف المهن والحرف السياحية، والقيام دورات تكوين قصيرة المدى للعاملين في المؤسسات السياحية وكذا المرشدين السياحيين.
وفي إطار مواكبة التحول الرقمي، أفادت أن قطاع السياحة والصناعة التقليدية يواصل العمل على رقمنة القطاع، وذلك من خلال تحسين الخدمة العمومية للمواطنين للبوابات الأنشطة السياحة وكذا الإدارة المركزية واللامركزية والمؤسسات تحت الوصاية، كما يسهر على تطبيق خطة عمل مع مختلف الفاعلين في القطاع بالتعاون مع وزارة المؤسسات الصغيرة والمؤسسات الناشئة واقتصاد المعرفة، لدراسة سبل دعم المؤسسات الناشئة في قطاع السياحة.
وأكدت الوزيرة أن الاعتماد على تطوير قطاع السياحة والصناعة التقليدية أصبح ضرورة حتمية يستدعي وضع إستراتيجية واضحة المعالم ببرامج فعلية لتنشيط الفعاليات الثقافية والفنية وعوامل الجذب السياحي، وخطط لتعزيز الترويج الدولي للجزائر كوجهة سياحية فريدة مع ضمان استدامة التنمية السياحية والمحافظة على الموارد الطبيعية والثقافية، وذلك بهدف تطوير قطاع السياحة والصناعة التقليدية لجعله محرك للتنمية ورافد من روافد اقتصاد وطني مستدام خارج المحروقات وخلق مناصب شغل جديدة.