رهان على سنة 2025 لتسليم الخط المنجمي عنابة – بلاد الحدبة بتبسة

كريم بن زيتوني

تعتبر مشاريع السكة الحديدية أحد معالم إنطلاق الجزائر الجديدة ،على غرار ما يعرفه مشروع الخط الرابط بين خنشلة و عبن البيضاء على طول 51 كيلومتر و مشروع الخط المنجمي الرابط بين بشار-تندوف-غار جبيلات على مستوى الجنوب الغربي للبلاد و الذي أعطى إشارة إنطلاقه رئيس الجمهورية خلال الزيارة الأخيرة التي قادته إلى ولاية تندوف .

و على الجهة الشرقية تتسارع وتيرة إنجاز مشروع إزدواجية و تحديث المسار لخط السكة الحديدية الذي يربط بين بلاد الحدبة بتبسة و ميناء عنابة ، و الذي يحضى بمتابعة دائمة من السلطات العليا للبلاد و الذي يمر بعديد الولايات منها سوق أهراس و الطارف و قالمة ، و الرهان هنا على تسليم هذا المشروع الإستراتيجي في 2025 بعد التوجيهات التي أسداها الرئيس تبون في إطار ما يعرف بتطوير المشاريع الصناعية الكبرى المهيكلة لقطاع الصناعة و المناجم و التي رفض فيها رفضا قاطعا الإحتكام للأجال البعيدة المدى لإنجاز مشاريعها ، مشددا على ضرورة تقليصها و بإنجازها وفق المعايير الدولية المعمول بها في العالم و الإستفادة من خبرة شركات لها سمعتها الدولية نضرا للطبيعة الإقتصادية لهذه المشاريع ، و على ضوء ذلك كثف ولاة الولايات المعنية و هي عنابة ، تبسة ، سوق أهراس ، قالمة و سكيكدة لقاءاتهم مع مختلف الجهات ذات الصلة بالمشروع و على رأسها الوكالة الوطنية للدراسات و متابعة إنجاز الإستثمارات في السكة الحديدية للتعامل مع العراقيل و العوائق و الصعوبات التي تواجه عملية إنجاز هذا الخط الممتد على مسافة 388 كيلومترا على غرار ما تقوم به والي قالمة حورية عقون من متابعة للشطر المار بولاية قالمة على مستوى خط بوشقوف – سوق أهراس و الذي نصبت لأجله قيادة تتابع عملية إنجاز هذا الشطر و تقوم بخرجات ميدانية دورية..

ومن جهته يتحرك والي عنابة عبد القادر جلاوي سواءا عن طريق الإجتماعات المتعددة الأطراف أو بالمتابعة لمشروع توسعة الرصيف الخاص بالمعادن بميناء عنابة و الذي سيكون له دور حاسم لتصدير منتوج منجم بلاد الحدبة بعد معالجته و تحويله في حجر السود بسكيكدة قبل أن يأخد طريقه لعنابة و منها للأسواق العالمية ، مع متابعة لمشروع إزدواجية خط السكة الحديدية بين عنابة و سكيكدة في شطره المتواجد على مستوى إقليم هذه الولاية و الممتد على مسافة 35 كيلومتر .

كل تلك الجهود جعلت هذا التحدي الكبير ممكنا ، و هذا المشروع الإستراتيجي الذي لا يقف عند نقل 1 مليون طن من الفوسفات  و 1.5 مليون طن من خام الحديد  من منجمي الونزة و بوخضرة مع تشغيل مركب الحمض الفوسفوري بوادي الكبريت و لعوينات و رفع طاقة التصدير بميناء عنابة  بل يتعدى إلى إنعاش حركة نقل المسافرين و كذا البضائع في هذه الولايات مما سيساهم في توفير النقل و فك العزلة عن المناطق النائية فيها ، ناهيك عن ضخ روح جديدة في مؤسسة فيروفيال التي وضعت مخططا يهدف إلى تصنيع 1800 عربة لشحن الفوسفات مع مطلع سنة 2024 بمواصفات تستجيب لمعايير دولية وفق تصريح أدلى به المدير العام بالنيابة لإحدى وسائل الإعلام الوطنية .

و تهدف خطة إزدواجية السكة الحديدية للخط المنجمي بلاد الحدبة-عنابة إلى توفير ألاف مناصب العمل على طول هذا الخط قد تتجاوز 6000 منصب شغل و تراهن ولاية قالمة في السياق لوحدها على خلق مالا يقل عن 1800 منصب شغل .

كل هذه الجهود الرامية لبعث الإقتصاد الوطني عموما و قطاع المناجم خصوصا هي جزء لا يتجزأ من إستراتيجية أشمل تهدف لتنويع مصادر الدخل و الرقي بالصادرات خارج قطاع المحروقات و إضفاء ديناميكية و حركية على الإقتصاد الوطني و فتح ألاف مناصب العمل أمام الشباب و تحقيق توازن في التنمية و إنشاء إقطاب إمتياز صناعي كل ذلك بمتابعة دقيقة و أنية من السلطات العليا للبلاد .

مقالات ذات صلة

رئيس الجمهورية يدعو إلى تعزيز الحوار والتعاون بين الدول الأعضاء في منتدى البلدان المصدرة للغاز

sarih_auteur

شبيرة بوعلام : قمة الجزائر للغاز فرصة لبلورة رؤية إستراتيجية واحدة

sarih_auteur

معسكر تدريبي لأصحاب مزارع تربية المائيات باليونان

sarih_auteur