حاورتها: ملاك زموري
حاورت “الصريح” الشاعرة والفنانة الحرفية زيدي سعيدة، للحديث عنمشاركاتها وأعمالها ورسوماتها التي تصور تراث الجزائر وأهم مطالبها كفنانة تسعى لإبراز الهوية الجزائرية من خلال الفن، فبين الريشة والكلمة، استطاعت أن تبني لنفسها مسارا مميزا، حيث تسرد حكايا الذاكرة الوطنية عبر لوحاتها الفنية وأشعارها المعبرة .
كيف بدأتِ مشوارك الفني؟
بدأ مشواري الفني منذ سنوات عديدة، فمارست الفن كهواية وكنت أشارك في الأنشطة الثقافية في دار الشباب “خالدي عبد الرحمان” في كل “حقل مارس”، وكنت شغوفة بمسرح الطفل، أعتقد أن هذه الأنشطة كانت بداية الطريق لتطوير مهاراتي في الرسم والشعر، ثم تطور الأمر إلى أن أصبحت عضواً في النادي الأدبي مع الأستاذ حسين زبرطي في دار الشباب خرازة، حيث تعلمت تقنيات الشعر وكيف أترجم الجماليات من خلال الكلمات واللوحات.
كيف استطعت المزج بين الفن التشكيلي والشعر في أعمالك؟
بالنسبة لي، الفن والشعر هما نوعان من التعبير عن الذات يمكنني أن أترجم مشاعري وأفكاري في لوحة فنية كما أستطيع أن أعبر عنها في قصيدة، حيث شاركت بنص شعري بعنوان “الريشة تحيي الذاكرة” في احتفالية عيد الاستقلال بمدرسة الفنون الجميلة، كما شاركت في العديد من الأمسيات الشعرية، وكان من أبرزها مع الشاعر مصطفى حمدان في دار الثقافة، فالشعر يعطيني القدرة على إضافة عمق للجماليات التي أرسمها.
يبدو أن لديك ارتباطا كبيرا بتاريخ وثقافة عنابة، هل بإمكانك إخبارنا أكثر عن هذا الجانب في أعمالك؟
من خلال لوحاتي، أحاول تقديم صور جمالية لمعالم المدينة التاريخية والثقافية، فجسدت في لوحاتي “سيدي براهيم”، “الملاية والبرنوس”، “منطقة رأس الحمراء” و”جامع أبي مروان” أحب أن أظهر روح المدينة بكل تفاصيلها من خلال الألوان والخطوط، كما أجسد رسومات في الفخار.
في حديثك عن الفخار يبدو أن لديك اهتماما خاصا بهذا الفن التقليدي، لماذا اخترت الفخار كمجال للفن؟
اخترت الفخار لأنه مزيج من تراثنا الثقافي فهو جزء من تاريخنا وحضارتنا بالإضافة إلى ذلك يسهم الفخار بشكل كبير في الترويج للسياحة الثقافية في عنابة، كما شاركت في “شهر التراث” وكنت جزءاً من معرض في سرايدي، وكانت لوحاتي معروضة بفندق المنتزه، وهو ما أعتبره من أهم مشاركاتي في هذا المجال.
من خلال مشاركاتك المختلفة، هل نال فنك اعترافا واسعا؟
نعم، تحصلت على عدة جوائز، وكان أبرزها جائزة في مسابقة الشعر خلال تظاهرة ثقافية في إقامة سيدي عاشور، هذا التقدير يشجعني على الاستمرار في تقديم أفضل ما لدي، ولكنني أطالب بأن يتم توفير فضاءات فنية وثقافية أكثر لتمكين الفنانين من تقديم أعمالهم بطريقة أوسع وأكثر تأثيراً.
في الختام، قدمي لنا قصيدة من أعمالك
من قصائدي:
أخر كأس تلف المدينة
حبل اليأس
ورود البنفسج تجلس
ياقف الفأس
موت فوق موت
الغزال يهطل لابأس
يافقدا العينين
الخبز يعشق الماء
الأرص ترتمي… السماء
بحق الشمس الكبرياء
علقوا كل شيء….لا شيء
دوامة الصغار…. الكبار
أرحام امهاتنا تعلق على الأشجار
لم يبق في شارعي الضيق شيء
العيون….الجفون
أغتيلت تحت ظلال النجوم
ليتك تراني
الليل نصفي…. النهار
أيها…. الطفل لمع حذائي
أنا واقف….أنا سكير
عربيد ورائي
شكرا حقيقة الموت
دمائنا المتعفنة تحت ركام الصمت
شكرا شعرها الطويل
يلف العالم.. يسقط صدري الحزين