آسيا جبار مناضلة القلم التي دافعت عن المرأة المجاهدة

تلقت إشادة واسعة بمناسبة إحياء الذكرى الـ 60 لعيد النصر

ق. ث

أشاد مجموعة من الكتاب والمثقفين الجزائريين السبت بالبليدة بمسيرة أيقونة الأدب والسينما الجزائرية آسيا جبار التي طالما ناضلت بقلمها للدفاع والتعريف بالمرأة المجاهدة أثناء الثورة التحريرية والمرأة الجزائرية عقب الاستقلال.

فبمناسبة إحياء الذكرى الـ 60 لعيد النصر المصادف ل19 مارس من كل سنة، بادرت مجموعة من المثقفين الجزائريين بتنظيم ندوة تطرقت إلى أعمال وكتابات إحدى أشهر الكتاب في الجزائر والمغرب العربي والعالم الفرنكوفوني الراحلة آسيا جبار حيث تطرقوا الى الجانب الخفي من مسيرتها الذي يجهله الكثيرون والمتعلق بنضالها أثناء الثورة التحريرية.

وقال عضو مجلس الأمة والوزير السابق والكاتب كمال بوشامة في مداخلته التي تناولت السيرة الذاتية والمسيرة المهنية لهذه الكاتبة التي توفيت يوم 6 فبراير 2015 بباريس عن عمر يناهز 79 عاما، أن الكثيرين يجهلون نضال آسيا جبار خلال الثورة التحريرية من خلال عملها في جريدة المجاهد بتونس التي إلتحقت بها عقب توقفها عن الدراسة بعد إضراب الطلبة و كتاباتها للعديد من المقالات الصحفية التي تروي نضال و جهاد المرأة الجزائرية.

وأضاف أن نضال آسيا جبار لنصرة القضية الجزائرية لم يأت من فراغ و إنما نابع من التعاليم التي تربت عليها وتشبعها بالروح الوطنية لافتا إلى أنها تنحدر من أسرة ثورية بحيث كان والدها وأخوها مناضلين في جيش التحرير الوطني.

وبدورها ذكرت الكاتبة والجامعية البروفيسور شهرزاد بودراع قريش المشرفة على هذه المبادرة أن آسيا جبار التي كان معروف عنها إلتزامها في الدفاع عن الحرية وقضايا المرأة مؤكدة سعيها للتعريف بالقضية الجزائرية العادلة من خلال كتاباتها لاسيما حول المرأة المجاهدة داعية إلى تكريم هذه الكاتبة واستغلال كتاباتها العميقة من خلال إدراجها في المناهج التربوية.

ولدت الأديبة الراحلة آسيا جبار واسمها الحقيقي فاطمة الزهراء إمالحاين في 30 جوان  1936 بمدينة شرشال و قضت طفولتها والسنوات الأولى من الدراسة بمدينة موزاية بالبليدة وزاولت دراستها الثانوية بباريس في 1954 وعادت بعد الاستقلال لتتابع دراستها بجامعة الجزائر.

وألفت الروائية آسيا جبار روايتها الأولى “العطش” سنة 1957 وتلتها أعمال أخرى أكسبتها اعتراف دولي توج بحصولها على العديد من الجوائز الأدبية ورشحت الأديبة الجزائرية الراحلة لنيل جائزة نوبل المرموقة للأكاديمية السويدية في 2004 وبعدها لمرات عديدة و بعد رحلة إبداعية تجاوزت 50 سنة من العطاء الإبداعي والفني والإنساني جاءت روايتها الأخيرة “لا مكان في منزل والدي” في 2007.

وتوجت فقيدة الأدب الجزائري والمغاربي آسيا جبار بعديد الجوائز الدولية على غرار الجائزة الدولية للأدب (الولايات المتحدة-1996)، الجائزة الدولية لبالمي (ايطاليا) سنة 1998 وجائزة السلام لأصحاب المكتبات الألمان (فرانكفورت-2000) والجائزة الدولية بابلو نيرودا (ايطاليا-2005).

وقد كانت الأديبة الراحلة آسيا جبار ، وهي أول أديبة عربية وافريقية تدخل الأكاديمية الفرنسية سنة 2005، مبدعة اختزلت كل أنواع الإبداع الأدبي فهي روائية وشاعرة وصحفية وسينمائية ومسرحية ومناضلة من اجل القيم الإنسانية عبر العالم.

 

مقالات ذات صلة

“الأيام الإبداعية الإفريقية” تسلط الضوء على الفنون والصناعات الثقافية

سارة معمري

نحو تأسيس مهرجان غزة الدولي “لسينما المرأة”

سارة معمري

مهرجان الجزائر الدولي للسينما.. برنامج غني بأفلام تعكس مختلف الثقافات

سارة معمري