صرحت محافظة المهرجان الثقافي للإنتاج المسرحي النسوي، رانيا سيروتي، خلال ندوة صحفية بمسرح عنابة حول عدد المشاركين بالفعالية حيث تم انتقاء 8 مسرحيات من فرق مسرحية جهوية وجمعيات ومسارح مستقلة، من أصل 27 عملا.
وأشارت إلى أن هذا الرقم يعكس الإقبال المتزايد على الإبداع المسرحي النسوي في الجزائر والاهتمام المستمر بتسليط الضوء على المواهب النسائية في الساحة الوطنية، ويمكن تفسير هذا التطور بعدة عوامل من بينها ديناميكية ثقافية أكثر شمولا، ودعم متزايد للمبادرات الفنية التي تقودها النساء، بالإضافة إلى الاعتراف التدريجي بدور المرأة في مجال الفنون المسرحية.
وأوضحت مديرة الثقافة صليحة برقوق، أن انطلاق المهرجان سيكون تزامنا مع إحياء ذكرى وفاة عز الدين مجوبي، ويختتم في 18 فيفري يوم الشهيد، مشيرة إلى تعليمات الوالي لمرافقة الفعالية والترحيب بالضيوف ورفع جميع العراقيل لسيرورة الدورة، حيث تكرم هذه الدورة سيدة الركح الراحلة، نورية قزدرلي، تقديرا لمسيرتها الفنية الثرية، فهي فنانة مسرحية معروفة لها أكثر من 200 مسرحية و160 إنتاجا فنيا، واقتحمت المسرح سنة 1947، فهي مناضلة بالحركة الوطنية حيث صرحت محافظة المهرجان رانيا سيروتي، في هذا الإطار قائلة “لطالما كانت السيدة نورية قزدرلي قدوة للأجيال الشابة فقد كرست حياتها للحفاظ على التراث الجزائري والترويج للغة المحلية الدارجة، كما ساهمت رفقة السيدة كلثوم، في فرض وجود المرأة الجزائرية على خشبة المسرح ”
وأوضحت المديرة الفنية للمهرجان، ليندة سلام، عدد المسرحيات التي تم انتقاؤها وهي 8 أعمال و 3 احتياط، من عنابة، بومرداس، جيجل، أم البواقي، العاصمة، مسيلة، باتنة وسوق أهراس، حيث ما يميز هذه الطبعة هو مشاركة المدن الصغيرة في المهرجان، وفي إطار السعي إلى تعزيز الإبداع المسرحي النسوي وتشجيع التميز الفني، تضم لجنة التحكيم لهذا العام شخصيات بارزة في مجالات مختلفة على غرار سمية بن عبد ربو، رئيسة لجنة التحكيم دكتورة في الفنون الدرامية متخصصة في النقد المسرحي، صافي بوتلة موسيقار، مليكة بلباي، ممثلة، فنانة مسرحية، سمير الحكيم ممثل، يحيى عبد المالك، سينوغراف، وقد ركزت لجنة الانتقاء المتكونة من الكاتب إدريس بوديبة والمسرحي جمال مرير، على اختيار الأعمال على البصمة الإبداعية النسوية والجودة في الأداء والمستوى الراقي، حيث قال بوذيبة في هذا الصدد، “هذا المهرجان هو تكريم للمرأة الجزائرية المناضلة”
وعلى هامش المسابقة تمت برمجة عدة نشاطات تشمل ورشات تكوينية موجهة للمحترفين للتعمق في التكوين، إلى جانب تنظيم مداخلات فكرية عناوينها ثرية على غرار مداخلة “الفنانة نورية فقيدة المسرح الجزائري”، “دور المسرح المؤسساتي في إدارة المسرح الجزائري”، “واقع المسرح النسوي في الجزائر”، و”دور التكوين في تطوير المسرح الجزائري” حيث يتضمن البرنامج 4 ندوات تعنى بدراسة دور مهرجان عنابة في تفعيل الممارسة المسرحية النسوية منذ تاريخ تأسيسه في 2012، كما سيتم أيضا مناقشة مدى مساهمة المسرح المؤسساتي في تطوير المسرح النسوي والمسرح المستقل عامة.
كما سيتم تنظيم فعاليات إضافية على غرار “قهوة العصر” التي تبرز انفتاح المسرح على الفنون الأخرى، وكذلك فقرة “فضاء الكاتبات”، حيث أكدت سيروتي بأن الهدف المنتظر هو جعل المهرجان منصة تجمع كل الطاقات والكفاءات لتعزيز الإنتاج المسرحي النسوي والترويج له على المستوى الوطني والدولي.