في أعماق بلدية عين الكرمة الحدودية بولاية الطارف، وتحديدا في منطقة مشتة الستاطير، تعيش أكثر من 700 عائلة تحت وطأة عزلة خانقة فرضها واقع مرير وطريق ريفي مهترئ بات عائقا حقيقيا أمام أبسط متطلبات الحياة اليومية.
هذه المشتة التي كانت يمكن أن تتحول إلى قرية مزدهرة بفضل إمكانياتها الطبيعية وسكانها المجتهدين، أصبحت اليوم عنوانا للتهميش والنسيان.الطريق الوحيد الذي يصل المشتة ببقية المناطق لا يتجاوز طوله ثلاثة كيلومترات، إلا أنه في وضع كارثي.
ويبدأ من المستوصف المحلي لعين الكرمة ويمتد إلى حدود بلدية بوحجار. ورغم قصر المسافة نسبيا، إلا أن حالته المتدهورة جعلت من هذا الطريق مصدر معاناة يومية لأهالي المنطقة، خاصة في فصل الصيف و طيلة أشهر السنة، يتغير وجه الطريق بين الغبار الكثيف في الصيف، الذي يتسبب في أمراض تنفسية وإزعاج دائم، وبين الأوحال والحفر الكبيرة في الشتاء، ما يجعل المرور عبره أمرا في غاية الصعوبة إن لم يكن مستحيلا.
واضطر العديد من السكان إلى التخلي عن استخدام سياراتهم، والاكتفاء بالمشي لمسافات طويلة لتلبية احتياجاتهم اليومية، من نقل المرضى إلى المستشفيات، إلى إيصال الأطفال إلى المدارس.العزلة المفروضة أثرت بشكل مباشر على النشاط الفلاحي الذي تعتمد عليه أغلب العائلات كمصدر رزق رئيسي، حيث يمارس السكان الفلاحة التقليدية وتربية المواشي.
وبسبب صعوبة تنقل السلع، بات تسويق المنتجات شبه متوقف، ما اثر سلبا على دخل العائلات. كما عزف أغلب التجار وسائقي النقل عن دخول المشتة، ما زاد من حدة المعاناة وارتفاع أسعار المواد الأساسية.
ورغم كل هذه الظروف القاسية، فإن مطالب السكان تظل بسيطة ومشروعة وهي تعبيد الطريق وتزويده بالمواصفات التي تضمن استمراريته وجودته.
ولم يطلب السكان مشاريع ضخمة ولا تجهيزات فاخرة، بل يطالبون فقط بحقهم في ربط منطقتهم بالمحيط الخارجي، وتمكينهم من العيش بكرامة.
ولقد وجه سكان المشتة عدة نداءات إلى السلطات المحلية، خاصة بلدية عين الكرمة، من أجل إدراج تهيئة الطريق ضمن أولويات التنمية المحلية. و عليه السكان يناشدون والي الطارف مزيان محمد من أجل التدخل و فك العزلة عنهم.
أم دوادى الفهد