حالة طوارئ وأشغال تهيئة مفاجئة خلفت تذمرا وسط المواطنين
سيد علي
خلّفت التحضيرات المفاجئة من طرف السلطات الولائية بعنابة لاستقبال الرئيس الإيطالي إيطاليا سيرجيو ماتاريلا اليوم، تذمرا وسط المواطنين وهم يشاهدون سياسة “البريكولاج” تطبق حرفيا .
أصيب المواطن العنابي بكثير من الدهشة والتعجب وهو يلاحظ مجموعة من المؤسسات العمومية بكامل ثقلها وجندت إمكانياتها البشرية والمادية، بطريقة أقل ما يقال عنها أنها مفاجئة وطارئة، قبل أن يستفيق أن حالة الطوارئ تلك، والأشغال التي انطلقت فجأة مع نهاية الأسبوع، وتسببت في اختناق مروري كبير، سببها التحضير لزيارة رئيس دولة إيطاليا سيرجيو ماتاريلا رفقة عدد من القساوسة المقررة اليوم الأحد.
في مشهد يعيد إلى الأذهان صور الممارسات التي عرفتها البلاد خلال العهد البالي، عاشت مدينة عنابة مسلسلا جديدا من سياسة “البريكولاج” لمؤسسات عمومية أكدت من خلالها أن خدمة المواطن العنابي تتواجد في مؤخرة ترتيب اهتماماتها، فمشاريع الأشغال العمومية والتهيئة وإعادة طلاء الأرصفة وإشارات المرور والتي تعودت على انجازها في مدة تحسب بالأشهر، بل بالسنوات أحيانا، قامت عليها في ظرف ساعات، لا لسبب سوى الإسراع في تجهيز ما يمكن تجهيزه بـ “مكياج مبتذل” لاستقبال ضيف على الجزائر برتبة رئيس جمهورية إيطاليا، حتى أن أشغال إعادة تهيئة محور الدوران بمدخل حي سيبوس بمحاذاة ميناء عنابة، مع تنظيف وإعادة اخضرار المساحات الخضراء، والعشب الطبيعي لم يتكتس أزهارا أو ورودا التي تبقى الرمز الأساسي لاستقبال الضيوف.
وطرح مواطنون في حديثهم لـ “الصريح” تساؤلات عديدة حول مدى هذه الممارسات، وتواصلها في وقت يرفع هؤلاء شعارات الجزائر الجديدة مع كل مناسبة إعلامية ومحطة رسمية، كما تساءل آخرون، حول كيفية تصرف هذه المؤسسات العمومية لو أن الموكب الرسمي للزيارة انحرف عن المسار المرسوم له، ويمر بالطريق الرئيسي لشارع الأمير عبد القادر “لاري بيجو”، أو شوارع أحياء “لاكولون” التي انطلقت بعها الأشغال منذ أشهر ولم تستكمل بعد؟