مشاكل بالجملة يتخبط فيها سكان قرى أولاد رحمون بقسنطينة

فريال ماضي

يشتكي سكان قرى ومداشر بلدية أولاد رحمون التابعة لدائرة الخروب ولاية قسنطينة، من العزلة والتهميش من طرف الجهات المحلية والولائية. وعبر مواطنو قرية 700 عائلة عن سخطهم جراء غياب أبسط ضروريات الحياة، والوضعية المزرية التي يتكبدونها، خاصة وأنّهم يعانون من هذا الوضع منذ سنوات الاستعمار.

وأكد لنا سكان القرية التي تعود نشأتها لسنوات الاستعمار أنهم يعيشون ظروفا معيشية واجتماعية قاسية ملؤها الفقر والحرمان، فمع غياب أبسط ضروريات الحياة يجد الساكن بهذه القرية نفسه محاصرا بين هاجس توفير قارورة غاز البوتان، تغالبا ما تطرح ندرتها بالمنطقة نظرا للطلب المتزايد عليها، أين يضطر المواطن إلى جلبها في بعض الأحيان من مناطق بعيدة، تزيد من معاناته وتثقل كاهله بمصاريف هو في غنى عنها، ومشكل انعدام الماء والكهرباء، وهو الأمر الذي زاد الطين بلة، حيث يجلب السكان المياه الصالحة للشرب من حي القراح مشيا على الأقدام أو على ظهور الحمير والبغال. وأضاف بعض السكان لـ ”الصريح” أنّ مشكل غياب هذه الأخيرة يزداد حدة خاصة مع قدوم فصل الشتاء، حيث تتميز المنطقة ببرودة الطقس وكثرة سقوط الأمطار أين تتحول الطريق إلى مجرّد برك وأوحال، في غياب مشاريع التهيئة التي من شأنها أن تخفف من معاناة هؤلاء السكان، ليؤكّد أحدهم أنّهم قاموا في العديد من المناسبات بإرسال شكاوى إلاّ أنها لم تجد نفعا.

وعليه فإن سكان قرية لعزيز بلقاسم يناشدون السلطات المحلية والولائية وعلى رأسهم والي الولاية بضرورة ترحيلهم من هذه الأكواخ، التي يعيشون وسطها لمدة فاقت 45 سنة.

الخشب وسيلة للتدفئة

وأكد أحد السكان أنهم يستعدون مع حلول كل فصل شتاء لاسيما مع تهاطل الأمطار لنقل أغراضهم خارج منازلهم خوفا من فيضان الوادي وجرفه لأغراضهم، وهي معاناة تعود عليها سكان الحي البلدي في ظل غياب الحلول والبدائل. كما يعانون من القاذورات المنتشرة بشكل واسع حول منازلهم وصولا إلى الصعوبة الكبيرة لتجاوز سيول مياه الصرف الصحي الراكدة والجارية، بسبب العطب الدائم لقنوات الصرف الصحي والتي يمتلئ بها الحي في ظل الروائح الكريهة والحشرات والانتشار الواسع للجرذان. هذه المشاكل وأخرى وقفت جنبا إلى جنب مع مشكل انعدام ضروريات العيش الكريم على غرار الماء والغاز، هذا الأخير الذي دفع بالسكان للاحتطاب كوسيلة للتدفئة. سكان الحي البلدي المستاؤون تساءلوا عن سبب التهميش والإقصاء من عمليات الاستفادة من السكنات الريفية كغيرهم من المناطق ذات الطابع الريفي. هذا وقد طالبوا بضرورة الاستماع لانشغالاتهم والتكفل بمطالبهم.

نقص مناصب الشغل والمرافق الترفيهية

طرح شباب المنطقة بدورهم مشكل عدم استفادتهم من مناصب الشغل التي تعطى لبلدية أولاد رحمون والتي تجعلهم بين مخالب البطالة والانحراف، خاصة في ظل افتقار بلديتهم لأبسط الهياكل التي من شأنها أن تهون عليهم معاناتهم اليومية القاسية في ظل نقص المرافق الترفيهية والرياضية على غرار دور الشباب والملاعب، وهو الأمر الذي يؤثّر سلبا على حياة ويوميات هؤلاء الشباب اليائس. هذه الوضعية دفعت بالعديد منهم إلى الوقوع في أحضان عالم المخدرات والسموم والانحراف هربا من الواقع المرير والقاسي، كما تساءلوا بدورهم عن سبب عدم ترحيلهم إلى سكنات لائقة كغيرهم من الأحياء.

 

 

مقالات ذات صلة

ملتقى وطني حول الثقافة السياسية للشباب في ظل التحولات الرقمية بالطارف 

sarih_auteur

افتتاح أول نقطة بيع نموذجية بجيجل

sarih_auteur

الدرك الوطني يحذر من وجود ضباب جد كثيف على مستوى عدة ولايات

taha bensidhoum