تتواصل فعاليات الأيام الإبداعية الإفريقية “كانكس ويكاند 2024″، بالعاصمة، تحت شعار “شعب موحد بالثقافة ويبدع من أجل العالم”.
وتعد هذه التظاهرة الثقافية والسياحية والشبانية، فرصة هامة لإبراز الصناعات الثقافية والإبداعية الإفريقية، وتشجيع المواهب المتنوعة في شتى مجالات الإبداع من جميع أنحاء القارة ولدى المغتربين، إضافة إلى ترقية النقاش بين المشاركين، وتوفير المزيد من الفرص التجارية بين مختلف المؤسسات من جهة وبين المؤسسات والدول من جهة أخرى.
وشهد حفل الافتتاح الذي احتضنته أوبرا الجزائر “بوعلام بسايح”، أول أمس، تقديم عروض فنية وموسيقية متنوعة وثرية بنكهة جزائرية إفريقية.
وقالت وزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، بخصوص هذه التظاهرة الإبداعية أنه “نجتمع في هذا اليوم التاريخي لنقف على ما جادت به أنامل الأفارقة في شتى الفنون والصناعات الثقافية والإبداعية، ولنفتح فضاء متجددا للتبادل والتعاون الثقافي بين شعوب القارة السمراء”.
وأضافت أنها “سانحة عزيزة كي نؤسس لتفكير ديناميكي بشأن السياسات الثقافية الإفريقية لمعالجة التحديات العالمية الجديدة وعلى رأسها تحدي الاستدامة”.
وتابعت في السياق ذاته، بأن الجزائر “تعتزم المشاركة بشكل عملي مكثف وناجع في البرامج الكبرى للتنمية الثقافية والاقتصادية” لإفريقيا، وهو ما يؤكد “الدور الفعال الذي تعتزم الجزائر أن تضطلع به قصد تحقيق الأهداف الثقافية المشتركة ضمن الاستراتيجية التي وضعها الاتحاد الإفريقي، تأصيلا للثقافة الإفريقية، وتعزيزا لقيم التبادل والتضامن والمحبة والأخوة الإنسانية، ونشرا لثقافة السلام وقيم التعايش”.
كما أشارت إلى أن الجزائر “كانت ولا تزال في صدارة الدول المؤمنة بأحقية الشعوب جميعا بلا استثناء، والإفريقية منها خاصة، في الحرية والعيش الكريم، مع تحقيق الرفاه الاقتصادي القائم على شروط النهضة المأمولة والتنمية المستدامة، إلى جانب الأمن والاستقرار، سيما في ظل الصراعات والنزاعات القائمة اليوم في مختلف أنحاء العالم”.
وبدوره، عبر رئيس البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد “أفريكسيم بنك”، بنيدكت أوراما، عن امتنانه الكبير لرئيس الجمهورية على موافقته لاحتضان الجزائر لهذا “الحدث الهام بالنسبة لإفريقيا، والذي يسبق تظاهرة أكبر بكثير ستنظم في سبتمبر 2025، وهي معرض التجارة البينية الإفريقية”.
كما تحدث بنديكت عن “الأهمية الكبيرة” للأيام الإبداعية الأفريقية المنظمة بالجزائر باعتبارها “حدثا ثقافيا هاما بالنسبة لإفريقيا، وأيضا للأفارقة، ليس فقط في إفريقيا وإنما في كل أنحاء العالم”.
وأشار المتحدث، إلى أنها سانحة ل “بحث كيفية التعاون من أجل إنتاج محتوى إبداعي قابل للتسويق ويساهم في خلق مناصب شغل وخلق الثروة أيضا، ويعمل أيضا على استقطاب الأفارقة نحو هذه الصناعات، على المستوى العالمي”،
وأضاف في ذات المنحى، بأنه يتوقع أن يشارك “حوالي 6 آلاف شخص” في هذه التظاهرة، بتقديم عروض تشمل الأفلام والموسيقى والفن التشكيلي وفنون الطبخ والأدب والفنون البصرية، إلى جانب جلسات ماستر كلاس وبرامج تكوينية.
وأما السفيرة ميناتاساما تيسيسوما، مفوضة الصحة والشؤون الإنسانية والتنمية الاجتماعية بالاتحاد الأفريقي، فنوهت من جهتها بمستوى الحوار والتبادل الذي ميز المائدة المستديرة التي تدارست موضوع “الاقتصاد الإبداعي الشامل”.
حيث قالت السفيرة: “نحن بحاجة إلى مختلف الفنون لنرفع صوتنا نحو العالم ونحقق النهضة الافريقية المنشودة في أفق 2063”.
وأكدت، أن ذلك “لا يتحقق إلا عن طريق العمل المشترك المستمر فيما بيننا، والاستثمار في مكاسبنا الثقافية وكل الصناعات الابداعية والحرف التقليدية من أجل مستقبل إفريقي موحد تسوده التنمية والسلم والاستقرار”.
بقلم: ملاك زموري