بقلم: ملاك زموري
وجّه النائب محمد الهادي تبسي مراسلة إلى وزير الثقافة والفنون، زهير بللو، يقترح فيها تخصيص لجنة تقنية مختصة تتولى دراسة إمكانية تجسيد متحف إثنوغرافي بعنابة.
وستشمل مهام اللجنة التقنية تقييم البنايات أو الفضاءات الثقافية القابلة للاحتضان، خاصة تلك ذات الطابع التاريخي وغير المستغلة، إلى جانب إعداد تصور أولي لمحتوى المتحف بالتعاون مع الباحثين المحليين والجمعيات المهتمة بالتراث الثقافي غير المادي. كما ستقترح اللجنة آليات تمويل مناسبة، سواء من خلال برامج وطنية أو في إطار الشراكة مع المجتمع المدني.
وبحسب النائب، يهدف المشروع إلى توثيق وتثمين الموروث الثقافي المحلي، وتقديم فضاء تفاعلي يعكس ثراء التراث الجزائري للزوار والسياح، وكذا تعزيز ارتباط الأجيال الجديدة بهويتها الثقافية.
وطالب تبسي، في السياق ذاته، بتحديد موعد لقاء لعرض تفاصيل المقترح بشكل مباشر، وتقديم رؤية أولية حول التصور العام ومساهمة المجتمع المحلي في هذا المشروع الذي يهدف إلى صون الذاكرة الجماعية وتثمين التراث الثقافي غير المادي، مشددًا على محورية ولاية عنابة باعتبارها حاضرة ثقافية وتاريخية مؤهلة لاحتضان مثل هذه المشاريع.
وأوضح النائب في مراسلته أنه، في إطار دعم المبادرات الثقافية الرامية إلى حفظ الذاكرة الجماعية وترقية التراث المحلي، واستكمالًا للمبادرة التي تقدم بها عدد من المهتمين والفاعلين في الشأن الثقافي بولاية عنابة، يرفع هذا الانشغال المتعلق بمقترح إنشاء متحف إثنوغرافي بمدينة عنابة، يكون مخصصًا لتوثيق العادات والتقاليد واللباس المحلي، خاصة ما يتعلق بمدينة عنابة.
وفي الرد السابق للوزير على المراسلة التي وجهها النائب حول اقتراح إنشاء المتحف، أكد زهير بللو أن المتاحف الإثنوغرافية تهتم بتوثيق العادات والتقاليد وتحولاتها داخل المجتمعات، وتُعنى بالتاريخ الاجتماعي والثقافي، وهو مجال تزخر به الجزائر بثروة فريدة واستثنائية. وأوضح أن عنابة تستحق احتضان مثل هذه المؤسسات، باعتبارها وجهة ثقافية متميزة.
كما أشار الوزير إلى أن قطاع الثقافة والفنون بولاية عنابة استفاد من عدة مشاريع استثمارية هامة في مختلف المجالات الثقافية، مسجّلة ضمن البرامج التنموية، منها ما أنجز، ومنها ما هو في طور الإنجاز أو لم ينطلق بعد بسبب التجميد.
وفي إطار دعم الحركية الثقافية بالولاية، أكد بللو تسجيل عدة عمليات لحماية التراث الثقافي والمعالم والمواقع التاريخية التي تزخر بها عنابة، مشددًا على أن المتاحف العمومية الوطنية ومراكز التفسير وما يتبعها تتكفل بعرض إثنوغرافيا الجزائر بتنوعها. وختم الوزير تصريحه بالتأكيد على أن ما تحوزه عنابة من بنية تحتية ثقافية منسجم مع دورها الريادي، لكنه لا يعني الاكتفاء بما هو قائم