مجموعات شبابية تتفانى في العمل التطوعي رغم نقص الإمكانيات

وردة قانة

تشهد ولاية عنابة خلال شهر رمضان الفضيل، نشاطا كبيرا من قبل المجموعات الشبابية التطوعية التي تنظم العديد من العمليات والحملات التضامنية في مختلف المجالات.

حيث نجدها تعمل بجد ليلا ونهارا وحتى قبل دقائق  من موعد الإفطار على الطرقات للحرص على إفطار الصائمين وتوعيتهم بمخاطر استعمال السرعة، فرغم غياب الإمكانيات الضرورية والدعم اللازم إلا أن هذه المجموعات تصمم دائما على نشر قيم التضامن ومظاهر التكافل الاجتماعي.

حيث برزت مؤخرا العديد من المجموعات الشبابية التي يرتبط أفرادها بحب عمل الخير وإدخال الفرحة على قلوب المحتاجين، رغم غياب الدعم وعدم تمكن أغلبها من توفير مكتب خاص بهم.

وتختار كل مجموعة مجالا معينا لتقديم المساعدات وتسطر برامج خاصة بكل المناسبات الدينية على غرار شهر رمضان الفضيل، فمنها من يعمل على جمع التبرعات من أجل توزيع المساعدات على العائلات المحتاجة وذوي الدخل المحدود عبر العديد من البلديات والمناطق المعزولة، كتوزيع قفة رمضان تتضمن مختلف المواد الغذائية اللازمة والواسعة الاستهلاك، والتي استفاد منها عدد كبير من العائلات سواء قبل شهر رمضان الفضيل أو خلاله.

أين تحرص هذه المجموعات على مواصلة دعم المحتاجين خاصة منهم الأرامل واليتامي طيلة أيام شهر رمضان الفضيل، كما نجد مجموعات أخرى تعمل على تنظيم موائد الإفطار طيلة الشهر بمجهوداتهم الخاصة والتعاون مع تجار الخضر والفواكه وأصحاب المحلات التجارية والأكل السريع فضلا عن تحضير طرود خاصة بوجبة الصحور للأشخاص دون مأوى.

كما يحرص عدد آخر من المجموعات على العمل التضامني على مستوى الطرقات السريعة من أجل توقيف أصحاب المركبات ومستعملي الطريق قبل موعد الإفطار سواء لدلهم على موائد الإفطار الجماعية الخاصة بعابري السبيل أو توزيع وجبات خفيفة للإفطار كالتمور واللون مع قارورة ماء وعصير وغيرها.

كما يحرص هؤلاء الشباب على توعية السائقين على ضرورة عدم استعمال السرعة لتجنب حوادث المرور التي تشهد ارتفاعا كبيرا خلال فترة ما قبل الإفطار.

فيما تختص مجموعات أخرى في الاهتمام بالأشخاص دون مؤوي خلال الأيام العادية وبشكل مكثف خلال شهر رمضان، إضافة إلى التحضيرات الخاصة بحفلات الختان الجماعي للأطفال ليلة النصف من رمضان و ليلة 27 من الشهر الفضيل، وكسوة العيد التي سيتم توزيعها على الأطفال اليتامى والمعوزين.

وتنظم هذه المجموعات حملات سنوية لجمع التبرعات بهذا الهدف إدخال الفرحة على قلوب الأطفال، كما يقومون بتنظيم نشاطات خيرية استعراضية خاصة على مستوى دور الأيتام، إضافة إلى محاولة إدخال الفرحة على قلوب الأطفال المرضى في المستشفيات أيام العيد، لاسيما وكذا مختلف المناسبات الدينية منهم المصابين بالسرطان، مع توزيع عليهم هدايا مختلفة.

كما ينظمون كذلك حفلات وزيارات خاصة إلى دور المسنين لمشاركتهم المناسبات، وتنظيم عدد من النشاطات التي من شأنها التخفيف عنهم شعور الوحدة والرفع من معنوياتهم.

كما تشهد المجموعات الشبابية التطوعية لتنظيف المساجد والمصليات وكذا الساحات والأماكن العامة، انتشارا كبيرا مؤخرا حيث تركز قبل وأثناء شهر رمضان الكريم على تنظيف وتهيئة المصليات والمساجد القديمة والتي تستقبل عددا كبيرا من المصلين، أين ينظمون في كل مرة هذه النشاطات باستعمال إمكانياتهم البسيطة.

كما يقومون بتحسيس الشباب والمصلين على أهمية المشاركة في مثل هذه المبادرات وكذا أهمية المساهمة في الحفاظ على المساجد والتبرع فيها يقدر الإمكان.

وتجدر الإشارة إلى أن نشاطات هذه المجموعات لا تقتصر على حملات التبرع والتنظيف، بل تشمل كذلك عمليات صيانة المساجد وإعادة الاعتبار لها خاصة فيما يتعلق بالمساجد القديمة بالمناطق المعزولة.

أنشط المجموعات التطوعية

تعد مجموعتي “بالخير نرتقي ” وبسمة خير”، من أهم وأنشط المجموعات الخيرية الناشطة بولاية عنابة، حيث تسطر كل منهما برامج ثرية تضم العديد من العمليات التطوعية، وقد تضمن برنامجهما الخاص بشهر رمضان الفضيل عدة عمليات تتعلق بتوزيع المواد الغذائية، الوجبات الساخنة، وجبات الصحور، وكذا كسوة العيد وحفلات الختان.

وأكد أحد أعضاء مجموعة بالخير نلتقي، على أنه يتم يوميا ومنذ بداية شهر رمضان الفضيل، يتم توزيع وجبات الفطور الساخنة المحمولة على الأشخاص دون مؤوي، حيث يتم في كل مرة توزيع مابين 60 و120 وجبة، بالاعتماد على إمكانياتهم الخاصة والتبرعات التي يتم تقديمها من قبل المحسنين.

كما تمكنت المجموعة من توزيع 50 قفة رمضان تتضمن مختلف الوجبات الغذائية الأساسية وواسعة الاستهلاك، على العائلات الفقيرة والمحتاجة، كما تحضر المجموعة لتنظيم حملة خاصة لتوزيع كسوة العيد على أزيد من 50 طفلا وكذا حفل ختان جماعي لحوالي 70 طفل.

وتتوجه مجموعة “بالخير” نرتقي” للمحسنين وأصحاب المحلات الخاصة ببيع المواد الغذائية والألبسة للمشاركة في الحملات التي ينظمونها منذ سنة 2020، مشيرين إلى أنهم يقبلون المسعدات من مواد غذائية وألبسة ولا يستلمون التبرعات المالية.

كما أكد أعضاء الجمعية على أنهم يقومون بتنظيم حملات لتوزيع الوجبات الساخنة حتى في الأيام العادية، فيما أكد أعضاء مجموعة “ابتسم الخيرية” على أنهم انطلقوا في العمل قبل حلول شهر رمضان الفضيل، لجمع الإعانات من مواد غذائية  بعض المواد الغذائية، وذلك من أجل تنظيم مائدة الإفطار طيلة شهر رمضان لفائدة الأشخاص دون مؤوى وعابري السبيل، حيث باشروا العملية منذ أول أيام الشهر الفضيل.

كما أكد المعنيون على أنهم يطمحون إلى توزيع حوالي 300 قفة رمضان و22 ظرف مالي للعائلات المحتاجة، إضافة إلى تنظيم حملة توزيع ملابس العيد والختان الجماعية.

 

مقالات ذات صلة

إتحاد جمعيات الأحياء تتقدم بطلب مستعجل لوالي عنابة

sarih_auteur

إتلاف أكثر من 12 قنطارا من التوابل والأعشاب الفاسدة ببرحال

sarih_auteur

عنابة.. سرقة كوابل الهاتف والإنترنت .. من يتحمل المسؤولية؟

sarih_auteur