للبروفيسور الجيلالي عبد القادر شقرون
ج.ن
تعززت الساحة التاريخية بإصدار جديد بعنوان «العلاقات الدبلوماسية بين إيالة الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية (1776م_1830م)”، للبروفيسور الجيلالي عبد القادر شقرون، والصادر عن دار ومضة للنشر والتوزيع والترجمة.
وحسب الكاتب الجيلالي عبد القادر شقرون ، فإن الإصدار يحتوي بين دفتيه تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين إيالة الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية خلال الحكم العثماني بالجزائر والتي كان لها دور في الإشراف على البحر الأبيض المتوسط الذي كان يشكل عصب الحياة الاقتصادية في مرور السفن التجارية لتبادل السّلع بين ضفتيه الشمالية والجنوبية،وفرضت إيالة الجزائر دفع أتاوات وقيود على كل السفن التجارية الأجنبية الأوروبية والحربية.
وكانت إيالة الجزائر مستقلة عن مقر الخلافة العثمانية بالأستانة في اتخاذ القرارات السياسية وعقد الاتفاقيات مع الدول الأجنبية( الأوروبية منها والولايات المتحدة الأمريكية) واتخاذ قرار الإعلان عن الحرب ضد الدول الأجنبية التي كانت ترفض الإذعان للبحرية الجزائرية خاصة التي رفضت عقد اتفاقية سلام معها.
وعقب استقلال الولايات المتحدة الأمريكية عن انجلترا في عهد جورج الثالث في 04 جويلية1776م –يضيف الكاتب- اتجهت سفنها التجارية نحو البحر الأبيض المتوسط لنقل بضائعها إلى الموانئ الأوروبية، لكن السفن الحربية الجزائرية تمكنت من الاستيلاء عليها وحجزها كلية لأنها لم تكن تحمل جوازات سفر ومعاهدة سلم وصداقة تسمح لها بالتنقل بكل حرية في عرض البحر الأبيض المتوسط وذلك في عام 1783من ووجدت الولايات المتحدة الأمريكية نفسها محصورة لأنها كانت في بداية بنائها لدولتها الفتية، فتقدمت إلى داي الجزائر بهدف عقد اتفاقية صداقة وسلام ودفع غرامات مالية وتقديم هدايا تم بموجبها استرداد سفنها التجارية وطاقمها.
فكانت تلك بداية لبناء علاقات دبلوماسية بين إيالة الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية تمخض عنها إبرام أول اتفاقية عام 1795م ثم تلتها الاتفاقية الثانية عام 1815م ثم الاتفاقية الثالثة عام 1816م، وبموجبها أصبحت السفن الأمريكية تجوب البحر الأبيض المتوسط بكل حرية، إلى غاية الاحتلال الفرنسي للجزائر عام 1830م.