جبهة العدالة والتنمية تسلط الأضواء على واقعها المزري
وردة قانة
تحولت طرقات بعنابة إلى نقطة سوداء حصدت العشرات من الأرواح ولا تزال أخرى تتربص بحياة المواطنين، يحدث هذا أمام مرأى ومسمع السلطات المحلية والتي تفضل لعب دور المتفرج.
وتشهد الطرقات الرابطة ما بين البلديات حالة إهمال واضحة، ما يجعلها نقاط سوداء تهدد أرواح أصحاب المركبات، على غرار ما حدث مؤخرا بالطريق الوطني رقم 21 في شقه الرابط بين بلديتي الحجار وعين الباردة، حيث سجل حادث مرور مروع حصد 4 ضحايا بالإضافة على العشرات من المصابين، ورغم ذلك فإن السلطات المحلية لم تحرك ساكنا رغم المطالب والتحذيرات السابقة والمتكررة بضرورة الإسراع في إعادة توسعة الطريق وتهيئته .
وليس الطريق بالطريق الوطني رقم 21 في شقه الرابط بين بلديتي الحجار وعين الباردة الوحيد، في القائمة السوداء في قطاع الأشغال العمومية، بل يوجد العديد من الطرقات الأخرى على غرار الطريق الرابط بين حي “القنطرة” مرزوق عمار وبلدية العلمة بحي الحريشة الذي يشهد وضعية كارثية، وكذا الطريق الولائي رقم 129 الذي يعتبر طريقا أساسيا يربط بين الطريق الوطني رقم 44 وعديد البلديات، وقد نددت العديد من الجمعيات والناشطين الجمعويين بالغياب التام للمسؤولين وعدم تخصيص أية دراسات لحد اليوم لوقف المجازر المرورية بعنابة.
كما طالب المكتب التنفيذي الوطني لجبهة العدالة والتنمية من السلطات المسؤولة ضرورة التحرك والالتفات لتهيئة الطريق الولائي رقم 129 الرابط بين الطريق الوطني رقم 44 الرابط بين بلديتي عنابة وبرحال، وبلدية سيدي عمار، واصفا إياه بالطريق ذي أهمية كبيرة وكثافة مرورية معتبرة، وذلك نظرا لزيادة التجمعات السكانية التي يعبرها الطريق، على غرار حي البركة الزرقاء، حي عين جبارة، حي بوشارب إسماعيل، إضافة إلى أحياء منطقتي حجر الديس ومرزوق عمار “القنطرة”، وحي سيدي عمار، ما يجعله طريقا أساسيا يربط بين مختلف بلديات الولاية خاصة منها عنابة وبرحال والشرفة والعلمة وسيدي عمار والحجار، كما تحتوي هذه المنطقة على شركات وطنية ومؤسسات خاصة ومصانع تجعل هذا الطريق يعج بالمركبات من مختلف الأنواع والأحجام والأوزان، فنجد مثلا مصنع تحويل الفولاذ ووحدة إنتاج الأكسجين ومصنع للحبوب وشركات النقل والميناء الجاف وعملاق الحديد والصلب مصنع الحجار ومدرسة الجمارك وورشات العتاد، زيادة على مؤسسات ومصانع أخرى في طور الإنجاز، وكذلك وجود المفرغة العمومية بالبركة الزرقاء.
وأضاف المكتب التنفيذي للجبهة أن رغم أهمية الطريق، إلا أنه لم يعرف التطور اللازم واللائق به كطريق ولائي هام، حيث دعا السلطات المحلية إلى الالتفات لهذا الطريق وضرورة التعجيل بتوسيع هذا الطريق وتهيئته وصيانته وإنارته والتكفل به ليستوعب الكم الهائل من المركبات التي يعبرها، ويخفف من معاناة مستعمليه ويسهل حركة المرور، مؤكدا بأن هذا العمل الإستباقي في التخطيط والبرمجة والتنفيذ سيكون له أثر إيجابي كبير على مستقبل المنطقة ويجنبها مخاطر حوادث المرور
حيث أصبحت هذه الطرقات تهدد بكوارث مرورية مميتة بشكل يومي، وذلك نظرا للكثافة المرورية التي تشهدها خاصة أنها تعتبر أكثر الطرقات حيوية بعنابة، كونها تربط العديد من البلديات بعاصمة الولاية إضافة إلى كونها مداخل ولاية عنابة للولايات المجاورة، فرغم ما حصده الطريق الوطني رقم 21 في جزئه الرابط بين بلديتي الحجار وعين الباردة من أرواح، كان آخرها يوم 27 أوت المنصرم أين لقي 4 أشخاص حتفهم في عين المكان إضافة إلى تسجيل العديد من المصابين، إلا أن السلطات المحلية والولائية لم تحرك ساكنا من أجل الحد من الخسائر البشرية التي تحصدها الطريق.