أدباء وشعراء يشخصون راهن الأدب الجزائري وقضايا التحرر

ملاك زموري

كرس ملتقى “الأدب الجزائري وقضايا التحرر”، الدعم الامشروط للقضية الفلسطينية من مختلف أطياف المجتمع الجزائري، في صورة النخبة من الأدباء والشعراء الذين أبرزوا وحولوا الربط بين القضية الجزائرية وتحررها من الاستعمار والاتصال المباشر بالأدب في تناول القضية الفلسطينية.

وجاء هذا النشاط بمناسبة مظاهرات 11 ديسمبر وتعبيرا عن التضامن مع الشعب الجزائري، وتكريما للشاعر ابراهيم قارة، المعروف باسمه الأدبي الحاج ابراهيم قاسم، الذي في رصيده ثمانية دواوين شعرية تتمثل في “لحن الخلود”، “رباط الخيل”، “شهادة ميلاد”، “نزيف الذاكرة”، “الزيتون يحضن غصنه”، “مواويل غجرية”، “أبي تحت الشجرة” و”ألفية الجزائر” التي تعد ملحمة شعرية تتألف من ألف بيت تتغنى بتاريخ الجزائر وجغرافيتها.

وأكدت مديرة الثقافة صليحة برقوق في كلمتها الافتتاحية، أن محور الملتقى ذو أهمية كبيرة نظرا للظروف الراهنة وما يجري من أحداث دولية مختلفة، مضيفة أن الكثير من الأعمال الأدبية قد تناولت قضايا التحرر والصراعات وأشكال المقاومة سواء من خلال النصوص الشعرية، الروايات أو المسرحيات التي تعكس محطات ومراحل مهمة وحاسمة في تاريخ البلاد، ومن بينهم الشاعر ابراهيم قار علي.

وقال مدير الثقافة عبد العزيز سبرطعي في حديثه مع “الصريح”، إن الملتقى الوطني عرف تكريم الأستاذ والشاعر إبراهيم قار علي، وتقديم ندوة حول الأدب الجزائري والذاكرة الوطنية، والمقاومة الفلسطينية بعيون الأدب الجزائري، وأضاف، أن التظاهرة عرفت تقديم عدة مداخلات نشطها كوكبة من الأساتذة الجامعيين المختصين في الموضوع، إلى جانب احتضان أمسية شعرية حول القضية الفلسطينية تحت شعار “مع غزة”، مشيرا إلى أن الملتقى قد عرف تنظيم معرض للكتاب يتناول موضوع المقاومة وقضايا التحرر من تنظيم مكتبة “الجمال”.

وتناولت الأستاذة بريكة بومادة، في مداخلتها حضور الشعر الشعبي في الثورة التحريرية، ودوره في التعبير عن الألم والأمل باللهجة العامية، حيث قالت الأستاذة ان “قد أطلق على الشر الشعبي الزحل والشعر العامي والشعر الملحون، وكان مرآة عاكسة للمجتمع الجزائري يغنى بالمناسبات على غرار  قصيدة “الطيارة الصفراء” لعائشة لعيايدة التي تروي مأساة الشاعرة التي استشهد شقيقها أثناء الثروة”.

وأوضح الدكتور نوار عبيدي، من جامعة الطارف، في مداخلته الموسومة بـ” تجليات الحرية في الأدب الجزائري-نماذج مختارة” أن الفيلسوف الجزائري مالك بن نبي، هو أول من كتب عن الحرية والتحرر وأول من كتب رواية باللغة الفرنسية، وهو قيمة أدبية يعرض في كتاباته أبعاد المشكلة، والعناصر الرئيسية التي يعتمد عليها في عملية الإصلاح.

وتطرق الدكتور محمد هادف، من جامعة عنابة، إلى محطات تاريخية لها أثر في بناء الذاكرة الوطنية، مشيرا إلى أن مظاهرات 11 ديسمبر هي محطة حسمت الموقف لصالح القضية الجزائرية.

فيما توقف الكاتب ادريس بوديبة على أبرز من كتب قصائد في القضية الفلسطينية بصورة لا تزال تحمل رهائنها، على غرار الكاتب عمر الراسي الذي كتب العديد من المقالات محذرا من الخطر الصهيوني، ومحمد العيد الخليفة الذي نشر نصوص ذات قيمة سياسية وثقافية وفنية عالية في “البصائر”، إلى جانب كل من الشاعر الربيع بوشامة ومحمد جريدي.

وأضاف “أن شاعر الثورة مفدي زكرياء كتب أطول قصيدة عن القضية الفلسطينية في الأدب الجزائري، تعبر عن معاناة شخصية وتعاتب العرب حيث يصورهم في حالة غفو وحين استيقظوا وجدوا ان فلسطين قد اغتصبت”، مشيرا أن هذه  القصيدة تعتبر وثيقة تاريخية قيمة يجب أن يعاد طبعها كديوان شامخ.

و من جانبه، قدم الأستاذ سبتي سلطاني، مداخلة بعنوان “قراءة في قصيدة رقصة المبكى للشاعر إبراهيم قارة علي”، وقال الدكتور وليد بوعديلة من بسكرة، في مداخلته الموسومة بـ”القضية الفلسطينية من خلال رواية “سيرة الأفعى ” للكاتب عز الدين ميهوبي، أن الرواية تتكون من 750 صفحة وأساسها ملحمة فلسطينية، وتدور أحداثها بمكان الأرض المحتلة، حيث تنقل حياة البطلة رناد وتعاملها مع الكيان الصهيوني، مصورا حالة المستشفيات ومقاهي وأزقة المدينة بأبعاد سياسية، دينية وتاريخية.

وللإشارة، جاء هذا النشاط من تنظيم دار الثقافة والفنون محمد بوضياف، بالتنسيق مع مخبر الأدب العام والمقارن بجامعة عنابة وبيت الشعر الجزائري، وعرف حضورا جماهيريا غفيرا الذي قدم قصائد شعرية، وشارك في النقاش بطرح عدد من الأسئلة حول الأدب الجزائري والذاكرة الوطنية.

مقالات ذات صلة

توافد جماهيري غفير على مشاهدة فيلم بن مهيدي

sarih_auteur

تأسيس مهرجانات في الولايات العشر المستحدثة

taha bensidhoum

الكاتب عبد الله تفرغوست”: “إذا أردنا أن نكتب للأطفال فيجب أن نحتك بهم “

taha bensidhoum