قلنا هذا عن “بلاص دارم” بعنابة

يكتبه: خميسي غانم

كـ ابن لهذه المدينة وكجزائري يفتخر بانتمائه لهذه البلاد لا أخفي عليكم بأنني تألمت عن انطباعات صانع المحتوى التونسي “سالمي منصور” بعد زيارته للمدينة القديمة “بلاص دارم”، والتي خرج منها بثلاث ملاحظات، أولها أن “بلاص دارم” تحتاج إلى تدخل عاجل للمصالح المعنية لتنظيفها وتخليصها من النفايات التي تحاصرها وتشوه مظهرها،

أما الثانية، فإن المدينة القديمة بائسة نتيجة الركود الاقتصادي الذي يطبعها، رغم الإمكانيات التي تمتلكها لتبعث الحياة لأزقتها وتتحوّل إلى جهة محافظة عن موروث الولاية والمرتبط بالصناعات التقليدية كصناعة النحاس والزرابي واللباس التقليدي العنابي، خاصة أن أغلب المحلات فيها موصدة أبوابها ومعطلة رغم قدرتها على خلق مناصب شغل،

أما الملاحظة الثالثة فهي تأثر بناياتها بفعل عوامل الزمن وفعل الأيام مما يستدعي تدخلا عاجلا لترميمها، وشخصيا سبق وأن ناشدت السلطات المحلية لوضع إستراتيجية لإنقاذ “بلاص دارم” وتأهيلها والاستفادة من تجربة احد أحياء أنقرة التركية التي كانت شبيهة بـ “بلاص دارم”، لكن تدخل البلدية وضخها لعشرة ملايين دولار مكن هذا الحي في العاصمة التركية من أن يتحول إلى وجهة سياحية معروفة بمقاهيها ومطاعمها الفاخرة بعد أن عملت البلدية على ترميم البنايات التابعة للدولة وأجبرت المالكين الخواص على الخيار بين ترميم بناياتهم أو بيعها للدولة لتتولى ذلك،

والمؤكد أن الجزائر الجديدة مقبلة خلال السنة القادمة على بحبوحة مالية تستدعي القائمين على الشأن المحلي والنواب التحرك بجدية لتأخذ “لابلاص دارم” نصيبها وتستفيد من تجربة أنقرة وتجعل من المدينة القديمة معلما سياحيا في عنابة خالقا للثروة ومناصب الشغل ومسوقا لإمكانياتها ومعالمها وهي ليست بالقليلة كمسجد الباي وأبي مروان الشريف وزاوية سيدي خليف والحمامات التي تحتضنها تلك الأزقة وما أكثر تلك المعالم التي يجب الاستثمار فيها.

مقالات ذات صلة

“الكاف” التي لم نعد نعرفها…

sarih_auteur

“ما يلعبوش بينا الذر”

sarih_auteur

هل باع “موتسيبي” الكاف إلى لقجع؟ !

sarih_auteur