جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ترد على الزاوي الذي وصف توبة الفنانين ببطاقة الولاء للدين السياسي

 

عبد المالك باباأحمد

“ما أبشع الانحراف بالعقيدة”، هكذا ردت جمعية العلماء المسلمين على الروائي الروائي، أمين الزاوي، الذي أثار جدلا واسعا في آخر مقال له  نشر على موقع “أندبندنت عربية” والذي وصف فيه “التوبة الفنانين ببطاقة الولاء للدين السياسي”.

وتعود بداية السجال إلى مقال كتبه أمين الزاوي منذ أربعة أيام تطرق فيه إلى ظاهرة توبة الفنانين واعتبرها مجد ناتج عن مجموعة من الضغوطات الاجتماعية والإكراهات الدينية، و”خطرا يهدد الفن برمته” وقال “إن ظاهرة “التوبة” التي يتشدق بها بعض الفنانين والفنانات هي أكبر خطر يهدد الفن برمته، ويهدد صورة “الفنان” وصورة المثقف بشكل عام، لأنها لا تظل حالة “فردية”، بل يتم “التسويق” لها سياسياً، ويستثمر فيها دعاة الدين السياسي بشكل كبير من أجل محاربة “الفن” الأصيل ومحاربة “الحرية الفردية” ومحاربة “المرأة” وفكرة “المساواة” وقيم الجمال”فهذه الظاهرة_حسبه_ ليست وليدة حرية فردية، بل هي نتاج استثمار دعاة الدين السياسي الذي يعمدون إلى محاربة الفن والحريات الفردية”.

وأرجع أمين الزاوي أصول “توبة الفنانين” إلى انكسارهم، فهم _على حد قوله_ يتحملون مسؤولية انتشاره، حيث قال: “التوبة كما يقدمها الفنانات والفنانون، المنكسرات والمنكسرون، في غالب الأحيان، هي بطاقة ولاء للدين السياسي ورضوخ للإكراهات الاجتماعية القاسية، وهي في الوقت نفسه فرصة لقوى “الموت” لتعزيز مواقعها من أجل محاربة جمال الحياة والانتصار للموت” مضمنا في قوله أن الفن لا يجب أن يكون راضخا للإكراهات الاجتماعية، بل أن يستقل بنفسه بعيدا عن كل سلطة من شأنها أن تحده أو تقيده، وبيّن بأنه لا يوجد أي تعارض بين صورة الفنان وصورة المؤمن، كما لا يوجد أي تناقض بين الفن والإيمان،وقال”لم تكن يوماً ما صورة الفنان صورة معارضة لصورة المؤمن، فالفنان يحفر في حقل آخر غير حقل الدين، والفن لا يتعارض مع الإيمان بمفهومه الفلسفي”، واعتبر الفن طريقة من طرق الإيمان، وما لبثت هذه الطريق إلا وأن تغيرت بسبب فقهاء الدين السياسي_حسبه_ وأضاف: “بل الفن طريق للإيمان، ولكن مع مجيء فقهاء الدين السياسي حُدد الإيمان على هواهم وأهوائهم، إذ فتحوا باب الحرب ضد الفن والفنانين، وحرموا الرسم والموسيقى والفن التشكيلي والشعر وكل ما يمنح الحياة طاقة من السعادة”.

 

وفي ردها على هذا المقال قالت الجمعية في صفحتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، “عجيب أمر بعض الكتّاب؛ ممّن يرون في توبة “الفنانين “أكبر الخطر على الفن . يا لـلهول ..ما أبشع الانحراف في العقيدة”، ما دفع أمين الزاوي للرد هو الآخر على صفحته الرسمية في ذات الموقع حيث وصفهم بـ ” قضاة النوايا” و”حراس المعبد” وقال “إلى حراس المعبد :اِقرأونا أولا ثم حاكمونا، اشتمونا، سبّونا إذا ما رغبتم في ذلك، لكن اقرؤوا نصوصنا، يا سادة يا قضاة النوايا، قبل أن تنفثوا سمومكم”.

ومن جهته قال مسؤول الإعلام والاتصال بجمعية العلماء المسلمين، حسن خليفة لـ “الصريح” بأن رد فعل الجمعية على صفحتها الرسمية في موقع “فايسبوك” هو “مجرد إشارة ومحاولة منها لإثبات خطأ الكاتب المعروف بخرجاته وليس ردا ولا تعقيبا”.

 

مقالات ذات صلة

تأسيس مهرجانات في الولايات العشر المستحدثة

taha bensidhoum

الكاتب عبد الله تفرغوست”: “إذا أردنا أن نكتب للأطفال فيجب أن نحتك بهم “

taha bensidhoum

نحن لا نحسن تسويق قاماتنا ورموزنا!

sarih_auteur