ملاك زموري
سيشارك الدكتور احسن تليلاني، في فعاليات الطبعة الخامسة لمهرجان “سيكافينيريا الدولي لمسرح الشارع” بمدينة الكاف التونسية، وذلك من خلال تقديم محاضرة حول “الدراماتورجيا البديلة في مسرح الشارع بالجزائر”، في إطار أشغال الندوة الفكرية الموسومة بـ “فنون الشارع والفضاء العمومي _ مسرح الشارع أم مسرح في الشارع” وذلك في الفترة الممتدة من 18 إلى 22 ديسمبر القادم.
كما سيكون الكاتب ضمن لجنة تحكيم المهرجان الذي سيعرف مشاركة عديد المسرحيين والفرق من مختلف الدول العربية والأجنبية، وقال تليلاني في صفحته على الفايسبوك: “أعتقد أن المسرح الجزائري هو مسرح نضالي ثوري مقاوم، إنه مسرح الشارع بامتياز، لأنه ولد ونشأ في الشارع بعيدا عن المسارح الفرنسية، ولم تكن له فضاءات مستقلة يملكها لتقديم العروض، فكانت عروضه تقدم في الشارع وفي الجبال وعلى الحدود التونسية الجزائرية بغار الدماء للمجاهدين مع تجربة الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني، وفي فضاءات السجون والمعتقلات وساحات المحتشدات”، وأضاف، “بعد الاستقلال تم تجنيد المسرح الجزائري لخدمة الخيارات الاشتراكية، فكان المسرح يرافق الحملات التطوعية نحو القرى الفلاحية، يتم خلالها تقديم عديد العروض المسرحية في الشارع”، وواصل الدكتور” قد استفاد المسرح الجزائري كثيرا من تجربة تعامله مع الشارع، حيث اتجه عبد القادر علولة من وحي تلك التجربة نحو مسرح القوال والحلقة، وهو الشكل المسرحي التراثي الذي كان يقدم في الأسواق الشعبية والساحات العمومية، ونلاحظ اليوم ظهور الكثير من التجارب المسرحية الجزائرية من نوع مسرح الشارع مثل تجارب سيد أحمد قارة وعديلة بن ديمراد والربيع قشي ومراد سنوسي مع مسرح وهران، وغيرهم كثير، هذا ويجب التفريق بين مسرح الشارع، والمسرح في الشارع، وكلاهما يقتضي دراماتورجيا بديلة عن المسرح الأرسطي قوامها التخلي عن الفضاء السينوغرافي داخل العلبة الإيطالية وتحطيم الجدار الرابع عن طريق المواجهة المباشرة مع الجمهور وإشراكه في العرض، والاعتماد على الارتجال وغيرها من مقومات الدراماتورجيا المشهدية البديلة”.