بقلم: ملاك زموري
وجه الباحث في التراث والشعر الشعبي الملحون، خالد ياسين شهلال، مراسلة إلى وزير الثقافة والفنون زهير بللو دعا من خلالها إلى استحداث هيئة وطنية مرجعية تعنى بالتراث والأدب الشعبي، تحت مسمى “المجلس الأعلى للتراث والأدب الشعبي”، بهدف حماية الهوية الثقافية الجزائرية وتعزيز الأمن الثقافي الوطني.
وأكد شهلال في رسالته أن هذه المبادرة تمثل مطلبا ملحا للباحثين والممارسين والمهتمين بالشأن الثقافي، في ظل ما يشهده التراث اللامادي الجزائري من حملات تشويه وسرقات منظمة، ومحاولات متكررة لنسبه إلى جهات أجنبية عبر تحريف الروايات التاريخية وتزييفها، وقال الباحث “بات من الضروري اليوم إنشاء هيئة وطنية تعنى بضبط وتوحيد المصطلحات التراثية، والتدقيق في الروايات التاريخية، وتصحيح المغالطات التي تمس أصالة موروثنا الثقافي، خاصة في ظل غياب مؤسسة رسمية تضطلع بهذه المهام الحيوية.
وأشار إلى أن غياب مرجعية موحدة يشكل عائقا كبيرا أمام جهود التوثيق، والإنتاج الفني والأدبي المستوحى من التراث، مضيفا وجود إنتاجات فنية ودواوين شعرية ضعيفة من حيث دقة المصطلحات والمحتوى الثقافي، فضلا عن برامج تراثية تفتقر إلى التأصيل العلمي الصحيح، وأضاف شهلال أن الهيئة المقترحة من شأنها أن تسهم في الارتقاء بجودة المحتوى التراثي في الكتب والأفلام والمعارض، والبرامج الثقافية الوطنية والدولية، من خلال اعتماد معايير علمية وفنية موحدة.
وشدد على أن الأمن الثقافي أصبح اليوم جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي، وأن المعركة حول التراث لا تقل خطورة عن النزاعات الجيوسياسية، حيث يعد كل تزييف لتراثنا محاولة لضرب أسس الهوية الوطنية وشرعيتنا الحضارية في المنطقة، كما أشار إلى أن غياب مرجعية رسمية يعقد من عملية إعداد الملفات الوطنية الخاصة بتسجيل عناصر التراث في منظمة اليونسكو وغيرها من الهيئات الدولية، كونها تفتقد إلى التوحيد والانسجام، ما يقلل من قوتها .
واختتم الباحث رسالته بمناشدة وزير الثقافة والفنون بالإسراع في إطلاق مسار إنشاء هذا المجلس الوطني المرجعي، وتزويده بالصلاحيات العلمية والاستشارية والتنظيمية اللازمة، ليكون صمام أمان للتراث الجزائري، ومرجعا رسميا تعتمد عليه الدولة ومؤسساتها في حماية وتثمين الموروث الثقافي الأصيل.