حاورها: عبد المالك باباأحمد
إن مشاعر البنوة الجياشة، والرابط الروحي بين الأب والابنة من أصدق المشاعر وأكثرها نبضا بالحياة، ذلك لما تتسم به من طابع مقدس تحيط به أسمى الخصال الإنسانية؛ الامتنان، وقد أبدعت الكاتبة “مقراني منى” في تصوير تلك الخصال من خلال كتابها “المعجزة أبي”.
من هي الكاتبة مقراني منى؟ وما هي أبرز أعمالك؟
أنا الكاتبة مقراني منى من منطقة بن عزوز بسكيكدة صاحبة الـ 24 ربيعا، أدرس بجامعة باجي مختار -عنابة- تخصص اتصال وعلاقات عامة وعضوة مكلفة بقسم الثقافة بجمعية “الآمال والقدرات الشبابية لولاية عنابة”
سبق وأن شاركت بعدة خواطر وقصص في سن جد صغيرة كنت في الـ 11من عمري؛ كتبت قصة “الحذاء العجيب” لتليها مشاركات في مسابقات مدرسية فكان الفوز حليفي دائما ثم شاركت في الآونة الأخيرة في كتب جامعة منها : “شاءت الأقدار”، “أبغيات وردية”كما كان لي كتاب إلكتروني بعنوان “تضحيات لا ترى” وهو موجود الآن في مكتبة النور الإلكترونية، وآخر إصدار لي كتاب بعنوان “المعجزة أبي” الصادر عن دار سيفار للنشر والتوزيع والترجمة.
عرفينا بكتابك الجديد
“المعجزة أبي” ليس مجرد كتاب ولا حبر على ورق بل هو خلود عشرينية متيمة بوالدها وهو رسالة وهدية مني لكل أب في العالم ولكل ابن أو ابنة تفتقد لوالدها أو تكن له أطنانا من الحب النقي الخالص، لكل عاق يمكن أن يبصر ويدرك هذا الحب قبل فوات الأوان، لكل أب لم يعط الحب لطفله.
وتناولت في كتابي فكرة أساسية وهي تجربتي الخاصة مع والدي العزيز؛ حيث كتبت ودونت كل لحظة عشتها في كنف حبه وتناولت رسالتين هادفتين للمجتمع؛ الأولى لكل من يحمل كلمة أبي لا تجعل هاته الكلمة تتعرض للخيانة أرجوكم اعطوا ابناءكم حقوقهم من الحب الخالص والوئام والمودة لا تحرموهم من عيش لحظة الحب التي بداخلهم اتجاهكم اجعلوهم يفتخرون بوجودكم في كل زمان ومكان، والثانية لكل ابن عش عمرا غامرا بالحب مع والدك قبل فوات الأوان احترم والدك واجعله قدوتك في الحياة واتبع خطواته حتى لا يظلمك الزمن بعد غيابه من نسخة مصغرة عنه لعلك ستجد كلماتي هاته بعد زمن طويل، فعن عبد الله بن العباس رضي الله عنهما قال رسول الله “ص” :”احفظ ود أبيك، لاتقطعه فيطفئ الله نورك”.
- ما هي أهم المواقف التي ركزت عليها في كتابك ؟
من أهم المواقف التي ركزت عليها أن أبي كان معجزة أبوية لي وذلك بتقديمه حلو الحياة، ورغد العيش، إضافة إلى الحظ الأبوي الذي حالفني طوال الـ 22 سنة الماضية والذي جعل مني امرأة فولاذية يكبر عمرها أضعافا وذلك جراء الطعنات التي تلقيتها من المجتمع والمحيطين بي والظروف الصعبة التي عشتها، والعمل والاستمرار والنجاح في الحياة بتصويب الأهداف رغم نزيف جراحي إلا أنه لا بد من الاستمرارية نحو الأفضل.
- لابد أن والدك رجل عظيم وهذا ما دفعك لاتخاذه موضوعا للكتابة، حدثينا عنه
من خلال كتابي وضعت فيه كل عاطفتي وحنيني لوالدي لأني أراه الرجل الوحيد والاستثناء الأمثل في العالم فلا أحد يضاهيه اليوم ولا غدا ولا في المستقبل، فهذا السؤال بالتحديد يجعلني أصاب بالعجز لأن الكلمات لا تفيه ولا الأقوال تسعه إلا أني أقول بأني أحاول أن أصدر كل حرف من اسم فقيدي كعنوان لقصيدي أن أحفظ ملامحه بين طيات السطور أبي “سعيد مقراني ” البطل الشهم الذي أخصه بحب العالم أجمع، وأحترمه احتراما كبيرا لما قدمه لي من تضحيات ومن أمنيات فقد جعلني ما أنا عليه اليوم أمامكم فله الفضل في ذلك لذا احترت كيف أخبر العالمين أن من مات ليس أبا عاديا وليس رجلا بلغ من العمر أرذله، أردت أن أخبرهم أن لا أحد يمتلك أبا كأبي.
- حين ينطلق الكاتب من عاطفته يحدث بعض التشويش، كيف تنظمين فوضى المشاعر أثناء الكتابة؟
لابد للكاتب أن يعرف جيدا الطريقة السلسة في الكتابة يعرف كيف ينظم أفكاره ببراعة كإبداع إخراجها بمعنى يعتمد على الترتيب قد يبدأ في كتاباته بشيء من الحزن وينهيها بشيء من الفرح وقد يكون العكس أو المزج بينهما فذلك يعود للكاتب إلا أنني كما سبق وذكرت فإنه يرتب أحداثه حسب الحالة التي يكتب عنها، وعن شخصي فقد نظمت موجةالمشاعر من حنين وألم وحزن وتارة حبا حسب مجريات الأحداث الواقعية التي رضخت لها .
- يتعرض الكثير من الكتاب الشباب لمصاعب في النشر، ماذا عنك؟ وهل من أعمال قادمة؟
لم أتعرض لمصاعب على عكس ذلك كانت هناك تسهيلات حين وضعت كتاب “المعجزة أبي” قد أحببت اللقاء معهم من أول مرة والتعرف على الأشخاص هناك زادني حماسا فالحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه وبالنسبة لأعمالي القادمة أنا كل يوم آتي بفكرة جديدة وليس لي مخططات فمشاريعي تأتي على شكل مفاجآت وما عساي إلا أن أقول بأنني “اليوم أعمل جاهدة وأسعى لمواساة الناس بكلماتي عن طريق تقديم تحفيز لكل الذين تم اغتيال أحلامهم وأن أكون مصدر إلهام بتقديمي فنا هادفا يزيد لمسيرتي الأدبية”.