روبورتاج بقلم: يوسف مطياف
الصريح- منذ سنوات باتت بلدية الشرفة بولاية عنابة عنوانا للأزمات المتراكمة، حيث يعيش سكانها على وقع اختلالات تنموية مزمنة، فاقمتها صراعات داخلية،ولامبالاة مجسدة في وعود انتخابية تبخرت. جولة ميدانية قادتنا إلى هذه البلدية، أظهرت واقعا محبطا يطال كل شيء، من فوضى السوق الأسبوعي إلى أزمة النقل، ومن العطش الطويل إلى عزلة في تغطية شبكات الهاتف النقال والانترنت.
ففي الجهة الجنوبية من الولاية، تقبع بلدية الشرفة كأحد أكبر البلدياتالمنكوبة نظرا للتهميش والإقصاء التنموي التي ظلت رهينة له منذ سنوات،وبالرغم من موقعها الجغرافي الإستراتيجي الذي يربطها بعدد من البلديات،حيث تحدها كل من بلديات البوني، سيدي عمار، الحجار، عين الباردة،والعلمة، إلا أن واقعها اليومي لا يعكس هذا الامتداد، بل يعيش سكانالشرفة واقعا معزولا يكشف عن مشهد من الإهمال الإداري والتراجعالمستمر في مستوى الخدمات الأساسية، فهي بلدية تنوء تحت أزماتمتراكمة، تبدأ بفوضى السوق الأسبوعي الذي يتحول كل يوم أحد إلى نقطةسوداء تشل الحركة وتشوّه وجه المدينة، ولا تنتهي عند حدود الصراعاتالداخلية التي تعصف بالمجلس الشعبي البلدي وتعرقل اتخاذ القراراتالمصيرية، وبين هذا وذاك، تتعمق معاناة المواطنين مع أزمة مياه حادة تطولدون حلول، ونقص صارخ في المرافق العمومية، وانعدام شبكات النقل، فضلاعن تدهور المرافق الشبابية، وغياب التغطية الهاتفية والرقمية عن بعضالأحياء النائية.
وتحاول “الصريح” تسليط الضوء على أبرز هذه الاختلالات، انطلاقا منالواقع الميداني وشهادات المواطنين، في محاولة لفهم ما يحدث داخل بلديةبحجم الشرفة.
الصراعات الداخلية تشل عمل المجلس البلدي
مرت أكثر من 5 أشهر على القرار الصادر عن والي ولاية عنابة القاضي برفعالتجميد الجزئي عن مجلس بلدية الشرفة، وتعيين شاوش عبد الكريم رئيساجديدا للمجلس يوم 17 مارس الماضي خلفا للمستقيل مزاغشية محمدصالح، ورغم أن هذه الخطوة كانت تهدف إلى استعادة الاستقرار بعد فترةطويلة من الجمود الإداري والسياسي دامت قرابة السنتين، إلا أن الواقعالميداني لم يعرف تغييرات ملموسة تُذكر، فقرار رفع التجميد الجزئي جاءبحسب ما صرّح به رئيس دائرة عين الباردة، حمودي نور الدين، في وقتسابق لـ “الصريح” في محاولة لتدارك الوضع المتأزم الذي سببه الصراعالداخلي بين أعضاء المجلس، الذي حال دون تحقيق أي إنجازات تُذكر خلالالفترة الماضية، وأضاف حمودي أن الغاية من القرار هي الحفاظ على النظامالعام، وضمان سير المرافق العمومية الحيوية بكفاءة، إضافة إلى استئنافالمشاريع المتوقفة بفعل الانسداد الإداري، كما أضاف حمودي أنه ينتظر منأعضاء المجلس البلدي، ويتعين عليهم التفاهم فيما بينهم والاتفاق علىقرارات موحدة لتشكيل الهيئة التنفيذية للمجلس، وذلك لتجاوز المرحلة السابقةواستعادة ديناميكية العمل البلدي، بما يخدم مصالح المواطنين ويعزز التنميةالمحلية، ومع ذلك، فإن الوضع في بلدية الشرفة لا يزال يراوح مكانه، وسطخيبة أمل كبيرة لدى السكان الذين يرون أن التغيير كان شكليا ولم يمسجوهر الأزمة، فالمشاريع التنموية غائبة، والبنى التحتية تعاني من التدهور،فأعضاء المجلس الذين وضعوا فيهم المواطنين كامل ثقتهم للنهوض بالبلديةفي مختلف القطاعات، وتجسيد خارطة الطريق التي وعدوهم بها خلال فترةالحملات الانتخابية، منشغلون الآن فقط بصراعات داخلية على الصلاحياتوتقاسم القطاعات، غير مبالين ومهتمين بمهامهم ومسؤولياتهم ووعودهم، وغيرمدرجين المواطن والصالح العام في قائمة عملهم وأهدافهم، بل المصالحالشخصية هي التي تخدم الكثير منهم.
ويرى متابعون للشأن المحلي أن الحل يبدأ بتغليب المصلحة العامة علىالحسابات الضيقة، وتشكيل هيئة تنفيذية فعالة داخل المجلس قادرة علىاتخاذ قرارات موحدة والعمل بروح جماعية، كما دعا بعض الفاعلين فيالمجتمع المدني إلى تدخل السلطات الولائية مجددا، في حال استمر التعثر،لإنقاذ البلدية من حالة الشلل التي تمر بها، ففي انتظار أن تتحول القراراتالسياسية إلى خطوات عملية، يبقى المواطن في الشرفة المتضرر الأول منهذا الوضع، وهو يترقب أن تخرج بلديته من نفق الجمود، وأن توجه الجهودنحو ما يخدم المصلحة العامة ويعزز التنمية المحلية.
فبلدية الشرفة تعد واحدة من البلديات التي تعاني في صمت جراء المشاكلوالتراكمات التي شهدتها خلال العهدات السابقة، حيث يعاني سكان المنطقةكثيرا من تهميش المسؤولين، بما في ذلك استبعادهم من البرامج السكنيةوفرص العمل، في المقابل استفادت نسبة ضئيلة من العائلات من السكنالاجتماعي، بينما بقيت الشرفة متخلفة تنمويا بسبب النزاعات والصراعاتعلى كرسي الرئاسة الذي يتم التنافس عليه من أجل قضاء مصالح شخصيةلا خدمة للصالح العام، إضافة إلى برامج إنتخابية لا ترقى إلى المستوىالمطلوب، وهذا ما عرقل مصالح المواطنين على مر السنين، إذ لم يتم تحقيقأي إنجاز يرقى إلى تطلعات سكان المنطقة، ليضل المواطنون في انتظار“مير” وأعضاء يتمتعون بالكفاءة بعيدا عن المحسوبية وأي حسابات أخرى،لضمان سير العمل على أكمل وجه في البلدية، وكذا تلبية لاحتياجاتالمواطنين الذين تبقى مصالحهم فوق كل اعتبار.
أزمة النقل تزيد من عزلة المنطقة
لا يزال سكان بلدية الشرفة بولاية عنابة يتذوقون مرارة المعاناة اليومية جرعةفوق جرعة، نتيجة النقص الفادح في وسائل النقل على خط الشرفة – عنابة،فهذا الوضع الكارثي بات يشكل كابوسا حقيقيا يؤرق يوميات المواطنينالذين يقضون أوقاتا طويلة في محطات النقل، يترقبون مجيء سيارة أجرةقد لا تأتي، وأزمة النقل بالشرفة لم تعد مجرد طارئ عرضي، بل تحولت إلىظاهرة متجذّرة في حياة السكان، خصوصا خلال ساعات الذروة، حيث تغيبسيارات الأجرة تماما عن المحطات، ليجد المواطن نفسه في مواجهة خيارينأحلاهما مر، فإما الانتظار لساعات، أو الاستسلام لسيارات “الفرودار”التي باتت الملاذ الوحيد، رغم ما تفرضه من تسعيرات خيالية.
ويؤكد السكان أن ما يحصل هو نتيجة لغياب تام للرقابة، وغياب حلول فعليةمن قبل السلطات المعنية، التي لم تحرك ساكنا، ويطالب المواطنون بالتدخلالعاجل للجهات المختصة من أجل دعم خطوط النقل، وتوفير حافلاتوسيارات أجرة كافية، تنقذهم من دوامة “الفرودار” التي تستنزف جيوبهموتزيد من معاناتهم اليومية. ففي ظل هذا الوضع، يبقى الأمل الوحيد للسكانفي التفاتة حقيقية من السلطات، تضع حدا لمعاناة طال أمدها، وتعيد للنقلفي الشرفة توازنه المفقود.
ومن جانب آخر يشهد الخط الرابط بين بلدية الشرفة وبلدية عين الباردة حالةمن الشلل الكبير في حركة النقل، حيث يعاني المواطنون من غياب شبه تامللمواصلات العامة، ورغم وجود حافلات مخصصة لنقل المسافرين إلا أنأصحاب هذه الحافلات لا يمارسون عملهم كما هو مطلوب والواجب منهم،مما يفاقم من معاناة السكان.
وفي هذا السياق يشير العديد من سكان المنطقة إلى أن الحافلات التيتعمل على هذا الخط تقتصر خدماتها على نقل تلاميذ المتوسط والثانويصباحا ومساءا فقط، ويومي الأحد والثلاثاء حيث تتزامن هذه الأيام مع إقامةالأسواق الأسبوعية بالشرفة وعين الباردة تواليا، وتكاد لا تجدهم في المساءوفي عطل نهاية الأسبوع وكذا العطل المدرسية الأخرى، وهو ما يعكسمحدودية الخدمة المقدمة ويجعل النقل العام غير متاح خلال باقي أيامالأسبوع، خاصة في المساء وفي عطل نهاية الأسبوع، كما يعاني السكانبشكل خاص في العطل المدرسية الأخرى، حيث تكاد تختفي الحافلاتتماما، مما يتركهم دون وسيلة تنقل تلبي احتياجاتهم اليومية.
مرافق عمومية مهملة منذ أكثر من 20 سنة
يواصل سكان حي سلامي في بلدية الشرفة ولاية عنابة مناشدتهم السلطاتالمحلية والولائية بضرورة التدخل العاجل والسريع لتحسين أوضاع منطقتهمالتي تعاني من الإهمال والتهميش، ويشددون على ضرورة إيجاد حلولعملية للأزمة التي يعيشونها، بما في ذلك الشروع في أعمال تهيئة المرافقالعمومية الأساسية، فالسكان يعيشون في ظروف صعبة، إذ يفتقرون إلىأبسط المرافق التي من شأنها تحسين حياتهم اليومية، مما يؤثر بشكل كبيرعلى الأوضاع الاجتماعية للشباب.
وأحد أبرز الشكاوى التي يعبر عنها الشباب في المنطقة هو غياب المنشآتالشبابية، على غرار فضاء لعب الأطفال أمام ابتدائية “زغاد محمد” الذيساءت حالته وأصبح أرضية ترابية لا تصلح للعب والتسلية، إضافة إلى دارالشباب المغلقة، وذلك بعد الانتهاء من إعادة الاعتبار لها منذ حوالي 4 أشهر،حيث كانت هيكلا بلا روح، ولا تزاول أي نشاط منذ أكثر من 20 سنة، في ظلغياب تام للمسؤولين، فبعد تدشينها من طرف رئيس دائرة عين الباردة وكذارئيس بلدية الشرفة، إلا أنه ولحد اللحظة لا تزال مغلقة، وقد رحب السكانبعملية الترميم التي أعادت الحياة للمرفق، معتبرين أنها تمثل بارقة أملللشباب والأطفال، وفرصة لتوفير فضاء يملأ الفراغ الذي تعاني منه المنطقةعلى مستوى النشاطات الثقافية والترفيهية، كما شددوا على أهمية استغلالهذه المنشأة بالشكل الأمثل، تفاديا لتكرار سيناريو الإهمال والغلق الذيعرفته في السابق.
وفي هذا السياق يتساءل المواطنون عن نوعية البرامج التي ستُقدم مستقبلا،ويأملون أن تشمل باقة متنوعة من الأنشطة في مجالات الرياضة، الثقافة،والتكوين، بما يتماشى مع تطلعات الجيل الجديد الذي يفتقر إلى فضاءاتملائمة تتيح له تنمية قدراته ومهاراته، ويؤكد السكان أن حيهم لا يتوفر حتىعلى ملعب جواري، ما يجعله الأقل حظا مقارنة بباقي أحياء بلدية الشرفة منحيث المرافق الموجهة لفئة الشباب، وتبقى دار الشباب، في ظل هذا الواقع،أمل سكان الحي في كسر العزلة الثقافية والاجتماعية، خاصة وأن بلديةالشرفة تعاني عموما من نقص في البنى التحتية التي تهتم بتطوير قدراتالشباب وتشجع على الإبداع، لذا يناشد المواطنون الجهات المعنية بضرورةتفعيل دور دار الشباب، وإدماجها ضمن رؤية تنموية شاملة، تضمن تحقيقأقصى استفادة منها في خدمة شباب المنطقة والمساهمة في تنمية المجتمعالمحلي.
فالمنطقة تعتبر من المناطق التي تفتقر إلى العديد من المرافق الضرورية،خاصة تلك التي تتعلق بتطوير مهارات الشباب وتشجع على الإبداع، ولذافإن الأمل موضوع على أن يوضع في اعتبار المسؤولين ضرورة تفعيل دوردار الشباب في إثراء الحياة الثقافية والترفيهية في المنطقة بعد إتمامالأشغال، وكذا إنجاز ملعب جواري لممارسة رياضتهم المفضلة بعيدا عنالانحراف.
وعليه، يطالب الشباب بشكل خاص بإنشاء ملعب جواري يمكنهم من ممارسةالرياضة والتسلية في أوقات فراغهم، إذ يضطرون لقطع مسافات طويلة إلىالأحياء المجاورة مثل حي لعبيدي محمد وحي عزيزي أحمد إضافة إلىالشرفة المركز لممارسة رياضتهم المفضلة.
حرمان متواصل من مياه الحنفية وسط تجاهل تام
يشهد حي سلامي وعدة أحياء مجاورة ببلدية الشرفة، من مرة لأخرىوخصوصا في فصل الصيف، أزمة خانقة نتيجة الانقطاع التام لمياهالحنفيات، مما يخلف حالة من التذمر والاستياء الشديدين لدى السكانالذين يجدون أنفسهم في مواجهة يومية مع المعاناة والحرمان من أحد أبسطمقومات الحياة الأساسية، ورغم النداءات المتكررة، لا يزال الصمت سيدالموقف، ما يعكس استهتارا واضحا وتقصيرا فادحا في تحمل المسؤولياتمن قبل الجهات المعنية، فالسكان يعيشون ظروفا صعبة نتيجة هذا الانقطاع،حيث أصبح توفير المياه الضرورية للاستعمالات اليومية كالطبخ، والتنظيف،والاستحمام، مهمة شبه مستحيلة، ما اضطر العائلات إلى التنقل لمسافاتطويلة بحثا عن مصادر بديلة، كالصهاريج الخاصة أو الآبار، والتي لا تتوفردائما ولا تلبي حاجات الجميع، ناهيك عن تكلفتها الباهظة التي أثقلت كاهلالمواطنين ذوي الدخل المحدود، ويؤكد العديد من السكان أن أزمة المياه ليستجديدة عليهم، بل تعود إلى سنوات، وتظهر بشكل دوري دون أن تبادرالسلطات بوضع خطة جذرية دائمة، أو إصلاح كلي للشبكة المهترئة التيتتسبب في تسربات كبيرة وخسائر هائلة للمياه قبل وصولها إلى الحنفيات.
من جهة أخرى، يشير بعض المراقبين المحليين إلى أن غياب التنسيق بينمصالح البلدية وشركة التوزيع، إضافة إلى ضعف الصيانة وانعدام المتابعة،هو السبب الرئيس في تفاقم هذه الأزمة. وأمام تفاقم الوضع، يطالب السكانبضرورة تدخل والي الولاية شخصيا لمعاينة الوضع وإعطاء تعليمات صارمةللجهات المعنية لإيجاد حل عاجل ومستدام، يضع حدا لهذه المعاناة المتكررة،كما يلح السكان على ضرورة إعداد دراسة تقنية شاملة لإعادة تأهيل شبكةالمياه القديمة لضمان التزويد بانتظام، بعيدا عن الأعذار الموسمية والمبرراتغير المقنعة.
وفي خضم هذا الصمت الرسمي، تتعالى الأصوات المطالبة بمحاسبةالمسؤولين عن هذا التقصير، وفتح تحقيق لمعرفة أسباب استمرار الانقطاع، لاسيما أن المياه حق لا يمكن التلاعب به أو التهاون في توفيره للمواطنين، وفيانتظار استجابة الجهات الوصية، يبقى المواطنون عالقين بين وعود جوفاءوواقع مرير، يأملون أن يُدرج ملفهم ضمن أولويات الدولة، وأن يتحول شعار“ماء لكل مواطن” من مجرد حبر على ورق إلى واقع ملموس في أقربالآجال.
أزمة متفاقمة تخلقها فوضى السوق الأسبوعي
يشهد السوق الأسبوعي حالة من الفوضى والعشوائية، باتت تؤثر سلبا علىالحياة اليومية للسكان، وعلى حركة المرور داخل البلدية، لا سيما وأن هذاالسوق يُنظم كل يوم أحد على مستوى الشارع الرئيسي، مما يؤدي إلىاختناقات مرورية، وتعطيل لحركة المركبات والمارة على حد سواء.
ويتمركز السوق في موقع حساس يحيط به عدد من المؤسسات الحيوية، علىغرار مقر البلدية، مركز البريد، المدرسة المتوسطة، المسجد، ومحطة سياراتالأجرة التي تربط الشرفة بمدينة عنابة، ما يزيد من حدة التزاحم والفوضىالمرورية خلال ساعات الذروة، إضافة إلى أن الزوار والسكان المحليونيجدون أنفسهم يوم السوق أمام مشهد يومي من الازدحام والتكدسوالنفايات المترامية في كل الاتجاهات، حيث يعمد الباعة إلى عرض سلعهمبشكل عشوائي على الأرصفة وحتى على الطريق العام، دون احترام للقواعدالتنظيمية أو شروط الصحة والنظافة، ما أدى إلى تحول السوق إلى بؤرةللروائح الكريهة والتلوث البصري والبيئي، وتزداد المخاوف الصحية لدىالسكان بسبب عرض المواد الغذائية في ظروف غير ملائمة، تحت أشعةالشمس ودون أدنى معايير السلامة، ما يُنذر بمخاطر الإصابة بأمراضغذائية تهدد صحة المواطنين، في ظل غياب الرقابة المستمرة والفعالة، ورغمأن العديد من أسواق ولاية عنابة قد شهدت خلال السنوات الأخيرة عملياتإعادة تنظيم وتحديث تتماشى مع المعايير القانونية والصحية، إلا أن سوقالشرفة لا يزال يعاني من التهميش والإهمال، حيث بقي على حاله منذ عقود،ما يطرح علامات استفهام حول مدى جدية السلطات المحلية في معالجة هذهالوضعية المزمنة.
ويطالب سكان بلدية الشرفة بتحرك عاجل وفعّال من طرف الجهات المعنية منأجل نقل السوق إلى موقع مخصص ومنظم، يضمن سلامة المستهلكينويخفف الضغط عن وسط البلدية، ويعيد للمنطقة مظهرها الحضري وبيئتهاالسليمة.
ضعف تغطية شبكة الهاتف والإنترنت ومطالب بتهيئة الإنارةالعمومية
يعاني سكان حي سلامي، من تدهور واضح في خدمات الهاتف المحمولوالإنترنت، ما تسبب في صعوبات يومية أثرت بشكل مباشر على حياتهم،وخاصة في ظل تزايد الاعتماد على التكنولوجيا في الدراسة والعملوالمعاملات اليومية.
ويشتكي السكان خصوصا في الجزء الشمالي من الحي، من انعدام شبهكلي للتغطية، حيث يجد الكثيرون أنفسهم مضطرين إلى الخروج من منازلهمبحثا عن إشارة تتيح لهم إجراء مكالمة هاتفية أو الاتصال بشبكة الإنترنت،وقد دفع هذا الوضع عددا من المواطنين إلى التنقل يوميا إلى الجزء الجنوبيمن الحي حيث تكون الإشارة أقوى نسبيا، وفي حديثهم لـ “الصريح”، قالعدد من السكان أن هذه المشكلة ليست جديدة، فنحن نعاني منذ سنوات،ورغم الوعود والتطورات التي يُفترض أن ترافق سنة 2025، إلا أن الوضع لايزال على حاله، بل يزداد سوءا في بعض الأحيان، وفي هذا الصدد أفادمسؤولو البلدية بأنه قد تم تسجيل مشاريع لوضع أعمدة للإشارة، لتغطيةالنقص الواقع، إلا أنه لا يوجد أي شيء ملموس، ويبقى كل هذا مجرد كلاممن دون تجسيد فعلي.
ومن جهة أخرى يشهد الطريق الرابط بين الشرفة مركز وحي العبيدي محمدمشكلة مستمرة تتعلق بعدم وجود الإنارة العمومية منذ سنوات، فقد تعطلتأعمدة الإنارة، ما أثر بشكل سلبي على حياة السكان في المنطقة، ورغمالشكاوى التي رفعها المواطنون إلى المصالح البلدية، إلا أن الوضع بقي كماهو عليه مما أدى إلى تزايد الاستياء بين السكان الذين طالبوا بضرورةالتحرك العاجل لإصلاح الأعمدة المعطلة، وتفعيل الأخرى التي لم توضع حيزالخدمة إطلاقا، ويعبّر سكان المنطقة عن غضبهم العارم جراء هذا الإهمالالذي يزيد من معاناتهم، ومع غياب الإنارة في الطريق يتعرض هؤلاءالمواطنون لمخاطر عديدة نتيجة الظلام الذي يحيط بهم، ناهيك على أنالمنطقة تشهد أيضا حركة مرورية كبيرة سواء بالمركبات أو سيرا على الأقدام،مما يزيد من احتمالات وقوع الحوادث أو الاعتداءات، ففي الآونة الأخيرةأصبحت السرقات والاعتداءات في هذه المنطقة ظاهرة متكررة، مما يهدد أمنوسلامة السكان بشكل أكبر من أي وقت مضى.
المواطن ضحية لصراعات المصالح الشخصية
تعد بلدية الشرفة واحدة من البلديات التي تعاني في صمت جراء المشاكلوالتراكمات التي شهدتها خلال العهدات السابقة، حيث يعاني سكان المنطقةكثيرا من تهميش المسؤولين،وفقهم، بما في ذلك شح البرامج السكنية وفرصالعمل، في المقابل استفادت نسبة ضئيلة من العائلات من السكنالاجتماعي، بينما بقيت الشرفة متخلفة تنمويا بسبب النزاعات والصراعاتعلى كرسي البلدية الذي يتم التنافس عليه من أجل قضاء مصالح شخصيةلا خدمة للصالح العام، إضافة إلى برامج انتخابية لا ترقى إلى المستوىالمطلوب، وهذا ما عرقل مصالح المواطنين على مر السنين، إذ لم يتم تحقيقأي إنجاز يرقى إلى تطلعات سكان المنطقة، ليضل المواطنون في انتظار“مير“ يتمتع بالكفاءة بعيدا عن المحسوبية ليضمن سير العمل على أكمل وجهفي البلدية، وكذا تلبية لاحتياجات المواطنين الذين تبقى مصالحهم فوق كلاعتبار.
المواطنون يطالبون الوالي بمرافقة البلدية في تجسيد مخططات رئيس الجمهورية
يأمل مواطنوا الشرفة في “المير“ الذي سيُنتخب في العهدة المقبلة، أن يكونمتمتع بالكفاءة اللازمة التي تمكنه من رسم خطط يحقق بها مطالبهموتطلعاتهم، كما يأمل المواطنون أيضا من خلال قانون البلدية الجديد أن يرفععنهم غبنهم، حيث ترمي التعديلات الجديدة في القانون إلى استفادة كلبلدية من دعم ومرافقة حسب درجة التصنيف، فالضعيفة منها مثلا تحظىبمرافقة وتضامن الدولة حسب آليات يحددها مشروع القانون، وتأخذ هذهالآليات شكل إعانات تسيير وتجهيز تمنحها الدولة للبلدية في حالة ضعفمواردها مقارنة بمهامها الإلزامية، وفي الحالات الاستثنائية أو في حالةنقص مواردها الجبائية.
وعليه يطالب المواطنون من الوالي عبد القادر جلاوي مرافقة البلدية فيتحديد المشاريع التنموية في المنطقة بناء على النقائص، وأيضا دراستهاوتنفيذها على أكمل وجه، إضافة إلى مساعدة البلدية في تحقيق أوامر رئيسالجمهورية الذي يتصدّر أولوياته ملف تنمية مناطق الظل، حيث شدد منذبداية رئاسته على أن بناء الجزائر الجديدة لا يمكن أن يتم دون ترقية هذهالمناطق والتكفل بسكانها، كما أعطى تعليمات بإلزامية إجراء مسح شامللمناطق الظل، مسجلا قناعته بأنه لا يمكن الحديث عن الجزائر الجديدة دونتنمية هذه المناطق، إلا أن سكان الشرفة بعنابة لا يزالون ينتظرون بفارغالصبر الالتفاتة إليهم من طرف الجهات المعنية وإيجاد حلول تنموية لترقيةالمنطقة.