وردة قانة
كشف رئيس جمعية أصدقاء مرضى السرطان بعنابة لـ”الصريح” عن تلقيه وعودا من قبل وزير الصناعة الصيدلانية خلال اللقاء الذي تم عقده بحر شهر سبتمبر المنصرم بتوفير الأدوية المتعلقة بالبروتوكول العلاجي الخاص بمرضى السرطان، خلال شهر أكتوبر الجاري مع الانطلاق في عملية إنتاجه محليا خلال السنة المقبلة كحل جذري.
فيما طالبت الجمعية بضرورة تحقيق الاستقلالية لمركز مكافحة السرطان من أجل التكفل الأفضل بالمرضى، لاسيما أنه المركز الوحيد التابع للمركز الاستشفائي الجامعي على مستوى الوطن.
حيث أصبح النقص الكبير الذي تشهده أدوية مرضى السرطان في الصيدليات، مشكلة حقيقية تؤرق فئة واسعة من المصابين بهذا الداء وأوليائهم بولاية عنابة، خاصة في ظل الخطر الذي يشكله المرض المستعصي على حامله والذي يتطلب التكفل المبكر والمستمر به.
وقد أكد رئيس جمعية أصدقاء مرضى السرطان لـ”الصريح”، على أن النقص الكبير الذي تشهده أدوية أمراض السرطان يؤثر سلبا على بروتوكول العلاج ككل بسبب ارتباط الأدوية وتكاملها، معربا عن أن نقص دواء واحد يخلف خللا في عملية العلاج خاصة أن هذه الأدوية لا يوجد بديل لها يمكن أن يحقق نفس النتيجة، ما يتسبب في مشاكل صحية للمرضى وعجزا بالنسبة للأطباء المتخصصين فيه وذلك منذ حوالي سنتي.
مضيفا بأن أحد أسباب النقص الفادح للأدوية هو الإجراءات الخاصة بتوزيع الأدوية والتي تتسبب في تأخر وصول هذه الأدوية للمرضى بحوالي 4 أشهر، ما يتسبب في مشكلة حقيقية للمرضى خاصة في ظل عدم وجود مخزون احتياطي خاص بهذه الأدوية، معربا عن أن سوء التسيير للمسؤولين السابقين المتسبب الأكبر في غياب أدوية السرطان على مستوى المستشفيات ولدى الصيادلة، إضافة إلى أن أهم الأدوية التي يتضمنها البروتوكول الصحي يتم استيرادها من الدول الأوروبية وعدم توفر بدائل لها محليا.
كما أضافت جمعية أصدقاء مرضى السرطان وبصفتها عضوا في التحالف الوطني لجمعيات مرضى السرطان، حضرت اللقاء الذي تم عقده من قبل وزارة الصناعة الصيدلانية خلال شهر سبتمبر المنصرم أين تلقت الجمعيات وعودا بإيجاد حلول جادة لتوفير أدوية مرض السرطان، وذلك من خلال تغيير طريقة التسيير التي تخضع عملية توزيع الأدوية عبر إجراءات معقدة تستغرق عدة أشهر قبل وصولها للمريض.
إضافة إلى وعود الوزير بتوفير جميع الأدوية المتعلقة بالبروتوكول العلاجي الخاص بأمراض السرطان خلال شهر أكتوبر عبر كافة المؤسسات الإستشفائية، وذلك في انتظار التحضير لإستراتيجية خاصة بسنة 2023 الخاصة بالانطلاق في عملية الإنتاج المحلي للأدوية بالشراكة مع مخابر عالمية للقضاء على ظاهرة نقص الأدوية نهائيا من خلال التحكم في الكمية والتوزيع.
وبهذا الخصوص أكدت الجمعية على ضرورة منح مركز مكافحة السرطان بعنابة الاستقلالية وتخصيص ميزانية خاصة به في أقرب الآجال، وذلك استعدادا لعملية إنتاج الأدوية محليا والتمكن من شرائه بالكميات اللازمة، مضيفا بأن مركز مكافحة السرطان بعنابة الوحيد الذي لا يملك الاستقلالية كونه تابعا للمركز الاستشفائي الجامعي.
معربا عن أن ذلك سيشكل عبءا على الميزانية الخاصة بهذا الأخير خاصة أنه مطالب بتوفير الأدوية الخاصة بعديد الأمراض، ويؤثر على عملية توفير الأدوية بمركز مكافحة السرطان مؤكدا على أن هذه الأدوية باهضة وتتطلب غلافا ماليا معتبرا لتغطية حاجة جميع المرضى.
وأضاف بأنه إذا عمل المركز الاستشفائي على توفيرها فسيؤثر ذلك على توفير الأدوية الخاصة بباقي الأمراض، فيما ستحقق استقلالية المركز التسيير العقلاني له والتحكم في الطاقم الطبي وتوفير الأدوية وكذا توفير مخزون احتياطي في حال ندرة الأدوية.
من جهته وجه نائب جبهة العدالة والتنمية عن ولاية الطارف علي مويلحي، مراسلة خاصة لوزير الصناعة الصيدلانية بخصوص ندرة أدوية مرضى السرطان وضرورة توفيرها، حيث أعرب النائب في مراسلته عن أن هذه الفئة تجد نفسها في كل مرة في رحلة ذهاب وإياب إلى المصالح المختصة ولمرات عديدة وعلى فترات مختلفة أملا في الحصول على بعض الأدوية الخاصة بها ولكن غالبا ما تكون دون جدوى، ما جعل المصابين بهذا الداء يعانون الأمرين، فزيادة على طبيعة مرضهم المستعصي ومعاناتهم مع مواعيد العلاج الكيماوي، تبرز حالتهم الاجتماعية الصعبة من مشقة التنقل وعدم تحمل تبعات تلك المتطلبات، وبذلك تتعمق معاناتهم وتسوء حالتهم التي قد تصل إلى الوفاة.
ليتوجه النائب على مويلحي لوزير الصناعة الصيدلانية بطلب التعجيل بتوفير الأدوية اللازمة من خلال تزويد المصالح المختصة به، مشيرا إلى أن هذا الداء لا يمهل الوقت للمرضى وقد تكون نهاية المصاب به الوفاة، متسائلا عن الإجراءات التي سيتم اتخاذها من قبل الوزارة لتوفير هذه الأدوية بغية تأمين رعاية صحية للمصابين بالسرطان.