استقبل رئيس مجلس الأمة، عزوز ناصري، اليوم الاثنين، بمقر المجلس، شان كوك هانه، سفير جمهورية فيتنام الاشتراكية بالجزائر، الذي أدى له زيارة مجاملة، وذلك حسب ما أفاد به بيان للمجلس.
وفي مستهل اللقاء، تقدم عزوز ناصري رئيس مجلس الأمة، بأخلص عبارات التعازي والمواساة للسفير الفيتنامي ومن خلاله لكل الشعب الفيتنامي في فاجعة إعصار بوالوي الذي ضرب الفيتنام يوم الأحد 28 سبتمبر 2025، معبرا عن الدعم المعنوي للجزائر لهذا البلد الصديق ومعربا عن استعداد الجزائر لتقديم المساعدة لهذا البلد الذي اصابته هذه المحنة غداة احتفاله بالذكرى الـ 80 لعيدها الوطني، وانتصارها على الاستعمار.
وبالمناسبة أعرب رئيس مجلس الأمة عن تمنياته لفيتنام بمزيد من التقدّم والازدهار، مؤكدًا أن هذا الحدث التاريخي يرمز إلى صمود وإرادة شعب عظيم كتب بتضحياته صفحات مشرقة في سجل الحرية والتحرر ومكان مصدر الهام للشعوب المستعمرة، مذكرا بملحمة ديان بيان فو التي أعلنت نهاية كل أشكال الاستعمار وكانت محفزا لشعوب آسيا وافريقيا التي كانت ترزح تحت نير الاستعمار.
كما ذكر رئيس مجلس الأمة بمتانة وشموخ العلاقات الجزائرية-الفيتنامية التي ارتوت من نبع الكفاح المشترك ضد الاستعمار الفرنسي، وتجسدت في مسارات نضالية متقاربة رسمت ملامح التضامن العميق بين الشعبين، وأبرز أنّ هذه التجربة التاريخية الفريدة لم تُشكّل فقط مصدر إلهام لشعوب العالم التواقة إلى الحرية، بل أرست أيضًا قاعدة صلبة لبناء روابط صداقة راسخة ومبادئ أخوة صادقة لا تزال تترسخ مع مرور العقود، تُوجت بتوقيع أكثر من ستين اتفاقية تعاون شملت مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة والتعليم، وهي اتفاقيات يجب إعادة تفعيلها وتحيينها وذلك في انتظار التوقيع على 20 اتفاقية جديدة قيد الاعداد.
وعلى الصعيد السياسي، نوه عزوز ناصري بالتنسيق الدائم بيمن البلدين في المحافل الدولية كالأمم المتحدة وحركة عدم الانحياز ومجموعة 77 + الصين، مشيدا بالديناميكية التي تعرفها المشاورات السياسية واللجان المشتركة، لاسيما الدورة الثانية عشرة المنعقدة في هانوي سنة 2023، والتي فتحت آفاقًا جديدة للتعاون الاقتصادي والعلمي، وهي آفاق يدعمها اعتماد الجزائر لقوانين جديدة أهمها قانوني الاستثمار والنشاطات المنجمية اللذان يقدمان تسهيلات وتحفيزات غاية في الأهمية.
وعلى الصعيد الدولي وبخصوص القضية الفلسطينية، فقد أعاد عزوز ناصري رئيس مجلس الأمة التأكيد على أنّ الجزائر متمسكة بدعمها المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة، والحصول على عضوية دائمة بمنظمة الأمم المتحدة، مثمّنا في ذات الشأن، المواقف المبدئية لفيتنام، التي ما فتئت تنادي بضرورة احترام قرارات الشرعية الدولية، وتمكين الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير المصير، مع الدعوة إلى إنهاء العدوان ورفع القيود أمام وصول المساعدات الإنسانية.
رئيس مجلس الأمة، عزوز ناصري، ذكر أيضا، بالموقف الجزائري الثابت تجاه مبدأ تصفية الاستعمار في افريقيا عن طريق تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في السيادة.
كما تناول أيضا الوضع في الساحل وليبيا مجددا التذكير بالموقف الجزائري الداعي للعودة الى الشرعية الدستورية وتغليب الحوار ضمانا للأمن الذي هو أساس التنمية.
ومن جهته، جدد السفير شان كوك هانة تطلع بلاده إلى توسيع نطاق التعاون الثنائي مع الجزائر في مختلف القطاعات الاقتصادية، لاسيما في مجالات الطاقة، الزراعة، الصناعات الغذائية، الاتصالات والثقافة مع الاستفادة المتبادلة من الخبرات الوطنية للبلدين في تطوير الشراكات المثمرة.
وأضاف أنّ بلاده ترى في السوق الجزائرية بوابة واعدة نحو إفريقيا، في حين تمثل فيتنام بالنسبة للجزائر منفذًا استراتيجيًا إلى منطقة جنوب شرق آسيا، وهو ما يستدعي العمل على تفعيل الإطار القانوني المنظم للتعاون.
السفير الفيتنامي أضاف أن الجزائر على الطريق الصحيح وأكبر دليل على ذلك هي الإجراءات المتخذة مؤخرا من قبل عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية.
في ذات السياق هنأ الجزائر بانضمامها لمعاهدة الصداقة والتعاون لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).
فيما يخص القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، أعرب السفير الفيتنامي عن دعم بلاده للشرعية الدولية وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
وفي ختام اللقاء، أبرز الجانبان ضرورة تعزيز التنسيق البرلماني بين مجلس الأمة الجزائري والجمعية الوطنية لجمهورية فيتنام الاشتراكية ليرقى إلى مستوى العلاقات السياسية بين البلدين، عبر تنشيط عمل لجان الصداقة وتوسيع مجالات تبادل الزيارات والخبرات، باعتبارها أدوات فعّالة لترسيخ التشاور والتعاون المؤسسي.
كما أعرب الجانبان عن رغبتهما في فتح آفاق أوسع للتشاور والتنسيق داخل المحافل الإقليمية والدولية، بما يعزز قيم السلم والتضامن، ويسهم في إرساء عالم أكثر إنصافًا وتوازنًا.